خسر العراق نحو 11.35 مليار دولار من عمليات التخريب في البنية التحتية لقطاع النفط وكعوائد بسبب تأثر عمليات التصدير، وذلك منذ بدء إعادة تصدير النفط بعد أن شنت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها حربهم على العراق منذ نحو عامين.وقال الناطق باسم وزارة النفط العراقية، عاصم جهاد :" إن هذه الخسائر تشمل تعرض المنشآت النفطية في العراق لأكثر من 300 عملية تخريب نفذها مسلحون".
وأكد جهاد إن 70 عملية من إجمالي العمليات التي تعرضت لها المنشآت النفطية في العراق وقعت خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الحالي. وأوضح جهاد أن معظم أعمال التخريب للمرافق النفطية ومنشآتها وقعت في المناطق الشمالية، وذلك بهدف منع الحكومة العراقية الجديدة، التي تدعمها الولايات المتحدة، من تصدير ما يقارب من 400 ألف برميل نفط يومياً من حقول النفط الواقعة إلى الشمال من بغداد، وتحديداً من منطقة كركوك، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة اليوم السعودي.
يذكر أن معظم هذه الكمية من النفط المصدر من المنشآت في شمال العراق، تتجه إلى ميناء جيهان التركي، المطل على البحر المتوسط.وكان مسؤولون عراقيون قد أكدوا في أكتوبر عام 2004 وقوع قرابة 250 هجوما شنه المتمردون العراقيون، استهدف أنابيب النفط ومنشآت نفطية أخرى، الأمر الذي بدد بين سبعة مليارات إلى 12 مليار دولار من العائدات النفطية المحتملة للبلاد. وقدر وزير النفط العراقي المؤقت ثامر الغضبان، التكاليف العاجلة لإعادة إصلاح المنشآت النفطية بالإضافة إلى العائدات التي تبددها أعمال التخريب منذ استئناف الصادرات النفطية العراقية بعد الغزو الأمريكي للعراق، بسبعة مليارات دولار وقبل بدء الحرب على العراق في شهر إبريل عام 2003، كان العراق يصدر نحو 800 ألف برميل من النفط يومياً من حقوله النفطية في منطقة كركوك. وكانت بغداد قد استأنفت عمليات التصدير من حقولها الشمالية عبر ميناء جيهان التركي بصورة متقطعة خلال الأسابيع الستة الأخيرة.
يذكر أن العراق يعد البلد الثاني بعد السعودية من حيث حجم الاحتياطي النفطي، الذي يقدر بحوالي 220 مليار برميل، ولم يكن يصدر منه سوى 2.4 مليون برميل يومياً، بموجب اتفاقية النفط مقابل الغذاء. وكان العراق قد خطط، بعد الحرب عليه، لرفع إنتاجه النفطي في المستقبل إلى ستة ملايين برميل يومياً، ويعتقد الخبراء أن هذا الرقم ممكن خلال عدة سنوات. يذكر أن فريقاً من قوات مكافحة الإرهاب التابعة لمشاة البحرية الأمريكية "المارينز"، بدأ في النصف الثاني من عام 2004، الانتشار في منطقة تصدير النفط العراقي جنوب البلاد لحمايتها في أعقاب الهجمات التي تعرضت لها تلك المنشآت.
وكان وزير النفط العراقي السابق ثامر الغضبان أعلن خلال مؤتمر في إسطنبول قبل أيام أن العراق بحاجة إلى استثمارات بقيمة 25 مليار دولار لتحديث البنى التحتية للنفط والغاز لديه. وخصصت حكومة بغداد في ميزانيتها ثلاثة مليارات دولار للاستثمار القطاع النفطي.وقال الغضبان إن بلاده ستكون قادرة على إنتاج مليونين ونصف مليون برميل يوميا نهاية العام الحالي وثلاثة ملايين برميل نهاية العام المقبل بالمقارنة مع نحو 1.9 مليون برميل حاليا.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)