العراق: مقتدى الصدر: عامل تخريب أم استقرار؟

تاريخ النشر: 13 يوليو 2006 - 08:12 GMT

بعد أن استبعد في السابق لاعتباره مثيرا هامشيا للفتن، أصبح مقتدى الصدر  الآن مفتاحا رئيسيا لاستقرار العراق ويجب أن يُعامل على هذا الأساس، على الرغم من الاشمئزاز الذي تثيره الهجمات المميتة المتورطة بها حركته.

مقتدى صدر العراق: عامل تخريب أم استقرار*، هو  آخر تقرير صدر عن كرايسز جروب، يدرس بروز هذه الشخصية المركزية في دراما البلد المميتة. فمع هجمات أمريكا المتصاعدة على مليشيات مقتدى المسلحة، التي يطلق عليها اسم جيش المهدي، ومزاعم الإعلام في التاسع من يوليو  بإمكانية كونها مسؤولة عن عمليات القتل الطائفية المرتكبة على نطاق واسع في بغداد، أصبح الزعيم الشيعي وحركته أكثر حيوية من ذي قبل.

ويقول بيتر هارلنغ وهو محلل كبير في كرايسز جروب أنه "لا يمكن الحط من قدر الحركة الصدرية باعتبارها رعاعا لا يذعنون للقانون  يحركهم  زعيم يحظى بشعبية فهي ظاهرة متجذرة بعمق في العراق حاليا وتعبر عن عدد كبير من المظالم المبررة".

وكان مقتدى قد عرف بشكل رئيسي فور  سقوط  صدام حسين بانتهاج سلوك تخريبي. فقد كان يحرض أتباعه على التمرد على القيادة الشيعية التقليدية، وعلى عناصر النظام السابق وسياسيين عائدين من المنفى وقوات الاحتلال، وهو ما أدى إلى وقوع  مواجهة عسكرية  عنيفة مع القوات الأمريكية في عام 2004.  ولكن بعد عامين، أصبح لديه دور مختلف بشكل كبير، فقد أصبح متمتعا بسلطة أشبه ما يكون بحق الفيتو على تعيينات سياسية مهمة وفاز بـ32 مقعد برلماني من أصل 275 في انتخابات ديسمبر عام 2005.

في الوقت الذي تصاعدت فيه التوترات الطائفية، زاد أيضا تورط حركته في الحرب القذرة التي تدور بين  السنة و الشيعة.  وفي أثناء ذلك حافظ مقتدى على دعوته إلى تحقيق الوحدة الوطنية، حتى في أعقاب  هجمات شرسة على مدنيين شيعة، ولكن منذ هجوم فبراير عام 2006  على الضريح الشيعي في سمراء، بلغ العنف أبعاداً مقلقة حين شن الصدريون هجوما عشوائيا على بعثيين ووهابيين مفترضين. 

ومع ذلك، علينا أن ندرك أن مقتدى لاعب سياسي هام.  فعلى الرغم من افتقار الصدريين للانضباط التنظيمي أو التسلسلية المعقولة، فإنه  أصبح ناطقا حقيقيا لجزء كبير من العراقيين المهمشين بشكل تقليدي. فالسعي إلى احتوائه وتهميشه، دع عنك  التخلص منه لن يجدي نفعا في التصدي للواقع الاجتماعي الذي يعتبر  نجاحه أكبر تجسيد له. 

أنكر مقتدى أن لحركته يد في هجمات التاسع من تموز (يوليو) الرهيبة والمحرضة، والتي تهدد بالتسبب بموجة جديدة من عمليات القتل الطائفي، ودعا إلى التهدئة. ولكن عليه أن يتجاوز الأقوال إلى الأفعال ويعمل أكثر لممارسة قيادة مسؤولة، خاصة لتحسين انضباط جيش المهدي.

ويقول روبرت مالي، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في كرايسز جروب إن "التحدي الأكبر الذي يواجهه مقتدى الآن هو أن يصبح زعيما مسؤولا" وإن لم ينجح في ذلك سيكون مسؤولا عن أمرين يدعي بإصرار بأنه يتمنى تجنبهما ألا وهما تفكك العراق ووقوع  حرب أهلية في صفوف المسلمين".

© 2006 تقرير مينا(www.menareport.com)