مؤشر الطاقة الشمسية العالمي يرتفع 40 % منذ بداية العام

تاريخ النشر: 27 أبريل 2015 - 08:26 GMT
اليابان تعد واحدة من أكبر أربع أسواق للألواح الشمسية في العالم
اليابان تعد واحدة من أكبر أربع أسواق للألواح الشمسية في العالم

يبدو أن المستثمرين في السوق العالمية بدأوا يعيدون اكتشاف أنواع الطاقة المتجددة، إذ ارتفع مؤشر الطاقة الشمسية العالمي 40 في المائة منذ بداية العام لتخرج من دائرة الركود التي سقطت فيها في أعقاب الأزمة المالية العالمية في 2008-2009 وهو أداء يتجاوز بكثير أداء سلع أولية مثل خام الحديد والغاز الطبيعي والنحاس والفحم.

ويقول معهد فراونهوفر الألماني "إن الصين أصبحت من خلال البدء في إنتاج الألواح الشمسية على نطاق واسع القوة الدافعة وراء خفض تكاليف الطاقة الشمسية بنسبة 80 في المائة في السنوات العشر الأخيرة".

ففي اليابان انخفضت تكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية للأغراض المنزلية أكثر من النصف منذ عام 2010 لتصبح أقل من 30 ينا (0.25 دولار) للكيلووات/ساعة بما يجعلها مماثلة لمتوسط أسعار الكهرباء المستخدمة في المنازل.

وتتوقع شركة وود ماكنزي الاستشارية أن تواصل تكلفة الطاقة الشمسية انخفاضها، وقد ترسخت الطاقة الشمسية بالفعل في أوروبا وأمريكا الشمالية، لكن الطفرة المتوقعة في آسيا هي التي ستحقق لها نقلة كبيرة.

ومن العوامل الرئيسية في هذا الصدد السياسات الجديدة التي تتبعها الصين لمكافحة التلوث، إذ تسعى بكين إلى إيجاد بدائل للفحم الذي يمثل تقريبا ثلثي استهلاك الطاقة.

وبلغت قدرات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية 26.52 جيجاوات في عام 2014 أي أقل من 2 في المائة من إجمالي القدرات البالغة 1360 جيجاوات.

لكن الحكومة تريد إضافة طاقة توليد شمسية تبلغ 17.8 جيجاوات هذا العام وقد أضافت خمسة جيجاوات في الربع الأول وحده، وتخطط الصين لزيادة إنتاج الطاقة الشمسية إلى 100 جيجاوات بحلول عام 2020.

إلى ذلك، عمدت اليابان إلى إطفاء محطات الكهرباء العملاقة التي تعمل بالنفط الواحدة تلو الأخرى رغم أنها هي التي رفعتها إلى مصاف الدول الصناعية الكبرى في العالم، ولأن الطاقة النووية دخلت مرحلة ركود بعد كارثة "فوكوشيما" أصبحت الطاقة الشمسية هي البديل المتاح.

وتقول مؤسسة اليابان للطاقة المتجددة "إن الطاقة الشمسية ستصبح مصدر ربح في اليابان خلال الربع الحالي ما يحررها من ضرورة الحصول على الدعم الحكومي ويجعل اليابان آخر الدول الأعضاء في مجموعة السبعة للقوى الاقتصادية الكبرى التي أصبحت فيها هذه التكنولوجيا ذات جدوى اقتصادية".

وبحسب "رويترز"، فإن اليابان تعد واحدة من أكبر أربع أسواق للألواح الشمسية في العالم الآن كما أن عددا كبيرا من محطات الكهرباء ستدخل الخدمة محطتان منها فوق المياه في مدينة كاتو ومحطة تبلغ استثماراتها 1.1 مليار دولار مقامة على حقل ملحي في أوكاياما وكلها غربي أوساكا.

وذكر توماس كابرجر رئيس المجلس التنفيذي لمؤسسة اليابان للطاقة المتجددة أن الطاقة الشمسية بلغت مرحلة النضج في اليابان ومن الآن فصاعدا ستحل محل اليورانيوم المستورد والوقود الأحفوري.

وأضاف في إشارة إلى المؤسسات الإقليمية العشر التي تحتكر الكهرباء وهيمنت على إنتاجها منذ الخمسينات أنه لا يمكن لشركات الكهرباء اليابانية سوى تأخير التطور هنا بمحاولة حماية محطات الوقود الأحفوري والنووي.

وفي إطار تحولها إلى أنواع بديلة من الوقود، ستوقف اليابان بحلول آذار (مارس) من العام المقبل تشغيل محطات للكهرباء تعمل بالنفط المكلف والملوث للبيئة لإنتاج ما يقرب من 2.4 جيجا.

وكانت اليابان أوقفت عن العمل محطاتها النووية البالغ عددها 43 محطة في أعقاب كارثة محطة فوكوشيما للكهرباء عام 2011 التي أعقبت زلزالا وموجات مد عملاقة "تسونامي" ومنذ ذلك الحين ارتفعت طاقة توليد الكهرباء من مصادر متجددة لثلاثة أمثالها ليصل إنتاجها إلى 25 جيجاوات تمثل الطاقة الشمسية منها أكثر من 80 في المائة.

وما أن تتعادل الإيرادات مع التكلفة في مجال الطاقة الشمسية في اليابان سيعني ذلك أن هذه التكنولوجيا أصبحت قابلة للانتشار تجاريا في دول مجموعة السبعة وفي 14 دولة من أعضاء مجموعة العشرين وفقا لبيانات من الحكومات وصناعة الطاقة وجماعات حماية المستهلكين.

ويعتقد محللون أن انخفاضا كبيرا في أسعار الألواح الشمسية وتحسين تكنولوجيا توليد الكهرباء من الشمس وضع هذه التكنولوجيا على أبواب طفرة عالمية تشبه الطفرة التي شهدها النفط الصخري.

وتتوقع شركة إكسون موبيل عملاق صناعة النفط أن تنمو قدرات الطاقة الشمسية لتصبح في 2040 أكبر بما يتجاوز 20 مرة ما كانت عليه في 2010.

اقرأ أيضاً: 

وهم تداعيات الأزمة المالية العالمية

تكلفة إنتاج الطاقة الشمسية في الإمارات الأقل عالمياً

بالصور: الطاقة الشمسية مستقبل البشر

سوق الطاقة الشمسية العالمية تنمو 3 مرات بحلول عام 2018