على مر القرون الماضية، وجد العلماء طرقاً مبتكرة لتسخير طاقة الشمس، بدأت هذه الطرق بالنظارات المكبرة حتى انتهت بمحركات البخار، ونظراً لما للطاقة الشمسية من أهمية قصوى، يحتل مشروع تحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء قمة جدول الأعمال السياسي لكثير من الدول، وذلك في محاولة للتوصل إلى مصادر الطاقة المحلية التي يمكن أن تكون صديقة للبيئة، أي أن يكون التلوث الناتج عنها أقل بكثير من الوقود الحفري.
وفي ما يلي نعرض لنموذجين في بلدين استطاعا أن يستغلا هذه الطاقة الطبيعية ونجحا في ذلك: فإذا ألقينا الضوء على الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة على سبيل المثال، سنجد أن الابتكار التكنولوجي وسنوات من الدعم الحكومي قد ساهمت في خفض تكلفة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بصورة حادة، حتى أن الصناعتين في بعض الأحيان تقدمان كهرباء تتمتع بدرجة عالية من النظافة وبأسعار تنافسية مع الطاقة المصنوعة من الوقود الحفري، لكن في الوقت نفسه مازالت شركات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تُطالب الكونغرس بعدم رفع الدعم الحكومي عنها في السنوات المقبلة حتى تكون تنافسية حقاً وتخلق مزيداً من فرص العمل، كما طالبوا بتخفيض الضرائب حتى لا تدفعهم الضرائب إلى تقليص الإنتاج وتقليل فرص العمل.
وعندما نتحدث عن مشروعات الطاقة النظيفة، علينا أن نشير إلى هيمنة الصين الدولية في مجال الطاقة المتجددة خلال السنوات الأخيرة، نتيجة لما قدمته الصين في هذا المجال من ألواح شمسية وتوربينات الرياح، أشار إليها صانعو السياسة بكونها من حماة البيئة في جميع أنحاء العالم. لكن الآن تعاني استراتيجية الصين حالة من الفوضى، حيث تزايد الطلب العالمي على الألواح الشمسية وتوربينات الرياح بشكل سريع خلال السنوات الخمس الماضية فرفعت الصين من قدرتها على التصنيع بسرعة أكبر، فأدى ذلك إلى خلق فائض ضخم وحرب أسعار شرسة.
إن هناك طرقاً متعددة لاستخدام طاقة الشمس في توليد الكهرباء، وإحدى هذه الطرق الواعدة تسمى بـ «الطاقة الشمسية المركزة»، والتي تقوم على استخدام المرايا لتعكس أشعة الشمس وتركزها، موفرة بذلك الحرارة المطلوبة لتدوير المولد الكهربائي.
طريقة أخرى لاستخدام طاقة الشمس هي ألواح الخلايا الشمسية، والتي تشبه شاشات العرض فوق أسطح المنازل والمباني المكتبية (مع العلم أن بعض هذه الألواح واجهت مشكلة السرقة خاصة في كاليفورنيا)، وللطاقة الشمسية استخدامات عديدة منها تسخين المياه وحمامات السباحة وتدفئة المنازل وتوليد الكهرباء وغيرها.
