أبدى وزير الطاقة التركي أمله ألا يكون الدافع وراء قرار شركة أبو ظبي الوطنية للطاقة ''طاقة'' تأجيل مشروع كهرباء يتكلف 12 مليار دولار، سياسياً.
وأضاف أن أنقرة بدأت بالفعل محادثات مع دول أخرى لتنفيذ المشروع. واتفقت ''طاقة'' - التي تمتلك حكومة أبو ظبي 75 في المائة من أسهمها - وشركة توليد الكهرباء التركية المملوكة للدولة في كانون الثاني (يناير)، على مشروع لبناء عدد من محطات الكهرباء تستخدم احتياطيات فحم الليجنايت الموجودة في منطقة افشين - البستان في تركيا.
وذكرت ''طاقة'' أنها قررت تأجيل بدء البناء حتى عام 2014، لكن مصادر في قطاع الطاقة في تركيا صرحت لـ ''رويترز'' بأن الشركة تعتزم الانسحاب من المشروع.
وقالت المصادر إن السبب الرئيسي هو الصعوبة المتزايدة في التمويل نتيجة موجة بيع لعملات الأسواق الناشئة أفقدت تركيا بعض جاذبيتها، كما أشاروا إلى تنامي التوترات بين تركيا ودول الخليج كسبب محتمل.
ولم يذهب وزير الطاقة التركي تانر يلدز لحد تأكيد انسحاب ''طاقة'' من المشروع واكتفى بقوله ''آمل ألا تكون قراراتهم مدفوعة بأسباب سياسية''.
ومضى قائلا ''غير أن التطورات، ولا سيما في مصر وسورية، تبين أنها ''الشركة'' بصدد تحديد اختيارها فيما يتعلق باستثمارات الطاقة''.
ورفض متحدث باسم ''طاقة'' التعليق حين سئل عما إذا كان الدافع لتأجيل المشروع سياسيا. وقالت المصادر إن موجة البيع في الأسواق الناشئة التي هوت بالعملة التركية إلى مستويات متدنية في الفترة الأخيرة، أثرت سلبا في النظرة المستقبلية لنمو الاقتصاد التركي، وإن احتمال خروج مزيد من رؤوس الأموال يقلق ''طاقة''.
وقال يلدز إن تركيا ستمضي قدما في تطوير منطقة افشين - البستان الواقعة في جنوب شرق تركيا، التي تحتوي على نحو 45 في المائة من إجمالي احتياطيات تركيا من فحم الليجنايت. وأضاف يلدز ''بدأنا محادثات مع دول أخرى سواء قررت ''طاقة'' التأجيل أو الاستمرار. رأينا خلال المحادثات في الأيام العشرة الماضية اهتماما من مستثمرين محليين ودوليين''.
وتحرص تركيا على تحقيق أقصى استغلال لمواردها من الفحم للحد من الاعتماد على الغاز الطبيعي المستورد، ويتوقع أن تتوسع في الاعتماد على الليجنايت في توليد الكهرباء، مع النمو السريع المتوقع للطلب على الكهرباء.