أكد خبراء في الإعلام الرقمي أن منطقة الشرق الأوسط تشهد زخماً كبيراً في اعتماد وسائل وأدوات الإعلام الرقمي الجديد مشيرين إلى أنه ينبغي على الصحفيين والإعلاميين مواكبة العصر والتزود بأحدث التقنيات للبقاء على الساحة.
جاء ذلك خلال الندوة التي استضافها مؤخراً معهد "إس إيه إي" دبي، المؤسسة التعليمية المتخصصة في برامج الإعلام الإبداعي، حول مستقبل المشهد الإعلامي في المنطقة ومصير الإعلام التقليدي في ظل العصر الرقمي بمشاركة نخبة من الخبراء العاملين في الميدان الإعلامي، ورئاسة المؤلف والصحفي والناشر الإلكتروني الأمريكي مارك بريجز. واختتمت الندوة بالتأكيد على أنه يجب على الصحفيين والإعلاميين في المنطقة تبني التقنيات الجديدة للتميز والتفوق في العصر الرقمي.
وقال بريجز خلال الندوة: "إن زيادة وتنامي الإعلام الجديد لا يعني أن الصحافة تحتضر بل هو مجرد التغيير، فالتكنولوجيا من شأنها تحسين أداء الصحافة إلى الأفضل وقد أسهمت بالفعل في ذلك ولكن ما زال أمامنا الكثير لنحققه".
وأضاف: "بالتأكيد سيكون هنالك مكان للصحف المطبوعة إلا أنها ستتمتع بمواقع إلكترونية تحظى بإقبال وشعبية كبيرين. لقد بات عالمنا الحالي عالماً إلكترونياً، وهذه هي أرض المعركة الحقيقية التي ستحدد من المنتصر والمهزوم فيها".
وتابع بريجز: "هناك العديد من الصحفيين الذين عملت معهم في الماضي في الصحافة المطبوعة، كانوا يخشون تنامي وانتشار التكنولوجيا لكنها في الواقع تجعل الصحافة أكثر تعاونية وفورية وتفاعلية، مما يخدم القراء بشكل أفضل. كما أن التواصل الإلكتروني عبر الإنترنت يسمح للصحفيين بالوصول إلى عدد أكبر من الناس لا يمكن الوصول إليه عن طريق الصحافة المطبوعة".
وأشادت الندوة أيضاً بإطلاق معهد "إس إيه إي" دبي دبلوم الصحافة الرقمية الذي يعد البرنامج الأول من نوعه في المنطقة مؤكدة على أهمية وإمكانات الصحافة الرقمية في المنطقة.
من جانبها، قالت بيا هايكيلا، صحفية رقمية مستقلة ومشاركة في ابتكار ووضع "برنامج الصحافة الرقمية" الجديد في معهد "إس إيه إي": "تمثل الصحافة الرقمية طريقة وأسلوب الإعلام الجديد في المستقبل. ولم تعد الثورة الإعلامية تتضمن أي مؤشرات تدل على البطء والتأخير، وبالتالي فإنه ينبغي على الصحفيين والإعلاميين أن يتطوروا للتميز والنبوغ في هذه البيئة الجديدة من خلال اعتماد طرق وأساليب عمل جديدة للوصول إلى جماهيرهم".
وأضافت: "في ظل زيادة الطلب على الإعلام الجديد الذي من المقرر أن يشهد توسعاً كبيراً، تعد البرامج مثل دبلوم الصحافة الرقمية الذي أطلقه معهد "إس إيه إي" أمراً أساسياً وحيوياً لتدريب الطلاب وصقل مهاراتهم وتزويدهم بالوسائل والتقنيات الحديثة اللازمة للصحفيين العصريين. يقوم هذا البرنامج بتدريس القيم الصحفية للطلاب وكيفية صياغتها وفقاً لمجموعة من الوسائل الإعلامية، بالإضافة إلى تعليمهم التفكير الإبداعي".
أدار الندوة رج أثوال، المؤسس الشريك ورئيس مجلس إدارة المنصة التلفزيونية الإلكترونية (onetv.com)، فيما حظيت الندوة بدعم مجموعة أخرى من الخبراء، مثل نبيلة عثمان، كاتبة وصحفية ومديرة تطوير الأعمال في "نيوزجلوب دوت كوم" "Newzglobe.com"، وهي بوابة إخبارية عبر الإنترنت، والمؤلف والشخصية الإعلامية علي السلوم، كاتب العمود الشهير "اسأل علي".
وفي ختام الندوة قام المشاركون بإبداء وجهة نظرهم حول موقع الصحافة الرقمية خلال 10 سنوات من الآن، حيث قال بريجز: "سيكون عالماً مثيراً مليئاً بنماذج أعمال جديدة وأمثلة رائعة للإعلام الجديد والصحافة الرقمية، بالإضافة إلى العديد من قصص النجاح. أما الشركات التي فشلت في التطوير والابتكار فستظل في المؤخرة".
وقالت هايكيلا: "ما زالت الصحافة الرقمية في مرحلة الطفولة لكنها تتمتع بإمكانات هائلة غير محدودة للنمو. وفي حال عدم قيام الأجيال القديمة بالإقبال على هذا العالم الجديد فسيكون مصيرهم إلى الفناء مثل الديناصورات. فالعالم الجديد موجود هنا بالفعل لكن ما ينقصنا هو أن نغير طريقة تفكيرنا".
تجدر الإشارة إلى أن باب التسجيل في برنامج الصحافة الرقمية في معهد "إس إيه إي" مفتوح الآن، وستبدأ الدراسة به في 27 يونيو 2010. لقد تم تطوير البرنامج، الذي يستمر لمدة 12 شهراً بنظام التفرغ الكامل، بالتعاون مع نخبة من المختصين في مجال الإعلام لإعداد خريجين لديهم الرغبة والاستعداد لمواجهة التحديات الجديدة التي يفرضها عالم الصحافة المتغير.
© 2010 تقرير مينا(www.menareport.com)