الشركات العائلية الإماراتية أقدر على اغتنام الفرص وأكثر إيجابية إزاء الممارسات الإدارية من نظيراتها الأمريكية

تاريخ النشر: 08 يونيو 2009 - 07:30 GMT

أظهر مسح ميداني موسع للشركات العائلية في دولة الإمارات العربية المتحدة أن الرؤساء التنفيذيين لهذه الشركات وأفراد العائلات التي تملكها يتمتعون بقدرة عالية على تحديد واغتنام الفرص الاستثمارية في مجال عملهم تفوق قدرة نظرائهم في الولايات المتحدة الأمريكية.

وكانت الدراسة التي نشرتها وحدة الأبحاث في مركز دبي المالي العالمي تحت عنوان "اختلاف التصورات والتحديات التي تواجه الشركات العائلية في الإمارات: نتائج تطبيقية "، قد أجريت بالتعاون مع "مركز وولكر لريادة الأعمال العالمية" التابع لكلية "ثندربيرد للإدارة العالمية". وتعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تقارن تصورات ووجهات نظر الرؤساء التنفيذيين الآباء وأفراد العائلة الآخرين في الشركات العائلية العاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتستمد الدراسة أهميتها أيضاً من كونها الأولى التي تقارن الشركات العائلية في الإمارات مع مثيلاتها في الولايات المتحدة باستخدام أدوات بحث قياسية مجربة ومن خلال إجراء مقابلات شخصية مباشرة مع المعنيين.

وتظهر نتائج الدراسة أن مستوى رضا الرؤساء التنفيذيين للشركات العائلية الإماراتية عن الممارساتالادارية ومستوى الانظمة المعمول بها داخل الشركات يفوق رضا نظرائهم في الولايات المتحدة. وعلى ضوء هذه النتائج، تؤكد الدراسة على أهمية صياغة دستور عائلي ينظم العلاقات داخل الشركة العائلية، تحسباً للصراعات التي قد تنشب مستقبلاً، ولتوضيح واجبات وحقوق الاطراف ذات العلاقة داخل  الشركة وخارجها .

ولإرساء أسس متينة تضمن الاستدامة المستقبلية، تشجع الدراسة الشركات العائلية على اعتماد إجراءات تعيد رسم استراتيجيتها العامة لإيجاد حالة من التوازن بين النمو والرغبة في التنويع، الأمر الذي مرت به العديد من الشركات في مراحل تطورها الأولى،وبين  الحاجة الملحة إلى تطوير نماذج حوكمة ونظم مؤسسية قوية. وتشدد الدراسة على أهمية مشاركة كافة المساهمين في هذه الإجراءات.

وصرح معالي الدكتور عمر محمد أحمد بن سليمان، محافظ مركز دبي المالي العالمي: "تمثل الشركات العائلية النسبة الاعلى من إجمالي الشركات العاملة في منطقة الخليج. ولا تزال معظم الشركات العائلية في دولة الإمارات العربية المتحدة وبقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فتية في طور النمو والتحول".

وأضاف: "تواجه الشركات العائلية العديد من التحديات مثل العولمة، وزيادة عدد أفراد العائلة جيلاً بعد جيل، ونمو الشركة المضطرد، وخطط انتقال الملكية، واستمرارية العمل. ومن المعروف أن 95% من الشركات العائلية تقريباً لا تصمد حتى الجيل الثالث بسبب الافتقار إلى التخطيط المناسب لانتقال ملكيتها بين الأجيال".

واستطرد الدكتور عمر بن سليمان قائلاً: "تأتي هذه الدراسة العلمية الشاملة في سياق الجهود التي يبذلها مركز دبي المالي العالمي لإيجاد قاعدة معرفية قوية ترتكز على الحقائق لمساعدة الشركات العائلية في المنطقة على مجابهة الضغوط الناجمة عن خطط التغيير والتوريث، فضلاً عن مساعدة مجتمع الأعمال العالمي على فهم احتياجات وطموحات الشركات العائلية العاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة بشكل عام". 

وأوضح معالي المحافظ: "سيواصل مركز دبي المالي العالمي تعزيز خبراته وشراكاته لتطوير مثل هذه القاعدة المعرفية وتوفير أدوات استثمارية ومعلوماتية  تساعد الشركات الإقليمية والعالمية على الحصول على رؤية اوضح عن مناخ وتحديات الاعمالبالمنطقة وبالتالي دعم عملية اتخاذ القرار".

وأوضحت الدكتورة زينب كركي شلهوب، مديرة قسم الأبحاث في شركة " DIFCللاستثمار"، أن الدراسة أظهرت امتلاك الرؤساء التنفيذيين للشركات العائلية في الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية قدرة أكبر على فهم الممارسات والثقافات وعمليات التوريث من بقية أفراد العائلة. وقالت: "تبين وجود ارتباط وثيق بين العائلات وثقافة الشركات العائلية لدى العينات الأمريكية والإماراتية على حد سواء، حيث جاءت النتائج الإماراتية في كثير منها مطابقةً لنتائج الولايات المتحدة. ولكن الشركات العائلية في الإمارات أظهرت وجود تأثير أكبر للعائلة في مسيرة الشركة، فضلاً عن مواجهتها لتحديات أكبر على صعيد التوارث بين الأجيال، والحاجة إلى التأقلم في بيئة تنافسية متغيرة باستمرار".

وأضافت: "تحدد الدراسة عدداً من المجالات التي تستلزم إجراء التحسينات، وتقدم ست توصيات مهمة للرؤساء التنفيذيين وأفراد العائلة في الإمارات، من ضمنها صياغة دستور عائلي، وتطوير معايير وإجراءات واضحة لتوارث الإدارة والملكية، وتبني منهجية شمولية في التخطيط الاستراتيجي".

وتابعت الدكتورة زينب: "تنصح الدراسة أيضاً بتعيين عضوين خارجيين مستقلين على الأقل في مجلس الإدارة، وكذلك بتوظيف مديرين رئيسيين من خارج العائلة لضمان المهنية العالية للشركة وجعل عملية اتخاذ القرار أكثر حيادية. كما شددت على ضرورة عقد لقاءات عائلية منتظمة وتشكيل مجلس عائلي يغلب عليه الطابع الرسمي بغية تثقيف أفراد العائلة وتوفير قناة أفضل للتواصل فيما بينهم ومع الاطراف ذات العلاقة بالشركة، واعتبرت الدراسة تلك الخطوات على درجة عالية من الأهمية لضمان استمرارية العمل في الشركة".

وشهدت دراسة مركز دبي المالي العالمي مشاركة فاعلة من شركات عائلية عديدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وشملت رؤساء تنفيذيين وأفراداً آخرين من العائلة ضمن الشركات. وقد تمت مقارنة إجابات هؤلاء في شركات معينة مع مثيلاتها في شركات عائلية أخرى، كما جرت مقارنة إجابات الشركات العائلية في الإمارات مع أقرانها في الولايات المتحدة للوقوف على مدى شمولية وعالمية تجربة إدارة الشركات العائلية في الثقافات المختلفة.

واشارت  الدكتورة زينب شلهوب إلى أن الدراسة فريدة من نوعها بحكم تناولها التحديات التي يفرضها تعاقب الأجيال في الشركات العائلية في الإمارات العربية المتحدة والحاجة إلى التأقلم في بيئة تنافسية دائمة التغير.

© 2009 تقرير مينا(www.menareport.com)