إن الشرق الاوسط مؤهل ليصبح محوراً عالمياً للبتروكيميائيات، هذا ما أكده المسؤول التنفيذي في شركة داو للكيماويات The Dow Chemical Company، متوجهاً للمشاركين في المنتدى السعودي للطاقة- أهم حدث عالمي في مجال النفط والغاز والبتروكيميائيات في المنطقة.
وقد جاء في حديث مايكل غامبرل، نائب الرئيس التنفيذي للمواد الاساسية البلاستيكية والكيميائية في شركة داو، ان العالم يشهد تحولاً تاريخياً لمركز ثقل الصناعة البتروكيماوية - من الغرب الى الشرق، وتحديداً منطقة الشرق الاوسط التي باتت النقطة المحورية لنمو الانتاجات البتروكيميائية.
تقود هذا التحول عوامل متعددة بما في ذلك أسعار أدنى للمواد الخام ، والقرب من الاسواق الاسرع نمواً في العالم- الصين والهند وجنوب شرق آسيا، و الدعم السياسي القوي لبناء قاعدة صناعية تنافسية للتصدير، و السيولة لجهة تمويل المشاريع، و الحوافز الضريبية وايضاً أحدث المرافق التي تتمتع بامتياز الحجم وأحدث الوسائل التكنولوجية.
وأضاف غامبرل أنه، وبهدف أن يصبح الشرق الاوسط رائداً عالمياً حقيقياً في الصناعة البتروكيميائية، يجب العمل على التنمية المستدامة، والتوجه نحو التصنيع كما التوصل الى إنتاج المنتجات الكيميائية الاستهلاكية وشحنها مباشرة الى المستهلك.
وتجدر الاشارة الى أن داو، الشركة الرائدة عالمياً في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وأكبر منتج في العالم للمواد الكيماوية والبلاستيكية، كانت راعية لمنتدى الطاقة السعودي، كما استضافت على هامش هذا الحدث إفطاراً خاصاً أمس، دعت اليه الشخصيات الهامة و أصحاب القرار في مجال الطاقة.
على مدى أكثر من ثلاثة عقود، اعتمدت شركة داو للكيماويات استراتيجية النمو الثابت في منطقة الشرق الاوسط. فمنذ افتتاحها أول مكتب تجاري في القاهرة في أوائل السبعينات، اسست الشركة لوجود صلب في المنطقة، كما باتت اليوم تمتلك مصانع تحويلية مشتركة في كل من الكويت وعمان والإمارات العربية المتحدة ومصر، والتي تعتبر أحد أحدث المشاريع البتروكيماوية في المنطقة.
السيد غامبرل كان قد أكد أن الرؤيا التي تعتمدها المملكة العربية السعودية لجذب عملاء التصنيع لبناء مرافق صناعية في المملكة، هي "رؤيا جيدة"، غير أن فيها الكثير من التحديات.
وأضاف: "لتحقيقها هناك حاجة لأكثر من الموارد الطبيعية. مثلاً الحاجة للموارد البشرية، او كما نحب ان نطلق عليها في داو، "العنصر البشري"، كذلك الحاجة الى خبراء في الاسواق الصناعية ومنها التغليف والمواد اللاصقة والطلاءات والنظم".
ولفت الى انه "بهدف إنتاج منتجات "متنوعة" فهناك حاجة لما هو أبعد من مادة اوليفين الكيميائية. فهناك حاجة أيضاً للمواد الكيميائية العطرية والكلور. فهذه هي الركائز الاساسية لصناعة أجهزة الحرارة، والفينيل والمواد الكيميائية المتخصصة والأدوية".
في هذا المجال أكد غامبرل "ان المجمع الذي تخطط له داو مع أرامكو السعودية في رأس تنورة سيتضمن هذا التنوع في المنتجات، الامر الذي سيفتح مجالات لا نهاية لها في صناعة الكيماويات من الحجم العالمي في المملكة".
وختم غامبرل حديثه بالتنويه بأن اللاعبين العالميين يحتاجون كذلك الى سلسلة تجهيزات عالمية مع إمكانية توصيل المنتجات الى اي مكان في العالم، الامر الذي تملكه شركات مثل داو. وشدد على ضرورة أن يعمل أغلبية القادة على تعزيز التنمية المستدامة في ما يتعلق بكيفية تصريف النفايات والتأكد من استعمال المنتجات بشكل مسؤول.
© 2006 تقرير مينا(www.menareport.com)