حذر تقرير صادر عن المنظمة العربية للتنمية الزراعية مؤخراً من تصاعد وتيرة التهديد باحتمالات تدخل عسكري أجنبي في إقليم دارفور بالسودان الغني بالثروة الحيوانية، وما يترتب على ذلك من انعكاسات خطيرة على الاقتصاد العربي في قطاع الثروة الحيوانية، ومن ثم يفتح الباب مجددا للاستيراد من الخارج بعد الاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا القطاع الحيوي.
وأوضح وكيل وزارة الثروة الحيوانية في السودان الدكتور أحمد مصطفي حسن أن السودان يمتلك 100 مليون رأس من الثروة الحيوانية منها 30 مليون رأس من الأبقار و37 مليون رأس من الضأن و35 مليون رأس من الماعز و3 ملايين رأس من الإبل و 3.5 مليون رأس من الفصيلة الخيلية وأعداداً كبيرة من الثروة البرية والدواجن واحتياطياً ضخماً من الثروة السمكية. وبين، وكما ذكرت صحيفة الراية القطرية، أن مساهمة الثروة الحيوانية في الاقتصاد الوطني بلغت 53% من عائدات صادرات القطاع الزراعي و28% من جملة عائد صادرات البلاد للخارج. وأشار إلى أن هذا القطاع مسؤول عن إعالة أكثر من 40% من المواطنين السودانيين حيث تعتمد هذه النسبة في معاشها على الحيوان دخلا وزراعة وترحيلا.
من جانبه أوضح مدير عام الشركة العربية لتنمية الثروة الحيوانية لوكيد الدكتور عبد اللَّه ثنيان الثنيان أن الشركة قامت بالعديد من المشاريع في السودان منها مصنع العلف الحيواني والدواجني علف القندول بطاقة إجمالية 150 ألف طن سنويا، إضافة إلى المشروع المتكامل لإنتاج الدواجن دواجن مقرن النيلين ويقع على مساحة 853 هكتاراً على طريق جبل الأولياء جنوب الخرطوم وينتج 3.2 مليون فروج لحم وحوالي 15 مليون بيضة مائدة سنويا، وقد بلغ مجموع ما أنتجه المشروع منذ تاريخ إنشائه عام 1987م نحو 195 مليون بيضة مائدة وحوالي 2.3 ألف طن من لحوم الفروج المبرد. وأشار الثنيان إلى أن الشركة العربية ساهمت في تأسيس بنك الثروة الحيوانية حيث اكتتبت الشركة في هذا البنك وبادرت برفع نسبة مساهمتها فور الدعوة لزيادة رأسمال البنك بحيث بلغت حالياً 500 ألف سهم.
وعلى صعيد أخر، من المقرر أن ترفع لجان الطواف الميداني في السودان خلال الاسبوع الجاري تقارير متكاملة لوزارة الثروة الحيوانية الاتحادية حول موقف تنفيذ حملة التطعيم المجاني للقطاع الحيواني بولايات البلاد كافة. وأكد د. أحمد مصطفي حسن وكيل وزارة الثروة الحيوانية ان وزارة المالية وفرت التمويل اللازم لإنفاذ حملة التطعيم المجاني للثروة الحيوانية بكافة الولايات تنفيذاً لقرارات رئيس الجمهورية. وذكر الوكيل لصحيفة "الرأي العام" ان وزارة الثروة الحيوانية ارسلت فرقاً للطواف الميداني بالولايات للوقوف على سير تنفيذ حملة التطعيم المجاني بالولايات ورفع تقارير خلال الاسبوع الجاري، وأكد الوكيل أن الثروة الحيوانية لم تتأثر بتداعيات الأحداث الأمنية بدارفور. ووصف الموقف بولايات دارفور بأنه مطمئن حيث تتواصل حركة الثروة الحيوانية بين المصايف والمخارف.
من جانبه أكد د. تاج الدين محمد سعيد مدير الثروة الحيوانية بولاية الخرطوم بدء حملة التطعيم المجاني بالولاية منذ العام الماضي بتمويل من الموارد الذاتية. وأضاف د. تاج الدين:" هذا العام بدأت حملة التطعيم المجاني بدعم من وزارتي الثروة الحيوانية الاتحادية والمالية تنفيذاً لقرارات رئيس الجمهورية القاضية بمجانية التطعيم". وذكر د. تاج الدين انه تم تقسيم ولاية الخرطوم الى 3 محاور شملت أم درمان وبحري والخرطوم حيث بدأت حملة التطعيم الآن بشرق النيل تمهيداً لبدء الحملة بالخرطوم وأم درمان خلال أيام.
وأشار د. تاج الدين الى أن جملة الثروة الحيوانية بولاية الخرطوم تقدر بنحو 204 آلاف رأس من الأبقار، و 124 ألف رأس من الضأن، و 320 ألف رأس من الماعز بجانب 15 مليون رأس من الضأن، و300 ألف رأس التي تأتي من خارج الولاية لأغراض الصادر والتجارة. وأكد د. تاج الدين السيطرة التامة على الأمراض الوبائية كافة حيث لم تسجل حتى الآن اية حالة وبائية، بجانب استمرار حملات التطعيم المجاني بغرض المحافظة على الثروة الحيوانية وزيادة الصادرات. (البوابة)