شرع السودان في خطة لفتح ثلاثة مسارات جوية جديدة من الخرطوم إلى مطارات تقع في مناطق غرب ووسط وشرق وجنوب أفريقيا، وذلك ضمن مشروع دولي لتعديل المسارات الجوية في منطقة الشرق الأوسط.
ويأتي مشروع المسارات الجديدة ضمن توصيات المنظمة الدولية للطيران المدني (الإيكاو)، بضرورة فتح مسارات جديدة للطيران في منطقة الشرق الأوسط، باعتبارها الأسرع نموًا في الحركة الجوية العالمية.
كما ترى (الايكاو) أن فتح هذه المسارات سيؤدي إلى خفض زمن الرحلات بين مطارات منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي تعديل أسعار التذاكر وفقا للمسافات الجديدة، وتعديل بعض الأنظمة التقنية التي لا تتوافق مع متطلبات المرحلة في بعض المطارات.
وتعد منطقة الشرق الأوسط الأولى عالميا في نمو الحركة الجوية بنسبة 28 في المائة في كل عام. وترى (الإيكاو) أن منطقة الشرق الأوسط تواجه تحديا كبيرا نتيجة النمو المتزايد في حركة الطائرات، مما يشكل ضغطا على الممرات الجوية الحالية في ظل وجود بعض الأنظمة التقنية التي لا تتوافق مع متطلبات المرحلة القادمة، وهو ما دفع إلى الإسراع في تطبيق استراتيجية جديدة للخروج بحلول، ومنها مشروع تعديل المسارات الجوية.
ويصل إلى الخرطوم نهاية اكتوبر (تشرين الأول) المقبل وفد من وكالة الاتحاد الأوروبي لسلامة الطيران (اياسا)، لمراجعة وتفتيش مطار الخرطوم الذي ستنطلق منها المسارات الجديدة لغرب ووسط وجنوب أفريقيا، والوقوف على سلامة الطيران في مطار الخرطوم الدولي.
وأوضح اللواء أحمد ساتي باجوري مدير سلطة الطيران المدني في السودان أن مشروع المسارات الجديدة، سيساعد شركات الطيران التي تستهدف السودان كأحد أسواقها الرئيسية، في تحقيق عوائد تشغيل جيدة، ناتجة عن خفض مسافة الرحلة وتقليل مدة الهبوط، مشيرا إلى أن مشروع الخط يأتي استجابة، لتوصيات المنظمة الدولية للطيران المدني (الإيكاو)، بالاستثمار في موقع السودان الجغرافي لفتح مسارات جوية جديدة.
وبين باجوري أن العمل بالمشروع يسير بصورة جيدة، وسيحقق زيادة في الطاقة الاستيعابية للمجال الجوي السوداني، وإتاحته لممرات جوية قصيرة واقتصادية تتسم بالأمن وسلامة البيئة، حيث تبذل سلطات الطيران المدني السوداني مجهودا كبيرا لتنفيذ المشروع، وشركة مطار الخرطوم كذلك تقوم بجهود جبارة في مجال الأمن والسلامة، خاصة بعد زيادة الحركة الجوية في السودان بنسبة 11.7 في المائة بنهاية العام 2016 عما كان عليه في العام 2015.
وحول المخاوف الدولية من قبل (الإيكاو) من استمرار بعض الدول في استخدام الأنظمة الملاحية القديمة، لما لها من تأثيرات سلبية على الحركة الجوية، أبرزها تأخير إقلاع وهبوط الطائرات بسبب الضغط على الممرات الجوية واستخدام تقنية لا تتلاءم مع متطلبات المراحل القادمة، أوضح باجوري أن السودان لديه مركز ملاحة جوية، يضم كوادر مؤهلة من المراقبين الجويين ومهندسين وملاحين، يستخدمون أحدث الأجهزة حتي أصبح مركز الملاحة الجوية، واحدا من أفضل ثلاث مراكز جوية على مستوى القارة الأفريقية.
من جهته، أوضح عبد الحافظ عبد الرحيم الناطق الرسمي لسلطات الطيران المدني السودانية في تصريحات صحافية أمس، أن مشروع المسارات الجوية الجديد، يتم بالتعاون مع شركة (بالش) الفرنسية، بهدف جذب مزيد من الرحلات الجوية العابرة والهابطة، ومن شأنه زيادة عوائد اقتصادية على الشركات وتحقيق سلامة جوية وعوائد بيئية تقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، كما أنها توفر عنصري الزمن والتكلفة.
وقال إن المشروع سيحقق وفرا زمنيا يقترب من 45 دقيقة لبعض شركات الطيران، مما سيرفع أعداد الطائرات في المجال الجوي السوداني الذي أصبح لديه ممرات جوية بديلة وجديدة وفي الوقت نفسه تتسم بالأمان والقصر وصديقة للبيئة.
وقال الأمين العام لغرفة النقل الجوي في اتحاد أصحاب العمل السوداني مصطفى كردفاني، إن الشركات العالمية التي تعبر بين دول آسيا إلى الدول الأفريقية، هي التي ستستفيد من خطوة السودان بفتح المسارات الجوية.
واعتبر أن فتح مسارات السودان يقلل المسافات ويشجع الشركات العالمية من العبور عبر المجال السوداني الذي يستفيد من زيادة السفريات عبر مجاله الجوي، مما يتوقع معه إدخال مزيد من الإيرادات لسلطة الطيران المدني السودانية.