قال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق أن على بلاده التي شهد اقتصادها نمواً بنسبة 9 في المائة العام الماضي، القيام بالإصلاحات الهيكلية الضرورية لتُعالج مسألة الدين الهائل خلال فترة النمو الاقتصادي الحالية، بما أن القيام بهذه التغييرات المطلوبة سيكون أصعب بكثير في ظل ظروف أقل ازدهاراً.
وستكون هذه المواضيع المتعلقة بالإصلاح والشفافية على جدول أعمال "منتدى دبي بيروت" الذي ستجري أعماله في مركز دبي المالي العالمي في السادس من يونيو عندما يستضيف أرقام كابيتال، وهو المصرف الاستثماري الوحيد الذي يوجد مقره في مركز دبي المالي العالمي، رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة وعدد من الشخصيات الرائدة في عالم المال والأعمال في المنطقة للتباحث حول المؤهلات التي يجب توافرها لتوصف منطقة ما بأنها المركز الأول للمال والأعمال في الشرق الأوسط.
وقد قال السنيورة الذي يرأس كتلة الأغلبية في البرلمان اللبناني بعد أن تخلى عن منصبه كرئيس للوزراء في نوفمبر الماضي: "يجب القيام بالإصلاحات الاقتصادية والمالية خلال فترات الازدهار لأن كلفة تنفيذ ذلك في الفترات العصيبة هي أعلى، بينما تكون كفاءتها أقل. إن الأزمة التي تمرّ بها أوروبا يجب أن تكون بمثابة فرصة بالنسبة لنا في العالم العربي إجمالاً، وفي أوروبا على وجه الخصوص، من أجل استخلاص العبر المناسبة، وهي أنه يجب علينا العودة إلى الأساسيات الاقتصادية لأنها هامة للغاية".
هذا ويخرج الشرق الأوسط في هذه الأثناء من أزمة الديون السيادية في دبي التي هزّت الأسواق العالمية السنة الماضية وهددت بالتأثير على مكانة الإمارة بكونها مركزاً تجارياً يُشهد بأهميته على نطاق واسع. وكانت "دبي العالمية"، وهي الشركة القابضة التي تعود ملكيتها لحكومة دبي، قد قالت في وقت سابق من الشهر الحالي أنها توصلت إلى اتفاق مع مجموعة الدائنين الأساسية لإعادة هيكلة ديون تبلغ قيمتها 23,5 مليار دولار.
وقد حوّلت أرقام كابيتال، التي بدأت بالعمل في مركز دبي المالي العالمي عام 2007، تركيزها إلى توحيد ما توفره من خدمات في أرجاء المنطقة. كما أعلنت الشركة أنها ستفتتح قسم أبحاث للأسهم في بيروت سيوفر تغطية لأسهم أكثر 300 شركة يتم التداول بها حالياً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا بقيمة رأس مال سوقية تبلغ 500 مليون دولار وأكثر.
من جهته، قال رياض ميليتي الرئيس التنفيذي لشركة أرقام كابيتال: "تملك منطقة الشرق الأوسط إمكانيات هائلة، سواء فيما يتعلق بالمواهب المتوافرة أم بالمركز الجغرافي الاستراتيجي الذي يسمح للشركات العالمية بأن يكون لها موطئ قدم في الأسواق الناشئة. يؤكد منتدى دبي بيروت على الأهمية المتزايدة التي تحظى بها بيروت كسوق للعديد من الشركات المالية التي تعمل في دبي وغيرها من الاقتصاديات الخليجية".
وكان الدين العام للدولة اللبنانية قد وصل إلى 52 مليار دولار نهاية فبراير الماضي، وقد تراكم على امتداد العقدين الماضيين بعد أن بدأت البلاد تعيد تشييد البنية التحتية عقب حرب أهلية امتدت لخمسة عشر عاماً وانتهت عام 1990، إلى جانب نزاع مسلح استمر لشهر من الزمن مع إسرائيل عام 2006.
