تعتبر صناعة البرمجيات وتقنية المعلومات من اكثر الصناعات في العالم نمواً وتطوراً، في ظل تزايد الاعتماد على التقنية وثورة الاتصالات التي يشهدها العالم. وتسعى عدة جهات في المملكة لتكثيف الاهتمام بهذه الصناعة، التي يرون انها ستسهم بشكل كبير في رفع مساهمة القطاع الخاص في الناتج الوطني، وانها فرصة جيدة لايجاد المزيد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المتخصصة في هذا المجال، في حال توفر الدعم والمناخ الملائم لقيام هذه الصناعة.ويعتقد عدد من المختصين والمتعاملين في مجال صناعة التقنية ان غياب الدعم الحكومي والبنية التحتية اللازمة من الامكانيات المادية والانظمة والتشريعات القانونية، عائق كبير في تطور صناعة البرمجيات وتقنية المعلومات، التي يمكن له ان يصل حجم سوقها في المملكة الى 70 مليار ريال، في ظل التوجه العالمي نحو التقنية.كما يرون ان غياب الميزة النسبية لصناعة البرمجيات يجعل من منافستها للصناعات العالمية صعباً في الوقت الراهن.
واوضح الدكتور بدر البدر مدير عام شركة سيسكو سستيمز في المملكة، ان اكبر معوق يواجه صناعة البرمجيات في المملكة وتقنية المعلومات هو عدم وجود ميزة نسبية لمثل هذه الصناعات. وقال، وكما ذكرت صحيفة الرياض السعودي، ان الدول التي لديها تجارب ناجحة في مجال صناعة البرمجيات في المملكة وتقنية المعلومات تمتلك هذه الصناعة فيها ميزة نسبية تمكنها من المنافسة عالمياً، حيث ان الولايات المتحدة الامريكية على سبيل المثال، من اكبر الدول المتقدمة في هذا المجال لوجود ميزة الابتكار والابداع، الذي مكن الشركات العاملة لديها مثل مايكروسوفت، وغيرها ان تصبح اكبر الشركات العالمية واقواها في مجال البرمجيات.وكذلك الحال لوضع صناعة البرمجيات في الهند التي لديها ميزة الايدي العاملة المتخصصة والخبيرة في هذا المجال، بالاضافة الى تدني اجور تلك الايدي العاملة.
واكد البدر على ان المملكة تملك ميزة نسبية في مجل الثقافة الإسلامية والعربية، وكذلك وجود الصناعات البتروكيماوية وصناعة النفط، التي يمكن ان يستغلها المصنعون لايجاد صناعة برمجيات منافسة على المستوى المحلي والعالمي.
من جهته اكد محمد المؤمن مدير عام مكتب المؤمن لإدارة المشاريع واحد المتعاملين في ادارة نظم المعلومات، ان غياب التسهيلات الاستثمارية ورأس المال المغامر معوق كبير لنمو صناعة البرمجيات في المملكة. وقال :" ان مثل صناعة البرمجيات ومن خلال التجارب العالمية يحتاج الى تسهيلات استثمارية وآليات متطورة في هذا المجال، وايجاد حاضنات استثمارية لتطوير هذه الصناعة".
واوضح البدر ان التجارب والصناعات القائمة حالياً في مجال البرمجيات جيدة، غير انها لاتزال اقل بكثير من الحجم الطبيعي لهذه الصناعة في السوق السعودي، والذي يفترض، له ان يصل في مجال صناعة تقنية البرمجيات وتقنية المعلومات والاتصالات الى اكثر من 70 مليار ريال.
وبين ان قيام صناعات ضخمة في مجال التقنية سيساهم في قيام المزيد من المؤسسات والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم لمساندة هذه الصناعة. واكد المؤمن على ان التشديد في تطبيق انظمة المملكة الفكرية من اكبر وسائل الدعم لمثل هذه الصناعات التي تعتمد على الابتكار والابداع، وان غياب الانظمة التي تحفظ حقوق المبدعين، يعرضهم لخسائر فادحة بسبب سرقة افكار ونسخها. واضاف ان قصور الدراسات والاحصاءات الدقيقة من المعوقات التي تواجه المستثمرين في مجال البرمجيات والتقنية، وهي من الصناعات الحساسة التي تحتاج الى الدقة في المعلومة.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)