يشهد سوق العقارات في المملكة العربية السعودية ازدهارا واضحا في الآونة الأخيرة بما يؤكد أن السوق لم يتأثر بالأحداث الخارجية أو المحلية التي شهدتها المملكة.
وأكد الخبراء أن حجم السوق وصل إلى 4.1تريليون ريال ليحتل المرتبة الثانية بعد النفط. جاء ذلك ضمن الأبحاث التي أوردتها الأيكونومست التي أعتبرت قطاع العقارات أكبر قطاع أعمال في العالم وتشير التقديرات إلى أن حجم أنشطة بناء وبيع وشراء وتأجير العقارات تمثل نحو 15 في المائة من إجمالي الناتج المحلي في الدول الغنية. كما تشكل العقارات أيضا نحو ثلثي كتلة رأس المال الملموس بالنسبة لغالبية الاقتصادات . وتشير البيانات إلى أن نحو نصف سكان الدول المتقدمة باستثناء المانيا يملكون منازلهم. وتمثل العقارات نسبة تتراوح بين 40 في المائة و60 في المائة من إجمالي ثروات المواطنين في غالبية دول أوروبا وفي أستراليا وحوالي 30 في المائة في الولايات المتحدة.
وعلى مستوى الدول العربية أشارت التقارير إلى أن مشكلة الفقاعة العقارية هي ما يشغل أسواق العقارات في الدول العربية التي تعاني جراء ارتفاع أسعار مواد البناء، الأمر الذي أدى إلى اشتعال أسعار العقارات في العديد من الدول العربية خاصة سوريا التي ارتفعت فيها الأسعار بنسبة تتراوح بين 40 و50%. ووصل ارتفاع أسعار العقارات في الأردن إلى 60% مع ارتفاع مستوى الطلب خاصة من قبل العراقيين الذين باتوا يرون في الأردن ملاذاً لهم في ظل احتلال العراق، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة الأيام السعودية.
هذا ولا يرى العديد من خبراء أسواق العقارات أن الوضع يدعو إلى القلق ولا يعتبرون أن الدلائل الراهنة تشير إلى أن وقت البيع قد أزف. وقالت وكالة العقارات البريطانية إف بي دي سافليس إن الأسر البريطانية على سبيل المثال تنفق على الرهونات العقارية أقل مما تنفقه على وسائل النقل والسفر في الوقت الحاضر على الرغم من الارتفاع الهائل في أسعار العقارات وذلك نتيجة الانخفاض الكبير في تكلفة الاقتراض. وما يدعو إلى التفاؤل في الوقت الحاضر هو أن قيام البنوك المركزية في الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا لم يؤد كما كان متوقعاً إلى موجات بيع جارفة في أسواق العقارات. وذلك بالطبع يعزز الآمال في وصول قطاعات العقارات العالمية إلى بر الأمان الذي تنشده.
وفي سياق متصل بسوق العقارات بالسعودية وضمن فعاليات مهرجان أبها للتسوق، تنظم الغرفة التجارية الصناعية بأبها معرض العقار والبناء والديكور والسياحة الدولي الأول خلال الفترة من 1425/6/29ه وحتى نهاية 1425/7/4ه وذلك في الخيمة العقارية بمهرجان أبها للتسوق 1425ه. ويشارك في هذا المعرض الذي يقام بمنطقة عسير ويحظى برعاية الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير ونائبه الأمير فيصل بن خالد ما يقارب من 80شركة ومؤسسة عقارية واستثمارية من المملكة ودول الخليج.
وأكد عبدالله بن سعيد المبطي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بأبها على أهمية هذا المعرض الذي سيشكل ملتقى هاما للمهتمين والمستثمرين في مجال العقار والبناء والديكور لما يتوقعه من المشاركة الواسعة في فعالياته محليا وخليجيا خاصة ان مثل هذه المعارض اصبحت تستقطب اعدادا هائلة من الشركات والمؤسسات العاملة في هذا المجال الحيوي وتحظى بحضور مكثف من كافة المهتمين باعتبارها آلية فاعلة ومكاناً أمثل لتوفير خيارات وفق معايير منافسة بين العارضين ترتكز على تقديم الأفضل.
وقال المهندس المبطي، وكما ذكرت صحيفة الرياض السعودية،:" انه يتوقع لهذا المعرض النجاح واستقطاب المزيد من رجال الأعمال والمستثمرين في مجال العقار والديكور والبناء وانه سيشكل بعدا جديدا واضافة رؤى حديثة ومفاهيم واساليب جديدة في تصاميم المباني أياً كانت استخداماتها وسيكون هناك مؤسسات عقارية من منطقة عسير ستقوم بعرض ما لديها من عقارات بالمنطقة مما يعطي فرصة جيدة ومنافسة لمن يرغب الشراء سواء مباني أو أراض في مناطق مختلفة من منطقة عسير". ( البوابة)
