صرح رجال اعمال فرنسيون ان المملكة بصدد استعادة سمعتها كلجنة للاستثمار التي كانت تتمتع بها قبل حرب الخليج، حيث يتوقع ان يتم جذب استثمارات بنحو 500 مليار دولار في 10 سنوات.
ولا تبدو عبارة (جنة للاستثمار) مبالغا فيها بالنسبة الى رئيس البعثة الاقتصادية الفرنسية في المملكة العربية السعودية جان كلود دوبيرو بالرغم من حماس عدد كبير من المستثمرين للصين. وتشهد السعودية فائضا في موازناتها واقبالا كبيرا من مواطنيها على اسهم الشركات الحكومية التي يتم تخصيصها، خصوصا عقب ارتفاع اسعار النفط في الاسواق العالمية الذي سمح لها بالحصول على كمية كبيرة من السيولة الاضافية.
وسيكون على المملكة، البلد الاول المنتج والمصدر للنفط في العالم، الاستعانة بشركات اجنبية لتنفيذ استثماراتها الهائلة. ومن الاستثمارات المبرمجة في السعودية 150 مليار دولار في قطاع النفط و100 مليار دولار في قطاع الكهرباء و100 مليار دولار في قطاع تحلية المياه و60 مليار دولار في مجال الاتصالات و15 مليار دولار في مجال النقل خصوصا لاقامة خطوط مترو في الرياض ومدينتي جدة ومكة المكرمة.
ويؤكد دوبيرو ان فرنسا تملك حظوظا كاملة في الافادة من هذه السوق الضخمة خصوصا انها تتمتع بـ(صورة ممتازة) وقد اعربت المملكة عن تقديرها للدعم الفرنسي للرياض في مفاوضاتها الشاقة للانضمام الى منظمة التجارة العالمية التي انتهت قبل اسابيع قليلة.
ويؤكد وزير المال الفرنسي تييري بروتون لدى زيارته مؤخرا الرياض ان (السعوديين يريدون العمل مع الفرنسيين)، مؤكدا ان استثمارات بقيمة 500 مليار دولار (هامة جدا). واوضح جلال علاق ممثل مجموعة (سياز وفنسي) في الرياض ان المملكة مرت بثلاث مراحل تطور متتالية.
واشار، وكما ذكرت صحيفة اليوم السعودي، الى ان اولى المراحل استمرت حتى الثمانينات من القرن الماضي حين كانت الدولة فتية وثرية ومستعجلة على البناء بسرعة. وكانت تلك المرحلة تمثل (الهرولة لاقتناص الفرص الذهبية) والعقود الضخمة المجزية. اما المرحلة الثانية فكانت مرحلة التراجع حين انخفضت اسعار النفط واحتدمت المنافسة على الفرص الاستثمارية بالمملكة وفي 1991 استنزفت حرب الخليج (كل الموارد المالية) السعودية التي وجدت نفسها مضطرة للتخلي عن بعض المشاريع. وبدا التململ يظهر بين الشباب الذي بدأ يعرف البطالة.
واضاف جلال :" انه في سنة 2003 وبعد الحرب على العراق بلغ سعر النفط مستويات قياسية وبقيت مشاريع عديدة تتطلب الانجاز، وادرك المسؤولون السعوديون ان عليهم (توفير فرص عمل للشباب) واستئناف الاصلاحات". وقال :" ليست جنة كما كانت من قبل غير ان السعوديين اليوم اصبحوا اكثر انفتاحا على التفاوض من قبل".
ويشعر المدير العام في شركة "اكور" عبدالرحمن بلجيه بحماس كبير في جدة وقد حصلت شركته على عقد سياحي كبير في فبراير الماضي وسط مناخ (يهيمن عليه تقليديا الانكلو ـ سكسون). غير ان مستثمرين اخرين يؤكدون انه لايزال هناك الكثير مما يتوجب القيام به. ودعا هؤلاء السياسيين ورجال الاعمال الفرنسيين الى المبادرة اكثر لزيارة السعودية واطالة اقاماتهم فيها وتعزيز علاقاتهم في مجال تدريب النخب الشابة.
ويقر بروتون، وهو رجل اعمال سابق، ان هناك خللا بين العلاقات الفرنسية السعودية التي هي على المستوى السياسي (جيدة) والعلاقات على المستوى الاقتصادي التي تشهد تقلبات. ولتلافي هذا الوضع، تقرر ان تزور الوزيرة المفوضة للتجارة الخارجية كريستيان لاغارد في يناير القادم المملكة.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)