السعودية تتأخر عن بقية الدول العربية في مجال التعليم المبكر

تاريخ النشر: 11 مايو 2009 - 09:13 GMT

في المؤتمر الصحفي الذي أقيم اليوم في جدة، أطلقت شركة الرائدة لتطوير التعليم منهجاً جديداً للتعليم في المملكة من خلال تقديم برنامجين تعليميين خاصين بالمرحلة التمهيدية أو مرحلة رياض الاطفال. تتبنى فكرة المدارس على الحقائق العلمية التي اثبتت أن النمو العقلي، والنفسي، والاجتماعي للطفل يبلغ ذروته بين سن 3 و 6 سنوات. وتضم المدارس أفضل أساليب التفكير التربوي الموجودة حالياً، مع مراعاة القيم الإسلامية والتقاليد السعودية، وذلك من أجل تقديم تعليم متميز يهدف إلى تهيئة أطفالنا لعالم تتزايد فيه العولمة والتنافسية، مع مراعاة هويتنا.
وذكرت الدكتور إلهام الدخيل، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة الرائدة لتطوير التعليم "أن أقل من طفل من بين كل 10 أطفال سعوديين - ممن تتراوح أعمارهم بين 3-6 سنوات - يتلقون تعليما رسمياً في المرحلة التمهيدية في السعودية، وبذلك تكون المملكة متأخرة في هذا المجال مقارنة مع باقي الدول العربية، حيث تتمتع البحرين على سبيل المثال بنسبة 45%، بينما تحظى الإمارات العربية المتحدة بنسبة 65%. أما على الصعيد العالمي، فتقترب هذه النسبة من 100% في  العديد من الدول المتقدمة، وليس هناك أسباب ثقافية أو اقتصادية تبرر النسبة المنخفضة لدينا".
وتتابع الدكتورة إلهام الدخيل التي أسهمت في مجال التعليم بالمملكة لأكثر من 15 عاماً: "إن رسالتنا تتمثل في المساهمة في توفير فرص الدراسة التمهيدية لكل طفل في المملكة. إن الفجوة كبيرة بين المأمول وما هو واقع، وبدلاً من الاعتماد على الدولة وحدها لسد هذه الفجوة، فإننا نريد أن يكون إسهامنا هذا حافزاً للمهتمين من القطاع الخاص للمشاركة وانتهاج نفس الطريق. إن هدفنا أن نوفر تعليم تمهيدي ذا جودة عالية لـ 10،000 طالب خلال الخمسة سنوات القادمة".
ومن الناحية النفسية ألمحت الدكتورة إلهام إلى أن الشِق الأغلب من إحساس الطفل بذاته، وعلاقاته بالآخرين، والشعور بضبط الذات والتحكم في السلوك والقدرة على تعلم اللغات يتطور قبل سن السادسة. كما أنه قد ثبتت فعالية التعليم التمهيدي في تحسين الأداء الأكاديمي، وتعزيز السمات الإيجابية لدى الطفل كالاستقلالية، والثقة بالنفس، والمساهمة في الحد من المشاكل السلوكية المعروفة بين الشباب في سن المراهقة.

بعد أكثر من سنتين من الدراسة والتخطيط والتطوير ستقوم شركة الرائدة بإطلاق سلسلتين من المدارس: السفراء وإنطلاقة واللتان توفران جودة عالية في التعليم لفئات مختلفة من المجتمع.

تهدف مدارس "السفراء" إلى تقديم برنامج عالمي المستوى، يعتمد على منهج مونتيسوري التعليمي الشهير. وقد اثبت هذا البرنامج نجاحه في المملكة على مدى 15 عامًا في "مدرسة أسراري"، ويعمل البرنامج على تعزيز المهارات الأكاديمية وتنمية الشخصية في الوقت ذاته، مع الإتقان الكامل للغتين العربية والإنجليزية التي يتم  تدريسها من قبل متحدثين أصليين. كما يعمل البرنامج على دمج التعاليم والقيم الإسلامية بشكل متكامل مع كافة أجزاء المنهج التعليمي. وستقوم مدارس السفراء باطلاق برامجها التعليمية للمرحلة التمهيدية في كل من جدة والرياض في أكتوبر 2009.
أما مدارس "إنطلاقة"، فتعتمد على الخبرة المحلية والتعليمية الواسعة لشركة الرائدة لتطوير التعليم لتقديم برنامج تعليمي للمرحلة التمهيدية يتسم بالجودة العالية وسيتم وضع 12 طالب فقط في الصف الواحد لاعطاء الفرصة الكاملة للتركيز على كل طالب. لقد تم تطوير برنامج انطلاقة على يد خبراء تطوير مناهج  محليين وعالميين، حيث يتسم البرنامح بمنهج يعتمد اللغة العربية مع جدول يومي ثري بدروس اللغة الانجليزية التي يقدمها متحدثون اصليون. كما يركز البرنامج أيضاً على الرياضيات والعلوم والدين. وفي هذا الصدد أكدت الدكتورة الدخيل: "إن هدفنا هو جعل مدارس إنطلاقة مثالاً يحتذى ومرجعاً في التعليم التمهيدي عالي الجودة في المملكة. كما نسعى لأن نكون قادرين خلال بضع سنوات على تقديم الحقائق العلمية والفعلية التي توضح بأن أطفال مدارس إنطلاقة صاروا طلبة أفضل، وأطفالاً وشباباً متزنين وأكثر استعداداً هم الأفضل والأوسع معرفةً، وأنهم الأكثر استعدادًا لما يترقبهم في المستقبل".
وقد أكدت الدكتورة إلهام الدخيل على أهمية الشراكة الكاملة والمستمرة بين القطاعين العام والخاص للنهوض بالتعليم إلى مستوى أفضل خاصة فيما يتعلق تحديداً بالتعليم في الطفولة المبكرة. وقد اختتمت حديثها: "هنالك العديد من المبادرات المشتركة لدعم الحكومة في تحقيق خططها الطموحة للمملكة، بما في ذلك رفع الوعي بأهمية المرحلة التمهيدية أو مرحلة رياض الاطفال. إن أولويتنا هي مستقبل أطفالنا ، إنها مسؤولية جسيمة ويجب على الجميع الإسهام فيها".

© 2009 تقرير مينا(www.menareport.com)