أحمد شاهين
دفعت الاضطرابات الاقتصادية في أسواق العملات، وارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية، إلى تآكل أسعار العملات وارتفاع الأسعار، ما دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن يساعد على التخفيف من حدة الارتفاع
لطالما اعتبر الذهب الملاذ الآمن للمستثمرين، في ظل ارتفاع أسعار الفائدة عالمياً وانخفاض أسعار العملات، وما قابله من ارتفاع في أسعار السلع والغذاء عالمياً.
المستثمرون في القطاعات التجارية والاقتصادية يرون أن الذهب الذي ارتفع العام الماضي بنسبة 9 في المئة، قادر على الاحتفاظ بقيمته في أوقات الاضطرابات السياسية الأزمة الروسية الأوكرانية، أو قرارات البنوك المركزية العالمية برفع أسعار الفائدة ما ينعكس بشكل واضح على العملات وقيمة العملة في أي منطقة.
في الوقت ذاته، جاءت تحذيرات صندوق النقد الدولي على لسان المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، بشأن تعرض ثلث الاقتصاد العالمي لحالة من الركود في العام 2023، مرجعة السبب إلى ارتفاع الأسعار، وزيادة أسعار الفائدة عالمياً.
ليس على مستوى الأفراد والمستثمرين فحسب، يكون التحوط في الذهب، فقد كشف المجلس العالمي للذهب عن ارتفاع وتيرة الاقبال على الملاذ الآمن من قبل البنوك المركزية العالمية لأعلى مستوى منذ عام 1974، تصدرتها الصين وروسيا.
يشير المجلس العالمي للذهب- وهي منظمة تعمل على تطوير سوق صناعة الذهب وتحفيز واستدامة الطلب على المعدن الأصفر عالميا- إلى أن البنوك المركزية العالمية أضافت 31 طنا من الذهب إلى احتياطاتها الدولية، من أبرزها الولايات المتحدة وألمانيا وايطاليا.
وبحسب بيانات المجلس العالمي للذهب فقد ارتفع إجمالي احتياطيات الذهب للبنك المركزي الإماراتي إلى ما يقرب من 74 طناً.
كما ساهمت جائحة كورونا في بحث المستثمرين عن ملاذ آمن يحفظ مدخراتهم، ويوقف تآكل الدخول نتيجة انخفاض أسعار العملات المحلية، وكان الاستثمار بالعملات الرقمية المشفرة قد بدء بشكل واضح في الأسواق، بعيدا عن الاضطرابات في سوق العملات النقدية أو المعادن كالذهب ما دفع الكثيرين إلى اللجوء إلى الاستثمار بالعملات المشفرة البيتكوين التي تجاوز سعرها 65 ألف دولار، وأدى الإقبال الكبير على منافسة كبيرة في تلك العملات التي تجاوز عددها اليوم أكثر من 8 آلاف عملة رقمية حول العالم.