هناك حاجة ملحة ليتبنى جيل الغد من القيادديين في الدوائر الحكومية ومدراء الأعمال التنفيذيين موقفاً أكثر شمولية تجاه المرأة، وليقدروا دورها في مكان العمل حق قدره، تلك هي أبرز رسالة بعث بها المجتمعون في فعالية إطلاق الكتاب الذي حظي بترحيب واسع دوليا "أهمية المرأة في الأعمال – نحو فهم لبروز ثورتنا الاقتصادية الجديدة" لمؤلفتيه أفيفا ويتنبرغ- كوكس وأليسون مايتلند، كاتبة في صحيفة الفاينانشال تايمز سابقا.
وقد ضمت الفعالية التي استضافها المجمع الثقافي في أبوظبي، برعاية من دائرة الخدمة المدنية في أبوظبي وبدعم من مركز إنسياد للتعليم التنفيذي والأبحاث في أبوظبي، عرضاً حول الأدلة القوية التي تدعم الأهمية الإقتصادية للمرأة، قدمته مؤلفة الكتاب، ويتنبرغ- كوكس، إحدى خريجات مؤسسة إنسياد وإحدى أبرز المستشارين الإستراتيجيين لتوظيف النساء في أوروبا.
وتذهب المؤلفة في هذا الكتاب إلى أنه بالإضافة إلى الإنترنت والبيئة فإن اختيار جنس الموظفين من بين الإناث والذكور سيكون إحدى القضايا الأساسية التي سيواجهها قادة الأعمال في العالم في العقود المقبلة.
وكانت دراسات قام بها مركز إنسياد في أبوظبي قد أظهرت بأنه على الرغم من أن ولوج المرأة لقطاع الأعمال يشهد تقدما ملحوظا في دول مجلس التعاون الخليجي والأمر في تحسن مستمر في بقية الدول العربية، فإن نسبة النساء في قطاع الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل عام، لاتزال متدنية جداً مقارنة بمناطق أخرى من العالم.
وقد أضاف بيتر جادرستين، المدير التنفيذي لمركز إنسياد في أبوظبي، بأن نقص البيانات المتوفرة حول وضع النساء في الإدارة والقيادة في الشرق الأوسط، هو من بين الأسباب التي حذت بالمركز للقيام بأبحاث وتنظيم فعاليات حول قضايا الإدارة في الشرق الأوسط، لاسيما تلك المتعلقة بالمرأة.
وأما سناء النعيمي، مديرة التخطيط الإستراتيجي وإدارة الأداء في دائرة الخدمة المدنية، التي انضمت للمشاركين في مناقشة أبعاد هذا الموضوع في الشرق الأوسط، فقد أكدت بأن قضية المرأة في مكان العمل ستحظى بأهمية أكبر وأنه يتعين التعامل معها بوضوح.
وأضافت: "لقد اتخذت دائرتي خطوات كبيرة في سبيل إيجاد بيئة عملية تشعر فيها النساء بإمكانية النجاح. إنه شرط هام بالنسبة لنا وهو مدرج على أجندة سياسة مؤسستنا. إن توجّه النساء للعمل في القطاع العام يشهد بالتأكيد منحى تصاعدياً، رغم أن الإحصائيات التي بين أيدينا لم ترتق بعد إلى المستوى الذي نرتضيه".
وخلال حديثها، استدلت النعيمي على تحوّل ثقافي جار بإزدياد عدد النساء اللواتي يتبوأن مناصب قيادية في الدوائر الحكومية وبروز عدد من النساء كقادة حكوميين محتملين.
وقالت: "نحن بحاجة دوماً لتذكير النساء بأن الدوائر الحكومية توفر فرص عمل متكافئة، كما علينا دعم هذا الأمر بوضع سياسات توظيف ترتكز على الجدارة وتأخذ في الوقت عينه احتياجات النساء بعين الإعتبار".
© 2008 تقرير مينا(www.menareport.com)