التوقيت الشتوي… هل يؤثر على الاقتصاد؟

تاريخ النشر: 04 نوفمبر 2020 - 08:23 GMT
التوقيت الشتوي
تعود فكرة التلاعب في الوقت إلى إلى أكثر من 200 عام، ولكنها لم تنتشر على نطاق واسع حتى بدأت الحرب العالمية الأولى تأخذ منحى خطيراً ، باعتبارها وسيلة لتوفير الطاقة
أبرز العناوين
تلجأ غالبية الدول في العالم في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول إلى بدء العمل في التوقيت الشتوي، وذلك عن طريق تأخير الوقت ساعة إلى الوراء، وبالرغم من أنها ساعة واحدة إلا أنها مفيدة جداً للكثيرين. 

تلجأ غالبية الدول في العالم في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول إلى بدء العمل في التوقيت الشتوي، وذلك عن طريق تأخير الوقت ساعة إلى الوراء، وبالرغم من أنها ساعة واحدة إلا أنها مفيدة جداً للكثيرين. 

من أين جاءت فكرة العمل في التوقيت الشتوي؟  وما هي الدول التي تعمل به؟

العمل في التوقيت الشتوي ، هو للاستفادة من ضوء النهار، فعند تأخيرالتوقيت بمقدار ساعة في الخريف، يتم نقل إحدى ساعات الليل إلى النهار، حيث يمكن للمزيد من الأشخاص الاستفادة من هذه الساعة. والعكس في الربيع.

حيث تعود فكرة التلاعب في الوقت إلى إلى أكثر من 200 عام، ولكنها لم تنتشر على نطاق واسع حتى بدأت الحرب العالمية الأولى تأخذ منحى خطيراً ، باعتبارها وسيلة لتوفير الطاقة.

وفي القديم مع  نقص إمدادات الفحم في جميع أنحاء أوروبا، اضطرت ألمانيا وحليفتها الإمبراطورية النمساوية المجرية إلى تطبيق نظام تأخير التوقيت في 1916 من أجل توفير الطاقة، وسرعان ما تبعتها مجموعة أخرى من الدول على جانبي الصراع. 

أما بريطانيا فبدأت بتطبيق هذا النظام في مايو/أيار 1916، وظلت متمسكة به منذ ذلك الوقت. 

وفي عام 1918 بعد انتهاء الحرب ،تراجعت العديد من الدول عن تطبيق هذه الحيلة لكنها عادت مجدداً خلال أزمة الطاقة في سبعينيات القرن الماضي. 

على عكس نصف الكرة الشمالي، سيكون النصف الجنوبي من الكرة الأرضية على موعد مع بدء العمل بالتوقيت الصيفي ،  حيث كانت نيوزيلندا أول البادئين عندما قدمت توقيتها ساعة واحدة في نهاية سبتمبر/أيلول وتبعتها الولايات الأسترالية التي تُطبّق التوقيت الصيفي (نيوساوث ويلز، وفيكتوريا، وجنوب أستراليا، وتسمانيا،و مقاطعة العاصمة الأسترالية) في أول يوم أحد من شهر أكتوبر/تشرين الأول ، أما أستراليا فقررت الاستقرار على نظام التوقيت الصيفي طوال العام منذ 2011، ولكن أدّى ذلك إلى حلول الظلام في وقت الظهيرة في بعض المناطق، لذا قررت في عام 2014 العودة إلى التوقيت القياسي في الخريف. وبقيت الساعات على حالها منذ ذلك الحين.

وهناك أيضًا حوالي 70 دولة لا تطبق التوقيت الشتوي  مثل  تركيا والسعودية ومصر والعراق والكويت وليبيا وقطر وتونس،  والمغرب ، واليابان والصين وأجزاء من كندا ، روسيا وروسيا البيضاء وأوكرانيا 

وأيضًا معظم الدول حول خط الاستواء لا تلجأ إليه، بسبب الفوارق الطفيفة جداً في طول فترة النهار على مدار العام.

فوائد التوقيت الشتوي الاقتصادية 

1. يقلل التوقيت الشتوي من استهلاك الكهرباء في ساعات الصباح الباكر، بحيث يستيقظ الناس من نومهم بعد شروق الشمس، دون الحاجة لإشعال الإنارة.

2. يخفض على الناس تكلفة استخدام وسائل التدفئة حيث مع شروق الشمس ترتفع درجات الحرارة بشكل تلقائي لتخفف من شدة برودة الطقس.

3. يقلل التوقيت الشتوي من فرصة وقوع حوادث السير، حيث يكون الوقت كافي لإذابة الصقيع الموجود  على الطرقات تحت أشعة الشمس وبالتالي منع حوادث الإنزلاق بسبب الصقيع وتقليل الكُلف المادية والبشرية الناتجة عن ذلك. 

4. يعمل التوقيت  الشتوي على بث الإيجابية وزيادة الطاقة الإنتاجية للفرد في العمل و الطاقة الاستيعابية للطُلبة في المدارس شتاءً، حيث يختلف الذهاب إلى المدرسة و العمل و الشمس مُشرقة عن الذهاب إليها في الظلام.

5. يؤثر التوقيت الشتوي على  قطاع الطيران بشكل طفيف  حيث تحتاج الجداول الزمنية للرحلات الجوية إلى أن تتغلب على مشكلة تغيير التوقيت في أوقات مختلفة بكل دولة. ولذلك، تعمل جميع الطائرات وجداول المطارات حسب التوقيت العالمي، القائم على توقيت غرينتش.

6. يرى العاملون في مجال الزراعة أن التوقيت الشتوي أفضل من الصيفي لحلب الأبقار وجني المحاصيل. 

أبسط الأمثلة على تأثر بعض الدول  في التوقيت الشتوي (الإمارات العربية المتحدة) 

 يواجه المقيمين في الإمارات العربية المتحدة مشكلة أثناء تغيير التوقيت الشتوي وهو تحديد الفترة الزمنية التي يستطيعون التكلم بها مع أحبائهم وأصدقائهم في البلدان الأخرى حيث يضطرهم التوقيت إلى الاستيقاظ مبكراً أو إلى السهر والذهاب للنوم بوقت متأخر في الليل. 

و مع التوقيت الشتوي يصبح الفرق على سبيل المثال بين الإمارات ونيويورك تسع ساعات بدلاً من ثماني ساعات ، بينما يكون فارق التوقيت مع لوس أنجلوس 12 ساعة. و تتأخر المملكة المتحدة عن الإمارات بثلاث إلى أربع ساعات، وتتأخر لبنان والأردن بساعتين عن الإمارات. 

وفي هذا العام للتوقيت الشتوي نظرة أخرى مع انتشار فيروس كورونا ، حيث يرى الخبراء أن مع بداية الشتاء قد تزداد الحالات  وتعود الدول للإغلاقات للحد  من انتشار هذا الفيروس مما يؤثر سلباً على الاقتصاد ، مع العلم أنه في الوضع الطبيعي وعلى مدار السنوات السابقة تأثر التبادل الاقتصادي بين بعض الدول من تطبيق التوقيت الشتوي. يا ترى إلى أين سيصل الضرر الاقتصادي في هذا العام ؟! 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن