التعافي الصيني يدعم توقعات الطلب على الطاقة

تاريخ النشر: 16 مارس 2021 - 06:46 GMT
التعافي الصيني يدعم توقعات الطلب على الطاقة
ارتفع النفط أمس وبلغ برنت مستوى 70 دولارا للبرميل
أبرز العناوين
قال لـ"الاقتصادية"، مختصون ومحللون نفطيون إن البيانات الاقتصادية من الصين من علامات التعافي من جائحة فيروس كورونا على الرغم من استمرار الإغلاق في أوروبا وظهور مؤشرات على موجة ثالثة من الوباء.

قال لـ"الاقتصادية"، مختصون ومحللون نفطيون إن البيانات الاقتصادية من الصين من علامات التعافي من جائحة فيروس كورونا على الرغم من استمرار الإغلاق في أوروبا وظهور مؤشرات على موجة ثالثة من الوباء.

وذكر المختصون أن هناك بالفعل توقعات إيجابية قوية بزيادة الطلب على الطاقة هذا العام وهو ما دفع "سيتي جروب" إلى رفع توقعاتها لخام برنت للعام بأكمله كما يزداد استخدام الطرق في أجزاء من أوروبا وهناك مؤشرات جيدة عن عودة حركة السفر بالطائرات.

وأكد روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية أن بداية الأسبوع جاءت قوية بفعل آمال تعافي الطلب واستمرار قيود الإنتاج بامتثال قوي من مجموعة "أوبك +" إضافة إلى انكماش الإمدادات الأمريكية، مبينا أن انتشار لقاحات كورونا تساعد بقوة على استمرار المكاسب السعرية.

ولفت إلى عودة المخاطر الجيوسياسية بعد الهجمات على المنشآت النفطية السعودية أدت إلى توتر السوق وقلقه على الإمدادات مما دفع خام برنت إلى مستويات قياسية قبل أن يرتد لاحقا إلى الانخفاض النسبي مع انحسار المخاوف تدريجيا، مفيدا بأن قائمة العوامل الإيجابية تشمل أيضا التراجع الملحوظ في مستوى فائض المخزونات خاصة من الوقود التي تقترب بالفعل من العودة إلى المستوى المتوسط في خمسة أعوام.

من جانبه، قال ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة إن مزيدا من المكاسب السعرية قد يحصدها النفط الخام خلال الأسابيع المقبلة بدعم من البيانات الصينية القوية التي تقود إلى توقعات مشرقة للطلب في الربع الثاني من العام الجاري، مبينا أن عديدا من البنوك عدلت توقعات الأسعار إلى الارتفاع وتجاوزت بعض التوقعات مستوى 80 دولارا للبرميل ومنها على سبيل المثال مجموعة "سيتي جروب" كما رفعت "أوبك" متوسط الأسعار لهذا العام إلى 69 دولارا للبرميل.

وأضاف أن قيود "أوبك +" التي ستستمر شهرا إضافيا لتغطى نيسان (أبريل) المقبل سوف تسهم كثيرا في استنزاف فائض المخزونات واستمرار المكاسب السعرية نتيجة تقلص المعروض في مقابل تنامي الطلب، مشيرا إلى وجود عوامل مقابلة تحد من المكاسب ومنها عودة الإغلاق في دول أوروبية مثل إيطاليا التي ستبطئ دون شك وتيرة تعافي الطلب الأوروبي.

من ناحيته، أكد ماثيو جونسون المحلل في شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات أن مكاسب أسعار النفط تعكس حالة من التفاؤل الذي يغلف الأسواق العالمية في الوقت الحالي نتيجة انتشار اللقاحات والرغبة القوية في عودة الحياة إلى طبيعتها في أقرب فرصة خاصة في بريطانيا التي تسابق الزمن في عملية تطعيم السكان.

وذكر أن الاتجاه الصعودي ناجم أيضا وبشكل رئيس عن تخفيضات إنتاج "أوبك +" حيث نجحت المجموعة في تأكيد تماسك التعاون والشراكة بينهما بالرغم من تباين التقييمات ووجهات النظر المتباينة بشأن تطورات السوق وأصبح دورها محوريا في السيطرة على جموح السوق، مبينا أن مجموعة "أوبك +" قدمت بالفعل رؤى متفائلة للغاية في إطار تقييمها للنصف الثاني من العام الجاري 2021.

بدورها، قالت نايلا هنجستلر مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية إن إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الحياة قد تعود إلى طبيعتها بحلول الصيف المقبل عزز الجوانب المعنوية في سوق النفط الخام وأدى إلى تواصل المكاسب السعرية التي تتقلب من حين إلى أخر بفعل المضاربة وجنى الأرباح.

وأشارت إلى أن خطة التحفيز المالي الأمريكية سيكون لها بالفعل نتائج إيجابية واسعة على الاقتصاد الأمريكي ومن ثم الاقتصاد العالمي، مبينة أن أغلب المعنويات الصعودية في أسواق النفط تستند إلى فترة ما بعد الصيف حيث سوف يعتمد الطلب القوي في النصف الثاني من العام على خطط التطعيم الناجحة ضد فيروس كورونا وانخفاض عمليات الإغلاق العالمية.

وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط أمس وبلغ برنت مستوى 70 دولارا للبرميل، قبل أن يتراجع، إذ تظهر بيانات تسارع التعافي الاقتصادي الصيني في بداية 2021، ما يدعم توقعات الطلب على الطاقة لدى أكبر مستورد للنفط في العالم.

وبحسب "رويترز"، صعدت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أيار (مايو) عشرة سنتات، بما يعادل 0.1 في المائة، إلى 69.32 دولار للبرميل في الجلسة الأوروبية، خلال تعاملات أمس قبل أن تنخفض، في حين بلغ الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط تسليم نيسان (أبريل) 65.73 دولار للبرميل، بزيادة 12 سنتا، أو 0.2 في المائة.

أظهرت البيانات أن نمو الناتج الصناعي الصيني تسارع في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير)، متجاوزا التوقعات، في حين ارتفع إنتاج مصافي التكرير 15 في المائة مقارنة بالفترة نفسها قبل عام.

وقال سينج يك تي المحلل لدى شركة الاستشارات الصينية سيا إنرجي إن الصناعات الثقيلة الصينية شهدت نموا قويا، إذ سجل إنتاجها من الأسمنت والصلب والألمنيوم نموا في خانة العشرات مقارنة بمستويات 2019 قبل جائحة كوفيد، مضيفا أن معدلات النمو جاءت عنيفة بالنظر إلى أسس الصين الكبيرة. وقال إن إنتاج وشحن كل تلك المواد يحتاج

طاقة.

وقررت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، المجموعة المعروفة باسم "أوبك +"، في وقت سابق من الشهر الجاري تمديد معظم تخفيضات إمداداتها لشهر نيسان (أبريل).

من جانب أخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 68.14 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضي مقابل 67.39 دولار للبرميل في اليوم السابق.

وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني ارتفاع له على التوالي، كما أن السلة كسبت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه اليوم من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 67.03 دولار للبرميل.

 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن