لم يعد استخدام الهواتف الذكية محصورا على إجراء المكالمات وإرسال الرسائل والترفيه فقط، بل على العكس تماما، فقد باتت هذه الهواتف جزءا رئيسيا في كل جوانب حياة المستخدمين، فأداء الأعمال والتسوق والبحث والمقارنة بين البضائع باتت هي الوظائف الرئيسية للمستخدمين خاصة فيما يتعلق بالتسوق، حيث إن 34 في المائة من عمليات التسوق في منطقة الخليج تتم عبر الهواتف الذكية.
وشهدت دول مجلس التعاون الخليجي نموا ملموسا على صعيد حصص المبيعات التي تتم عبر الأجهزة وذلك بواقع 52 في المائة خلال النصف الثاني من العام الماضي 2016 مقارنة بالولايات المتحدة التي سجلت ما نسبته 31 في المائة أو دول الاتحاد الأوروبي مثل المملكة المتحدة التي سجلت ما نسبته 36 في المائة.
كما أن رحلة المستهلك عبر الأجهزة لا تزال تشكل تجربة جديدة نوعا ما، ولكن الهواتف النقالة توضح ارتفاعا ملموسا في معدل المعاملات في ظل حجم الطلب المرتفع، حيث تشير بيانات نمو الهواتف النقالة الرئيسية خلال الربع الرابع من العام الماضي 2016 إلى أن ما نسبته 34 في المائة من عمليات الشراء عبر الإنترنت في دول التعاون الخليجي تتم عبر الهواتف النقالة، في حين تتم 55 في المائة من عمليات الشراء عبر نظام آي أو إس مقارنة بـ 45 في المائة من العمليات تتم عبر أندرويد، وهذا يسير عكس الاتجاه العالمي نحو حصة المبيعات المتزايدة عبر أندرويد.
وعلى الصعيد العالمي استحوذت تطبيقات الهواتف النقالة على عديد من المعاملات بنسبة 55 في المائة بالمقارنة مع متصفحات الهواتف النقالة التي سجلت 45 في المائة، بحسب تقرير كريتيو في النصف الأول من عام 2016
إذ يستخدم المستهلك حاليا هاتفه الذكي للبحث والشراء، وهذا يدفع تجار التجزئة إلى توفير تجارب شيقة عبر الجهاز المكتبي والهاتف النقال معا، فالهواتف الذكية تعتبر الجهاز الأساسي في عمليات الشراء التي تتم عبر الأجهزة.
وعطفا على ذلك، فإن ما يقارب من ثلث المعاملات الإلكترونية التي تتم عبر الأجهزة تبدأ بالهواتف الذكية، وبالنسبة لعمليات الشراء التي تتم عبر الهواتف الذكية، فإن 51 في المائة من المشترين استخدموا على الأقل جهازا تقليديا قبل الشراء من المتجر نفسه.
وبالنسبة لعمليات الشراء التي تتم عبر الأجهزة اللوحية، فإن 54 في المائة من المشترين استخدموا على الأقل جهازا تقليديا قبل الشراء من نفس المتجر، وبالنسبة لعمليات الشراء التي تتم عبر أجهزة الكمبيوترات المكتبية والمحمولة، فإن 52 في المائة من المشترين استخدموا على الأقل جهازا تقليديا قبل الشراء من المتجر نفسه. ويتم تصنيف المشترين عبر الأجهزة بنسب متساوية في أجهزة الشراء الرئيسية، وهي 28 في المائة للهواتف الذكية، 36 في المائة للأجهزة اللوحية و31 في المائة لمستخدمي الأجهزة المكتبية.
وبحسب شركة Criteo المتخصصة في مجال تسويق الأداء فإنه مع استمرار اعتماد المستخدمين على الأجهزة المتعددة في تنفيذ عمليات الشراء، فإنه يجب على المسوقين أن يضعوا في الاعتبار حجم الخسائر التي قد تتسبب نتيجة الإهدارات الإعلانية إذا لم تستخدم أداة قياس دقيق قابلة للتطوير.
هذا وتنظر أدوات التحليل التقليدية في الأنشطة عبر كل جهاز على حدة، وهو ما قد يؤدي إلى خلق وجهة نظر محدودة ورؤية غير كافية حول رحلة المستهلك الشرائية أثناء استخدام الأجهزة المتعددة، وهذا الأمر يمثل فرصة سانحة للدول الخليج لتبني استراتيجية القياس عبر الأجهزة الدقيقة وذلك لتجنب تجار التجزئة سوء التوزيع الذي قد يحدث إلى جانب ضمان إنفاق أموالهم في القنوات الأمثل التي تحقق أعلى أداء. ومن أجل تعزيز تجارب التسويق لدى المستهلك، فلابد من التعرف على المستخدم والجهاز الذي يتم استخدامه أثناء عمليات الشراء. ومن خلال ذلك، يستطيع تجار التجزئة توفير تجارب سلسلة وشخصية للمستهلك إلى جانب استهداف المستهلك بكفاءة عالية.
وتجدر الإشارة إلى أن مسوقي الشرق الأوسط أصبحوا لا يعتمدون فقط على الرؤى المحدودة بما يتعلق بالاتجاهات التسويقية لعملائهم، ولا سيما أن حصص المبيعات عبر الأجهزة في المنطقة تتجاوز إلى حد كبير المعدل العالمي وذلك بنسبة 52 في المائة، ويحرص تجار التجزئة على توفير تجارب شيقة وسلسة للمستخدم عبر جميع الأجهزة لتنفيذ عمليات الشراء بنجاح أينما كانوا، ومن خلال تجربة التسوق عبر الأجهزة، فإن المستهلكين يستطيعون إنفاق ميزانيتهم التسويقية بكفاءة عالية.
