هل العالم على طريق كارثة مالية واقتصادية توازي كارثة عام ٢٠٠٨؟

تاريخ النشر: 24 يناير 2016 - 10:44 GMT
الأسواق العالمية شهدت عام ٢٠١٦ أسوأ بداية عام على الإطلاق بحيث خسرت اكثر من أربعة تريليونات دولار من قيمتها خلال اول أسبوعين من العام والمشاعر السلبية لدى المستثمرين تلعب دورا مهما في تراجع سعر النفط
الأسواق العالمية شهدت عام ٢٠١٦ أسوأ بداية عام على الإطلاق بحيث خسرت اكثر من أربعة تريليونات دولار من قيمتها خلال اول أسبوعين من العام والمشاعر السلبية لدى المستثمرين تلعب دورا مهما في تراجع سعر النفط
في البداية أرجو ان أشير الى المستثمرين والذين كان ينصحهم خبراء الاستثمار في الظروف المالية والاقتصادية الاعتيادية بتنويع الاستثمارات من حيث الادوات والأسواق والمناطق الجغرافية والصناعة او العملات او الفترات الزمنية من اجل تخفيض المخاطر من خلال أخذ مراكز في أدوات الدخل الثابت والودائع والنقد والعقارات وصناديق التحوط والسلع وبحيث يكون معامل ارتباط الاداء بين هذه الاستثمارات جميعا عند أدنى نقطة ممكنة أو ربما بالسالب والازمة المالية العالمية التي ضربت القطاعات المالية والعقارية والاقتصادية العالمية عام ٢٠٠٨ كشفت عدم نجاح او مصداقية هذه النظرية مع انهيار اسعار مختلف الاصول الاستثمارية بعد ان لعبت المخاطر المنتظمة دورا مهما في التأثير على المخاطر غير المنتظمة وحيث فشل معامل الارتباط في تخفيض المخاطر نظرا لاعتماده على ارقام تاريخية لا فائدة منها في أوقات الازمات.

 

وتوقعات تكرار هذه الأزمة خلال هذا العام تؤكد ايضا بطلان نظرية التنويع في هذه الظروف وحيث بدأت تظهر بعض مؤشرات الأزمة من خسائر كبيرة تتعرض لها الاسواق المالية العالمية بعد تراجع كبير في سعر النفط وتراجع كبير في اسعار المواد الأولية والذي عزز من مخاوف المستثمرين تجاه تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي في الوقت الذي خفض فيه مصرف سيتي جروب توقعاته حيال نمو الاقتصاد العالمي هذا العام وتزايد مخاطر حدوث ركود عالمي.

والأسواق العالمية شهدت عام ٢٠١٦ أسوأ بداية عام على الإطلاق بحيث خسرت اكثر من أربعة تريليونات دولار من قيمتها خلال اول أسبوعين من العام والمشاعر السلبية لدى المستثمرين تلعب دورا مهما في تراجع سعر النفط وتراجع اسواق الاسهم وارتفاع حصة البيع على المكشوف.

والأسواق عادة ما تعطي مؤشرات أولية على سنة جيدة او صعبة جداً للمستثمرين ووكالة ستاندرد اند بورز ذكرت ان ١١٢ حالة اعسار تعرضت لها سندات للشركات العام الماضي مع خطر ارتفاع كبير في عدد الشركات التي يتوقع ان يتراجع تصنيفها الائتماني هذا العام، وتسيطر حالة من التشاؤم على المستثمرين مع قيام بعض الخبراء بنصيحة عملائهم بالانسحاب من اسواق الاسهم والتوجه الى السندات الحكومية الامنة والمعلوم ان الاسهم الصينية في كل من بورصة شنجهاي وشيزن خسرت ٢٠٪ من قيمتها خلال اول أسبوعين بينما انخفضت المؤشرات المرجعية في كل من الولايات المتحده واليابان وأوروبا بنسبة تصل الى ١٠٪.

واللافت ان بعض الخبراء ينصحون عملاءهم بالاستثمار في الاصول عالية المخاطر من حيث ارتفاع العائد المحتمل تحقيقه مقارنة مع الاستثمار في الاصول الامنة مع اهمية عدم التعرض للأصول ذات درجة الحساسية العليا لاسعار الفائدة.

ورفع ملكيتهم من الاسهم واوراق الدين والأوعية الاستثمارية البديلة يساهم في مواجهة التقلبات السوقية.

والاتحاد الاوروبي يستبعد تكرار سيناريو الأزمة المالية العالمية عام ٢٠٠٨ حيث ان البنوك المركزيه مازال أمامها الكثير ألذي يمكن ان تفعله لمجابهة تباطؤ الاقتصاد العالمي.

واللافت بالمقابل ان مؤسسات مالية مثل رويال بنك اوف سكوتلاند نصح زبائنه بتحويل أسهمهم الى سيولة توقعا لكارثة قادمة مع العلم ان نسبه هامه من المستثمرين واصحاب المدخرات في الغرب محتارين خلال هذه الفترة في معرفة الوسائل والأدوات التي تحافظ على مدخراتهم من حيث استمرارية بقائها في اسواق الاسهم ام تحويلها الى سيولة ونقد او اي أصول اخرى تكون في متناول اليد عند الحاجة وللحديث بقية.

اقرأ أيضاً: 

النقد الدولي: الاقتصاد العالمي يمشي على طريق وعرة

لاغارد تتوقع نمو الاقتصاد العالمي سيخيب الآمال في 2016

 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن