موجة جديدة لارتفاع الأسعار تثير الرعب في إيران

تاريخ النشر: 23 أبريل 2013 - 06:28 GMT
يرزح الاقتصاد الإيراني تحت وطأة العقوبات الاقتصادية التي مست بشكل مباشر حياة المواطن الإيراني وقدرته على تغطية احتياجاته الأساسية اليومية
يرزح الاقتصاد الإيراني تحت وطأة العقوبات الاقتصادية التي مست بشكل مباشر حياة المواطن الإيراني وقدرته على تغطية احتياجاته الأساسية اليومية

سجلت أسعار المواد الغذائية الأساسية في إيران خلال الأيام القليلة الماضية ارتفاعا حادا جديدا وصل بعضه إلى 60 في المائة مما أثار المخاوف من تصاعد وتيرة الامتعاض في أوساط الإيرانيين في أقل من شهرين على موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في 14 يونيو (حزيران) المقبل.

وعبرت صحف إيرانية، بعضها محافظة مثل صحيفة «كيهان» الموالية للسلطات، عن قلقها الشديد من موجة الصعود الجديد في الأسعار وتزامنها مع بدء العد التنازلي للانتخابات. وتعكس تعليقات الصحف الجدل داخل المؤسسة الحاكمة في إيران حول قدرة حكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على إدارة الملف الاقتصادي في ضوء العقوبات الدولية التي فرضت على الجمهورية الإسلامية بسبب برنامجها النووي.

وقفزت أسعار بعض المواد الغذائية مثل زيت الطهو والدجاج واللحوم الحمراء إلى 60 في المائة في الأيام القليلة الماضية بعد قرار السلطات الإيرانية رفع سعر الصرف الخاص بالمستوردين، حيث يدفع أصحاب العمل والشركات حاليا 24.500 ريال إيراني مقابل دولار واحد فقط وهو قرابة الضعف عما كانوا يدفعونه سابقا وهو 12.260 ريالا إيرانيا مقابل الدولار.

ويرزح الاقتصاد الإيراني تحت وطأة العقوبات الاقتصادية التي مست بشكل مباشر حياة المواطن الإيراني وقدرته على تغطية احتياجاته الأساسية اليومية.

وشهدت أسعار المواد الغذائية وخصوصا الدواجن ارتفاعا حادا منتصف العام الماضي مع انطلاق العقوبات الأوروبية التي استهدفت قطاع النفط الإيراني وفرض عقوبات أميركية على البنك المركزي الإيراني وتحويل الأموال من البنوك العالمية إلى إيران، حيث تراوحت أسعار الدواجن ما بين 65.000 ريال و80.000 ريال للكيلوغرام الواحد (أي ما يعادل 5 إلى 6.5 دولار أميركي). ويصبح من الصعب تحمل هذه التكاليف بينما يبلغ إجمالي الدخل القومي للفرد نحو 4520 دولارا في عام 2009، أو 377 دولارا في الشهر، وفقا لأحدث الإحصاءات الصادرة عن البنك الدولي.

وعرفت إيران العام الماضي ما أطلق عليه اسم «أزمة الدجاج» التي تحولت إلى نكتة بين الإيرانيين بعد تصريحات أدلى بها رئيس الشرطة إسماعيل أحمدي مقدم، حيث دعا إلى عدم عرض مشاهد تناول الطعام والدجاج خصوصا في المسلسلات التلفزيونية، وقال: «بعض الناس، عندما يرون الفجوة الطبقية بين الأغنياء والفقراء، قد يستلون سكينا ليأخذوا ما يعتبرون أنه حقهم من الأغنياء».

وخرجت مظاهرات نادرة في مدينة نيشابور الشمالية الشرقية، في مقاطعة خراسان، العام الماضي، عرفت باسم «ثورة الدجاج» عندما ردد المتظاهرون هتافات ضد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وتظاهر البعض ضد ارتفاع أسعار الغذاء أثناء وقوفهم في صفوف طويلة في انتظار الحصول على الدواجن.

ويعتمد إنتاج الدجاج في إيران على الخارج، إذ تستورد معظم فول الصويا والذرة والعلف واللقاحات لتغذيته. ونقلت وكالة «رويترز» في وقت سابق عن منتج بارز للدجاج في إيران قوله: «نصف مزارع الدجاج تقريبا توقفت عن الإنتاج، لأن المواد الأولية المستوردة أصبحت مرتفعة التكلفة. نأسف لذلك، لكن يستحيل خفض الأسعار. هذا محزن بشدة لكثير من الإيرانيين».

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن