السعودية: الصراع يشتعل بين شركات الإسمنت لتصريف المخزون

تاريخ النشر: 11 مايو 2015 - 07:39 GMT
البوابة
البوابة

قالت لـ"الاقتصادية" مصادر عاملة في قطاع الأسمنت، إن بعض الشركات أجرت خصومات على الأسعار، راوحت بين خمسة وعشرة ريالات على الطن، لافتين إلى أن هذه الخصومات تستهدف مصانع الخرسانة الجاهزة التي تقوم بسحب كميات كبيرة من الأسمنت لفترة زمنية محددة لا تتعدى شهرا.

وأوضحت المصادر، أن هذه الخطوة من بعض شركات الأسمنت، تهدف إلى تصريف جزء من المخزون المتوافر لديها، ما أجبر عددا من الشركات الأخرى على انتهاج الخطوة ذاتها للمحافظة على عملائها وحصتها في السوق، مشيرين إلى أن حرب الأسعار التي بدأت في السوق تستهدف مصانع الخرسانة الجاهزة دون غيرها من المستهلكين الأفراد.

لكن المصادر عادت لتؤكد أن شركات الأسمنت عادة ما تعود وترفع الأسعار مجددا، حتى تقارب نظيرتها الموجودة في السوق.

من جانبه، أبلغ "الاقتصادية" جهاد الرشيد؛ رئيس اللجنة الوطنية لشركات الأسمنت، أن السوق مفتوحة للتنافس بين الشركات فيما يخص تقديم أسعار تنافسية، مضيفا "لذلك كل شيء يمكن حدوثه فيما يتعلق بالأسعار".

وأضاف الرشيد، أن تقديم خصومات في الأسعار لفترة زمنية من قبل بعض شركات الأسمنت، احتمال وارد في ظل وجود مخزون يفوق 21 مليون طن لدى شركات الأسمنت في الوقت الحالي، مبينا أن الشركات التي تقدم خصومات لعملائها ترغب في تسريع عمليات البيع. وفي تعليقه على أسعار الأسمنت في السوق المحلية، قال إن "الأسعار بشكل عام تعتبر هادئة حاليا، وفي حال قدمت خصومات محددة قد يكون ذلك في مناطق معنية ومن قبل بعض الشركات، لذا من الصعب التعميم بأن هناك خفضا في أسعار الأسمنت في السوق بشكل عام".

من جهته، أوضح لـ"الاقتصادية" مدير عام إحدى شركات الأسمنت المحلية، فضل عدم ذكر اسمه، أن الخصومات التي تقدمها بعض شركات الأسمنت لا يمكن أن تحل مشكلة المخزون الموجود حاليا، مشيرا إلى أن انتقال طلب العميل من مصنع أسمنت لآخر، لا يعني بالضرورة أن هناك فرصة أمام الشركات للتخلص من الفائض الموجود لديها.

وأضاف، أن التخلص من المخزون لا بد أن يكون عبر فتح أسواق خارجية وان كانت خليجية، مؤكدا أن هذه الأسواق هي وحدها التي يمكن أن توجد قنوات تسويقية جديدة أمام الشركات، أو أن تقوم الدولة بطرح مشاريع عمرانية جديدة تستوعب إنتاج ومخزون شركات الأسمنت.

وأشار إلى أن انتقال الطلب أو عمليات البيع من شركة إلى أخرى لا يؤثر في حجم المخزون الكلي، لكن من خلال ارتفاع الطلب الكلي على الأسمنت عبر فتح القنوات الجديدة وطرح المشاريع التنموية والتسهيلات أمام الشركات.

ولفت إلى أن السوق القطرية بحاجة إلى كميات كبيرة من الأسمنت، في الوقت الذي تستطيع الشركات تلبية حاجة السوق القطرية إذا فتح باب التصدير، مشيرا إلى أن قطر تستورد الآن كميات كبيرة من إيران وباكستان.

في المقابل، قال لـ"الاقتصادية" مدير عام أحد مصانع الخرسانة الجاهزة، فضل عدم ذكر اسمه، أن الخصومات التي قدمتها شركات الأسمنت لعدد من مصانع الخرسانة الجاهزة تراوح بين خمسة وعشرة ريالات على الطن. ولفت إلى أن المستهلك النهائي قد لا يستفيد من هذه الخصومات، خاصة أن مصانع الخرسانة تعاني أصلا ارتفاعا في تكاليف الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار الرمل والأحجار الصغيرة، وأجور الكسارات، في وقت لا يوجد طلب متزايد من قبل المستهلكين كما هو الحال في الأعوام الثلاثة الماضية.

ولفت إلى أن هذه المصانع لديها قدرة تخزينية وتشغيلية محددة، لذا فإنها تستفيد من هذه الخصومات لفترة زمنية محددة وهذا قد لا ينعكس إيجابا على المستهلكين الأفراد.

اقرأ أيضاً: 

22 مليون طن فائض الأسمنت في السعودية

في السعودية.. شركات أسمنت تسوق منتجات جديدة لكسر حالة الركود

استيلاء الحوثيين على صنعاء يعطّل مصانع أسمنت سعودية

السعودية: مصانع الإسمنت تترقب صدور قرار التصدير.. وتخوف من تكرار العجز وأثره على السوق

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن