التباطؤ الاقتصادي وتزايد الاضطرابات السوقية خلال الأشهر الأخيرة جلبا إلى دائرة الاهتمام الدولي الأسواق الناشئة بالتزامن مع إعادة النظر في استراتيجيات الاستثمار الحالية بغرض التوظيف الأمثل لفرص النمو المتاحة في مواجهة الاضطرابات العالمية السائدة.
على هذه الخلفية انطلقت فعاليات مؤتمر هيرمس الاستثماري بمشاركة مؤسسات دولية تبلغ أصولها الاستثمارية سبعة تريليونات دولار أمريكي، من أجل تسليط الضوء على فرص الاستثمار الجذابة والتعرف على مستجدات أسواق الأسهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتستضيف دبي الدورة السنوية العاشرة من المؤتمر الاستثماري تحت رعاية الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم إمارة دبي ورئيس مركز دبي المالي العالمي، على مدار الفترة من 9 إلى 12 آذار (مارس) الجاري، حيث يهدف المؤتمر إلى توفير المناخ الملائم لعقد اجتماعات مباشرة بين أكثر من 410 مستثمرين من 220 مؤسسة إقليمية ودولية وممثلي الإدارة التنفيذية في 96 شركة مدرجة في 14 بورصة عربية.
وفي هذا السياق قال كريم عوض الرئيس التنفيذي المشارك للمجموعة المالية هيرميس، إن تباطؤ النمو في الأسواق الناشئة وتحديدًا الاقتصادات الخمسة الهشة دفع المستثمر إلى توخي المزيد من الحذر في تقييم الثروات السيادية وميزانيات الشركات.
وسيتعرف المشاركون في المؤتمر من كثب على قوة الميزانيات السيادية في الأسواق الإقليمية التي تربط أسعار الصرف بالدولار الأمريكي، حيث تحظى تلك الأسواق بالسيولة المالية المرتفعة وتتميز بكفاءة إدارة الشركات وتقديم توزيعات أرباح مرتفعة، فضلاً عن انضمام الإمارات وقطر إلى مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة في حزيران (يونيو) المقبل.
وقال الدكتور نسيم نكولا، أستاذ هندسة المخاطر في جامعة نيويورك الأمريكية ومؤلف الكتب الأكثر مبيعًاBlack Swan وFooled by Randomness وAntifragile، أن نجاح أي دولة في مواجهة المخاطر يحتاج إلى مجموعة من العوامل من أهمها ثقة المجتمع، ووجود شركات متوسطة الحجم كما هو في ألمانيا، وأن يكون صانع القرار متأثراً بتداعيات قرارته ليس كما حدث في الولايات المتحدة حيث أخطأت البنوك وتحمل المواطن المسؤولية.
وذكر أن من عوامل مواجهة المخاطر في الدول والشركات، ضرورة تخفيض الدين، والاعتماد الأقل على مورد واحد بتنويع مصادر الدخل، كما أنه لابد من وجود رغبة وأخطاء يتم التعلم منها.
