أكد بن سيمبفندورفر، كبير الاقتصاديين في قسم الشؤون الصينية في بنك "رويال بنك أوف سكوتلاند" في هونغ كونغ، أن صناديق الثروة السيادية بالشرق الأقصى في وضع أفضل نسبياً للاستثمار والاستفادة من آليات النمو التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، كما تتمتع بفعّالية أكبر مقارنة مع نظيراتها في الغرب كصناديق المعاشات التقاعدية التي تحمل على عاتقها الآن مسؤولية إضافية تفرض عليها توزيع أموال تقارب عائداتها الاستثمارية.
جاء ذلك خلال محاضرة نظمتها كلية دبي للإدارة الحكومية واستضافت من خلالها سيمبفندورفر لشرح العلاقة المتنامية بين الصين والعالم العربي. وشهد الحدث حضور عدد من الطلاب، ونخبة من المسؤولين الحكوميين، وخبراء الاستثمار.
وشرح سيمبفندورفر العلاقات المتينة التي تربط المنطقتين بحكم علاقات الشراكة التجارية التقليدية، وكيف قامت المنطقتان بتنشيط علاقاتهما الدبلوماسية والتجارية في ضوء التطورات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الآونة الأخيرة. وتناول سيمبفيندوفيرر في المحاضرة عدداً من الموضوعات التي سلط عليها الضوء في كتابه "طريق الحرير الجديد: كيف يمكن للعالم العربي الصاعد التحول بعيداً عن الغرب وإعادة اكتشاف الصين" بما في ذلك أهمية النفط والإسلام، والمخاطر المحتملة التي تهدد العلاقة الثنائية كالاضطرابات التي تشهدها منطقة شينجيانغ، والتي تنذر بتحول مشاعر المسلمين ضد الصين، بالإضافة إلى الاستفادة من الصين كنموذج للنمو في منطقة الشرق الأوسط.
واستعرض سيمبفندورفر بمزيد من التفصيل تنوع أنماط الاستثمار المتباينة وقال: "تشهد النظم الاقتصادية في الشرق الأقصى معدلات نمو ملحوظة إلا أن أسواقها المالية لا تزال متأخرة. ولا تزال تمر أسواق السندات فيها بمرحلة النضج، في حين أن الاستثمارات في الملكية الخاصة تخضع في كثير من الأحيان إلى ضعف سيادة القانون وتحكم المصالح القومية الأمر الذي يجعل من الصعب على المستثمرين الغربيين، مدعومين بصناديق المعاشات التقاعدية، تأييد مثل هذه المشروعات".
وأضاف: "ومن الناحية الأخرى، هناك عدد أقل من القيود المفروضة على صناديق الثروة السيادية في الشرق التي تؤثر على قدرتها على شراء مثل تلك الأصول. ولذلك، فليس مستغرباً أن تقوم الصناديق الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط، على وجه الخصوص، بشراء أصول في اقتصادات الدول المجاورة لها".
بدوره قال الدكتور طارق يوسف، عميد كلية دبي للإدارة الحكومية: "ساهمت خبرة بين سيمبفندورفر الواسعة في الشرق الأوسط والصين في تكوين آرائه الفريدة والشاملة، ويسرنا أن نتعرف من خلال هذه المحاضرة على تلك الأفكار الهامة. ولا شك أن صعود الصين على الساحة العالمية يؤثر اليوم على كثير من القرارات السياسية العالمية. ولذلك نقدر مشاركة سيمبفندورفر الذي سلط الضوء على الطريقة التي يمكن للعالم العربي اتباعها للاستفادة بشكل إيجابي من صعود الصين في كثير من القطاعات المتنوعة".
هذا، وعمل سيمبفندورفر، قبل انضمامه إلى رويال بنك أوف سكوتلاند في عام 2005، في في منصب مماثل في "جي بي مورغان تشيس". ونشرت مقالات سيمبفندورفر، الذي يتقن اللغتين العربية والصينية، في العديد من الصحف العالمية المتخصصة في القطاع المالي. وفضلاً عن تأليفه لكتاب "طريق الحرير الجديد"، شارك أيضاً في تأليف كتاب "دول الخليج والدول العظمى"، الذي اشتركت في نشره الأكاديمية البحرية الأمريكية، والقيادة المشتركة في بريطانيا.
يذكر أن كلية دبي للإدارة الحكومية التي تأسست عام 2005 بالتعاون مع كلية كينيدي في جامعة هارفارد تلتزم بنهج يقوم على إنتاج المعرفة ونشر أفضل الممارسات العالمية وتدريب صناع السياسات في العالم العربي وتنفذ مجموعة متنوعة من البرامج التي تسعى لتعزيز الإدارة الحكومية الرشيدة من خلال دعم قدرات المنطقة على تبني سياسات عامة فعالة.
© 2010 تقرير مينا(www.menareport.com)