شهدت الإمارات زيادة كبيرة في استقطاب الاستثمارات الخاصة خلال العام الجاري، ومثلت روسيا وأفريقيا أكبر مصادرها، لتصبح بذلك مركزاً استثمارياً إقليمياً متميزاً بين أفريقيا وآسيا، وأشارت دراسة شركة «إنفيسكو» الشرق الأوسط لإدارة الأصول إلى أن صافي تدفقات رؤوس الأموال الخاصة إلى أسواق الإمارات ارتفع بنسبة 81 % عام 2014، مقارنة مع 52 % خلال العام الماضي، وجاء ما نسبته 58 % من الأسواق الصاعدة بما فيها الروسية والأفريقية، فيما شهدت معظم دول مجلس التعاون الخليجي تدفقاً لرؤوس الأموال الخاصة إلى الخارج.
وأفادت الدراسة، ووفقا لآراء المشاركين في الاستبيان، أن الاستقرار السياسي ظل يشكل أحد أكبر العوامل التي تقف خلف التدفقات الاستثمارية، بينما نستطيع اعتبار الاستثمارات المتدفقة مباشرة من روسيا إلى الدولة، استثمارات تبحث عن «ملاذ آمِن».
ولفتت إلى أهمية العوامل الهيكلية في استمرار ارتفاع تدفقات رؤوس الأموال الخاصة إلى دولة الإمارات بشكل أكبر، من خلال مستوى التدفقات القادمة من أفريقيا.
وبينت الدراسة، الصادرة أمس، أن جاذبية الفرص الاستثمارية المحلية تجاوزت اعتبارات الاستقرار السياسي، وبات المستثمرون كثيراً ما يعتبرونها الحافز الأكبر وراء تدفق الاستثمارات الخاصة إلى أسواق الإمارات
وأوضح «نيك تولشارد» رئيس شركة إنفيسكو الشرق الأوسط، في مؤتمر صحفي أمس، أن تحسُّن سمعة البيئة التنظيمية للأسواق المالية المحلية في الإمارات، بما فيها مركز دبي المالي العالمي، يشكل عنصراً مساعداً في استقطاب تلك الاستثمارات.
وأكدت دراسة شركة «إنفيسكو» أن الإمارات تعتبر مستقطبا لرؤوس الأموال، فيما تعتبر معظم الأسواق الخليجية المجاورة مرسلاً صافياً لها، وهيمن هذا التوجه على معظم الدول الخليجية على مدى عامين متواليين، ونوهت الدراسة إلى أن التغيير الأكبر الذي حصل عام 2014، تمثل في الوجهات التي استقرت فيها التدفقات الخليجية، حيث استقرت التدفقات في الإمارات أو تحركت عبرها عام 2014.
وشهدت الأسواق العمانية والكويتية والبحرينية من ناحيتها، ارتفاع النسبة المئوية لأصولها المالية التي استقرت في الإمارات أو عبرتها إلى وجهات أخرى عام 2014.
وأوضحت أن التغيير الأهم الذي شهدته الإمارات جاء في تحوّل السوق السعودي إلى مصدِّرٍ صافٍ لرؤوس الأموال الخاصة. وأشارت إلى أن السوق السعودي شهد خلال العام الحالي تدفقات مالية صغيرة إلى الخارج، ويعتبر هذا التحول مهماً، لضخامة رؤوس الأموال السعودية.