الأعمال الفنية السعودية تعود إلى الواجهة خلال مزاد كريستيز القادم في دبي

تاريخ النشر: 15 مارس 2009 - 08:50 GMT

 تعرض دار كريستيز خلال مزاد الأعمال الدولية الحديثة والمعاصرة، الذي تنظمه الدار في 29 أبريل 2009 في دبي، المجموعة الفنية الأولى لعدد من الفنانين السعوديين، وتعد هذه هي المرة الأولى التي تعرض فيها أعمال فنية من المملكة العربية السعودية خلال أحد المزادات الدولية. وسينظم هذا المزاد عقب مزاد المجوهرات والساعات الذي تنظمه الدار في 28 أبريل 2009، حيث سيضم أعمالاً خاصة بستة من الفنانين السعوديين المعاصرين بما فيها الأعمال الخاصة بكل من أحمد ماطر آل زياد عسيري، ولولوه الحمود التي تعكس الحيوية التي تتسم بها المواهب الفنية السعودية الشابة.

وفي معرض تعليقه على الموضوع، قال وليام لوري، أخصائي دار كريستيز المسؤول عن المزاد: "قمنا خلال المزاد الذي نظمته الدار في شهر أكتوبر الماضي بتقديم عدد من الفنانين الأتراك لأول مرة، وتمكنا الآن خلال هذا الموسم من اختيار مجموعة مميزة من الأعمال الفنية التي تعود لعدد من الفنانين السعوديين المعاصرين، وكنت قد أطلعت على أعمالهم لأول مرة في لندن خلال معرض "حافة الصحراء" الذي نظمته غاليري بروناي في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية التابعة لجامعة لندن عند نهاية العام الماضي، ووجدنا أن هذه الأعمال ستشكل مواهب فنية أضافية على مزاداتنا التي تتضمن أعمالاً فنية مصرية، وتركية، وإيرانية، وأخرى من لبنان، وشمال إفريقيا، وسوريا، والعراق، والمغرب وعدد من الأعمال الغربية".

ومن ناحيته قال مايكل حجا، المدير العام لدار كريستيز في الشرق الأوسط: "يعزى الكثير من النمو الذي شهدت السوق الفنية في منطقة الخليج وتحديداً دبي إلى هواة شراء واقتناء الأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة الذين بدأت اهتماماتهم تركز على الأعمال الفنية التي تتمحور مواضيعها حول الجوار والمحيط الذي يعيشون فيه وضمها لمجموعاتهم الفنية الخاصة. ومع التطور والنمو الفني الحاصل، أصبحت السوق أكبر وأوسع، حيث أنها لم تعد تعتمد على مجموعة واحدة من المشترين، أو منطقة أو بلد محدد في العالم. وقد لاحظنا ازدياداً كبيراً في أعداد المشترين خلال المزادات التي نظمتها الدار في منطقة الشرق الأوسط، حيث شكل المشترين من المنطقة خلال مزاد دبي في السنة الماضية نسبة 75 بالمائة من مجمل المشترين، وهو ارتفاع ملحوظ من النسبة التي شهدتها مزادات السنوات السابقة والتي بلغت نسبة 50 بالمائة. ومن خلال تقديم هذه الفئة الفنية من الأعمال الفنية السعودية، فإننا نأمل الاستمرار بهذا التوجه وتعزز وصول مزاداتنا لهواة شراء واقتناء الأعمال الفنية من جميع أنحاء المنطقة.

القسم الخاص بالأعمال الفنية السعودية

ولد أحمد ماطر آل زياد عسيري، هو دكتور، ومصور مختص بالمشاهد الطبيعية، ورجل أعمال، في مدينة أبها بمنطقة عسير في العام 1979، وهو أحد أشهر الفنانين السعوديين الشباب، وسيقدم أحمد أحد أعماله الفنية التي تعود لمجموعته التي تحمل عنوان "الأشعة السينية" X-Rays والتي تصور هيكلاً عظمياً لجمجمة وجذع على خلفية من الأوراق المستخدمة من الكتابات الدينية التقليدية. وقد صممت هذه اللوحة التي تحمل اسم "إضاءات خمسة وستة" من صورة شعاعيه ألصقت على ورقة تناثرت عليها بقع من الشاي وعصير الرمان، وزينت بأوراق نباتية بلون الذهب والفيروز والعنبر، وتبلغ القيمة المقدرة لهذه اللوحة 15,000 – 20,000 دولار. أما العمل الفني الأخر والذي يحمل اسم "محارم" فهو عبارة عن لوحة فنية يلعب من خلالها الفنان بكلمة "محارم" التي تستخدم لوصف المحارم الورقية وفي الوقت ذاته تستخدم لوصف الأشخاص المقربين في العائلة ويعود للفنان أيمن يسري ديدبان. وفي هذا العمل الفني، الذي عرض لأول مرة خلال معرض "حافة الجزيرة العربية"، قام الفنان الذي يعيش في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية بجمع عدد من علب المحارم الورقية وتزينها بملصقات تظهر عليها بعض الإعلانات الخاصة بأفلام عربية تعود لفترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، وجمعها فوق بعضها البعض، ويقدم هذا العمل بسعر يتراوح بين 10,000 – 15,000 ألف دولار

ومن الأعمال الفنية الأخرى تبرز لوحة "الباطن" وهي عبارة عن طباعة بالشاشة الحريرية على اللوحة للفنانة لولوة الحمود التي عاشت معظم حياتها في المملكة المتحدة ودرست الماجستير في كلية سانت مارتينز المركزية للفن والتصميم، في لندن، وتعرض هذه اللوحة بسعر يتراوح بين 15,000 – 20,000 دولار أمريكي. كما يبرز أيضاً العمل الفني الخاص بالفنان مهدي الجريبي، الذي أمضى فترة كبيرة من حياة في مدينة مكة بعد أن تخرج من كلية الفنون الجميلة في الرياض. ومن مجموعته التي تحمل اسم "المنطق"، هي قطع مختارة من الواقع، تتميّز بعلامات وأشكال وتضاريس خاصة بها. وقد سبق استعمالها، فهي بالية ومخدشة كمكاتب التلاميذ مثلاً، تشكّل لوحة غامضة وخفيّة ينطلق الفنان منها لخلق لوحات - أشياء. فتراه يكشف هنا عن شق في الخشب، وهناك عن تقشير في الطلاء، أو عن محيط بقعة، أو عن بقايا كتابات، ويعرض العمل الخاص بالفنان مهدي الجريبي بسعر يتراوح بين 8,000 – 12,000 دولار أمريكي.

أما عبد الناصر غارم، فهو فنان ورائد في الجيش السعودي. درس عبد الناصر في قرية المفتاحة التشكيلية في مدينة أبها مع صديقه أحمد ماطر آل زياد عسيري. ويتألف عمله التجريدي من 80,000 قطعة من قوالب الطباعة المطاطية التي تجسد عدد من الأحرف العربية والإنكليزية والأرقام التي طليت بإسراف باللون الأصفر لتبدو وكأنها مربط الحبال الذي يوجد في الموانئ أو عارضة خشبية، ويقدر لهذا العمل أن يباع بسعر بين 7,000 – 10,000 دولار أمريكي. أما الفنانة ريم الفيصل فقد درست الأدب العربي في الجامعة قبل الانتقال لدراسة التصوير الضوئي في باريس. وتتنقل الفنانة ريم حالياً بين كل من جدة وباريس، بعد أن مارست التصوير في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وأمريكا وشرق أسيا. وستعرض الدار أحدى صورها من مجموعتها المعنونة "الحج إلى مكة" وهي صورة رجل جالس فوق السطح في الحرم المكي، وتغيب ملامح الرجل، بينما تركز العدسة على الكعبة المشرفة والحجيج حولها، في إشارة ربما إلى ذوبان الفرد وكينونته في فضاء البيت الحرام بسعر يتراوح بين 4,000 – 6,000 دولار أمريكي. ومن الجدير بالذكر أن المصورة ريم الفيصل هي أول مصورة من النساء تمنح الإذن لتصوير الأماكن المقدسة في مكة والمدينة.

© 2009 تقرير مينا(www.menareport.com)