الأصول الإسلامية مرشحة لبلوغ 1,600 مليار دولار وإيراداتها 120 مليار دولار بحلول العام 2012

تاريخ النشر: 06 أبريل 2009 - 08:18 GMT

يتوقع تقرير حديث أصدرته اليوم أوليفر وايمان، مؤسسة الاستشارات الإدارية العالمية، أن التمويل الإسلامي مهيأ لمواصلة نموه القوي، وذلك على الرغم من تقلبات السوق على المدى القصير. ويقدر التقرير، وعنوانه "المرحلة المقبلة في التمويل الإسلامي: مردود أعلى لكن بمخاطر أكبر" أن قيمة الأصول الإسلامية ستبلغ 1,600 مليار دولار أميركي بحلول العام 2012، وستبلغ إيراداتها 120 مليار دولار، وأن الخدمات المصرفية الإسلامية للمؤسسات، وهي أكبر أسواق التمويل الإسلامي، ستواصل نموها السنوي المتين لتبلغ قيمتها 1 تريليون دولار أميركي وتفوق إيراداتها 60 مليار دولار.

وفي هذا السياق يقول ماثيو فاسو، الشريك المقيم في الإمارات وأحد معدي التقرير: "من خلال الدراسات المتعمقة التي أجريناها لإعداد التقرير، وجدنا أن الفرص في هذا القطاع لا تستقطب اهتمام الشركات الإسلامية الراسخة فحسب، حيث شهدنا دخول عدد كبير من الشركات الإسلامية الجديدة، بينما تعمل الشركات التقليدية على فتح منافذ إسلامية لها. وقد انتشر الاهتمام بتلك الخدمات إلى خارج الدول الإسلامية، وأصبحت كبرى المراكز المالية مثل لندن تحاول جاهدة تقديم نفسها كمركز تمويل إسلامي أساسي".

ويضيف: "على الرغم من الاهتمام الهائل ومعدلات النمو المذهلة، إلا أن معظم المؤسسات ما تزال بعيدة عن استغلال ذلك النمو بشكل كامل. ويعزى جزء من ذلك إلى نقص الإدراك حول الفرص التي يتيحها قطاع التمويل الإسلامي، وكذلك لأن معظم المؤسسات المالية لم تعمل على تطوير إمكانات العمليات المطلوبة. ويشكل هذا مخاطرة كبيرة لأن النجاح بوجود تلك العوامل سيميز الشركات المتملكة عن تلك التي ستكون هدفاً للتملك في عمليات الاندماج المحتملة في القطاع على المدى المتوسط".

ويعتبر تقرير "المرحلة المقبلة في التمويل الإسلامي" بحثاً من جزأين لسوق التمويل الإسلامي، بناء على الأبحاث التي أجرتها أوليفر وايمان، إلى جانب الخبرات العملية والرؤية المستقاة من العمل مع كبرى المؤسسات المالية حول العالم. يهدف التقرير إلى مساعدة أصحاب القرار في قطاع الخدمات المالية على أن يقرروا أين وكيف يمكنهم المنافسة في هذا السوق الواعد سريع النمو والمتميز بالغموض في الوقت ذاته. ويقدم الجزء الأول "مردود أعلى لكن بمخاطر أكبر"، والذي ينشر اليوم، دراسة كمية عميقة ومستقبلية لسوق الخدمات المالية الإسلامية العالمية عبر مختلف القطاعات والمناطق الجغرافية، مع التركيز على الخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية للمؤسسات، كما يقدم رؤية معمقة حول التوجهات الناشئة وعوامل النجاح في كل قطاع.
 
نمو واقتصاديات فائقة
يشكل التمويل الإسلامي 1% من الأصول العالمية. وتبين الاستطلاعات أن نصف المسلمين البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة حول العالم سيتحولون إلى الخدمات المصرفية الإسلامية في حال منحهم بديلاً منافساً للخدمات التقليدية. ويشهد هذا السوق نمواً بنسبة 30% سنوياً منذ العام 2000، وهو مرشح لمواصلة النمو بقوة. ففي نهاية العام 2007 بلغ إجمالي قيمة أصول التمويل الإسلامي 660 مليار دولار أميركي وبلغت الإيرادات 53 مليار دولار. كما بلغ إجمالي أرباح التمويل الإسلامي 15 مليار دولار، ويتوقع أن تزيد هذه الأرباح بأكثر من الضعف لتبلغ 32 مليار دولار عبر السنوات الخمس المقبلة. وتقدر أوليفر وايمان أن قيمة الأصول الإسلامية ستبلغ حوالي 1,600 مليار دولار أميركي بحلول العام 2012، بينما ستصل إيراداتها إلى 120 مليار دولار.

الخدمات المصرفية للمؤسسات: أكثر من مجرد تمويل، والمزيد من الابتكار
تحتاج البنوك إلى تنويع أنشطتها وتجاوز النشاطات التقليدية التي تركز على العقارات والإقراض البسيط، لتقدم حزمة شاملة من الخدمات، تشمل خدمات الخزينة المتقدمة وإدارة مبتكرة للأصول وإدارة الميزانيات وخدمات التوريق. وسيتيح ذلك للبنوك تلبية احتياجات قطاعات السوق غير المخدّمة بشكل جيد، كمؤسسات التمويل الإسلامي والشركات الكبرى وصناديق الثروات السيادية والعملاء من أصحاب الثروات الخاصة. ويعتبر مجال الخدمات المصرفية للمؤسسات أكبر سوق للتمويل الإسلامي حيث تتجاوز قيمة الأصول 420 مليار دولار والإيرادات 28 مليار دولار. وقد شهدت أصول الخدمات المصرفية للمؤسسات نمواً بنسبة 34% سنوياً، وتقدر أوليفر وايمان أن قيمتها ستبلغ 1 تريليون دولار أميركي وتفوق إيراداتها 60 مليار دولار بحلول العام 2012. أما سوق الصكوك فقد شهد نمواً هائلاً في الفترة الأخيرة، وخاصة الصكوك ذات الأمد الطويل، ومن المتوقع أن تبلغ قيمة السوق 130 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة. وسيستمر هذا النمو على مستوى الخدمات المقدمة للشركات، حيث أصبحت الإصدارات الكبيرة أكثر شيوعاً وخاصة في الإمارات العربية المتحدة، وعلى مستوى الخدمات المقدمة للدول، حيث تحاول الحكومات تنويع مصادرها التمويلية.

الخدمات المصرفية للأفراد، نحو عروض مميزة والسهولة والبساطة في التقديم
تمتاز الخدمات المصرفية الإسلامية للأفراد بربحيتها العالية، وذلك بفضل إمكانية التعامل مع الودائع ذات التكلفة المنخفضة وأنشطة التمويل ذات الهامش المرتفع. وهي تتمتع باحتمالات نمو هائلة بالنظر إلى الميزات الديموغرافية الكبيرة وارتفاع مستوى انتشار منتجاتها. إلا أن معظم البنوك تقدم عروض منتجات غير مميزة، وخدمات ضعيفة للعملاء، وتعاني المبيعات من مشاكل في الكفاءة. ويتطلب النجاح في هذا السوق تطوير عروض مميزة ومتخصصة حسب القطاعات، وتنظيم وتبسيط تطوير المنتجات من أجل تعزيز الابتكار وتصميم عمليات أكثر كفاءة. وبالإضافة لذلك يجب الاهتمام بتعديل التسويق والعروض الاستهلاكية بحيث تناسب متطلبات الشريعة الإسلامية، مع إعادة التفكير في نماذج الأعمال الحالية. يضم السوق أصولاً قيمتها 175 مليار دولار أميركي تبلغ إيراداتها نحو 20 مليار دولار. وبالنظر إلى معدل النمو السنوي المتوقع للفترة المقبلة وهو 22% فإن إجمالي الأصول مرشح لتجاوز 470 مليار دولار أميركي بحلول العام 2012 بينما سترتفع الإيرادات إلى 50 مليار دولار.

وستقوم أوليفر وايمان بنشر الجزء الثاني، وهو بعنوان: "المرحلة التالية في التمويل الإسلامي: إعادة تعريف نموذج العمل" في وقت لاحق هذا العام، حيث سيبحث في أهم التحديات في مجال إدارة المخاطر وإدارة الميزانيات وتقنية المعلومات والعمليات التي يواجهها أقطاب القطاع والقادمون الجدد على السواء مع تطور السوق.


 

© 2009 تقرير مينا(www.menareport.com)