أنهت غالبية أسواق الأسهم والسلع العالمية العام 2012 على ارتفاعات جيدة، بالرغم من الاضطرابات الاقتصادية القاسية التي شهدها العالم، سواء ما يتعلق بأزمة الديون الأوروبية التي ظلت مصدر قلق المستثمرين حول العالم طوال العام، أو ما يتعلق بالمخاوف من الهاوية المالية في الولايات المتحدة والتي شغلت الأسواق خلال الشهرين الأخيرين من العام المنتهي.
وجاء الارتفاع الاجمالي كحصيلة لتداولات العام 2012 في غالبية الأسواق العالمية، على الرغم من الاضطراب الملموس الذي شهدته الأسواق في الأيام الأخيرة من العام عندما تراجعت الآمال بأن يتوصل الجمهوريون والديمقراطيون في الولايات المتحدة الى اتفاق بشأن "الهاوية المالية"، وهو الاضطراب الذي تسبب أيضاً بهبوط كبير ومفاجئ في أسعار الذهب قبل نحو أسبوعين فقط من نهاية العام.
وبحسب البيانات التي جمعتها "العربية.نت" فان كافة الأسواق الرئيسية في العالم سجلت ارتفاعات جيدة خلال العام 2012، باستثناء النفط الذي انهى عامه منخفضاً بنسبة 6.47%، وهو الانخفاض الذي يبدو بأنه راجع الى المخاوف التي سادت بشأن "الهاوية المالية" والتي شكلت ضغطاً قوياً على النفط، الذي سرعان ما عاد الى تسجيل ارتفاعات قوية في أول جلسات التداول خلال العام الجديد 2013.
وأنهى مؤشر "داو جونز" الأمريكي عامه على ارتفاع اجمالي بنسبة 9.78%، مقارنة ببداية العام 2012، أما مؤشر "أس أند بي 500" الذي يقيس أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية فارتفع بنسبة 14.5%، فيما ارتفع "ناسداك" بنسبة 19.47% ليكون بذلك الأكثر ارتفاعاً من بين المؤشرات الأمريكية.
وسجلت أسواق آسيا ومؤشراتها ارتفاعات جعلتها من بين الأفضل أداءاً على مستوى العالم، حيث قفز "نيكاي" الياباني بنسبة 22.94% مع نهاية العام 2012، بينما ارتفع مؤشر "هانج سينج" في هونج كونج بنسبة 23.29%، وارتفع مؤشر شنغهاي الصيني بنسبة 7.55%.
ورغم استمرار أزمة الديون السيادية التي تجتاح القارة الأوروبية الا أن أسواق الأسهم الرئيسية سجلت ارتفاعات جيدة، بل سجل مؤشر "داكس" الألماني واحداً من أعلى الارتفاعات في العالم، وسجل الأداء الأفضل من بين الأسواق الرئيسية في العالم، حيث ارتفع خلال العام 2012 بنسبة 26.14%، بينما ارتفع "فوتسي 100" البريطاني بنسبة 5.75% خلال العام المنتهي.
وفي الوقت الذي تشير فيه كافة البيانات الى تحسن في غالبية الأسواق، وارتفاع في شهية المستثمرين نحو الاستثنمارات ذات المخاطر العالية، فان الذهب الذي يعتبر الملاذ الآمن للأموال والاستثمارات مقارنة مع الأسهم والسلع الأخرى، واصل هو الآخر ارتفاعه، وهو الارتفاع المستمر للعام العاشر على التوالي.
وأنهى الذهب عام 2012 على ارتفاع بنسبة 7%، وذلك على الرغم من الانخفاض الحاد الذي شهدته اسعار المعدن الأصفر خلال شهر ديسمبر الماضي، أي في الأسابيع الأخيرة من العام المنتهي.
ويسجل الذهب ارتفاعاً بنسبة 7% في العام 2012 مقارنة مع ارتفاع بلغت نسبته 10.1% خلال العام 2011، وارتفاع بلغت نسبته 27.1% خلال العام 2010، وهو ما يدل على أن رغبة المستثمرين في التمسك بهذا الملاذ الآمن تتقلص تدريجياً، في مؤشر مهم على تحسن في المزاج العام للمستثمرين، ورغبة في العودة الى الأسواق التقليدية.
وتمثل هذه الأرقام في عمومها مؤشراً مهماً على التحسن الكبير الذي يطرأ على الاقتصاد العالمي والقدرة على تجاوز الأزمات التي مر ويمر بها الاقتصاد، بما في ذلك أزمة ديون منطقة اليورو وتداعياتها على العالم.