بلغ حجم الاستثمارات الإيرانية في سوريا نحو 500 مليون دولار، فيما يبلغ حجم التبادل التجاري نحو 100 مليون دولار وكانت سوريا وإيران أعلنتا أخيراً العمل على زيادة حجم التبادل التجاري، وقيمة الاستثمارات إلى أكثر من 5 مليارات دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة.
كما سيشهد بداية العام المقبل بدء العمل في معمل السيارات السوري الإيراني، ومعمل الزجاج في اطار خطة أوسع نطاقاً لزيادة حصة الاستثمارات الإيرانية في السوق السورية.كما تنوي شركات إيرانية الاستثمار في مشروعات كهرباء جديدة في سوريا والتعاون في مجال انتاج معدات التصنيع التي تحتاج إليها المنظومة الكهربائية السورية، وتبادل الخبرات في مجال تشغيل وصيانة محطات التوليد وشبكات النقل والتوزيع. وبلغ حجم العقود الإيرانية التي تم توقيعها حتى الآن لتنفيذ مشروعات كهرباء في سوريا نحو 80 مليون دولار.
وتشارك سوريا في مشروع الربط السداسي الكهربائي مع تركيا والعراق، وتقوم إيران بتنفيذ مشروعات الكهرباء مع تركيا والعراق بما يفيد مستقبلاً في تأمين التبادل الكهربائي بين سوريا وإيران مباشرة عبر الشبكات الكهربائية المربوطة. ونظراً لامتلاك إيران امكانات كبيرة للاستثمار، ورأس المال الايراني يبحث على مجالات الاستثمار ولديه الخبرات خصوصاً في مجال المعدات الثقيلة وصناعة الزجاج يلاحظ تزايد اهتمام المستثمرين الإيرانيين بالسوق السورية التي يتوقع ان تكون إحدى أكثر الأسواق نمواً في المرحلة المقبلة، جراء الانفتاح والاندماج بالأسواق العالمية.
ويبدو التوجه السوري اليوم لإقامة منطقة تجارة حرة مع إيران توجهاً استراتيجياً جيداً، إذ لا بد ان يتكامل التوجه نحو السوق العربية إلى التوجه نحو السوق الاقليمية لتوسيع قنوات انتشار السلع السورية، لكن في الوقت ذاته سيخلق ضغوطاً اضافية جديدة على الاقتصاد السوري، باعتبار ان الصناعة الإيرانية منافس قوي للصناعة السورية. وفي السياق نفسه يرى الدكتور علي كنعان مدير المصرف الصناعي ان إيران لديها مجموعة من الصناعات المتميزة، خصوصاً صناعة المعادن الثقيلة وهي صناعة غير متوافرة في سوريا، وبالتالي فإن إمكانية المتاجرة قائمة بين سوريا وإيران ولا سيما أن سوريا تحصل على مزايا من خلال التعاون مع إيران كتخفيض الأسعار والصيانة المريحة، وقطع التبديل. فربما يكون هناك مصلحة واضحة وحقيقية لسوريا بالتعاون مع إيران فيما يخص الصناعات الثقيلة، كذلك فيما يخص الصناعة الأخرى كالزجاج أيضاً وإيران لديها تميز أيضاً في صناعة الحديد والصلب والمعامل الإيرانية لديها شهرة عالمية في هذا المجال مما يتيح لسوريا الاستفادة منها.
وقال د. كنعان، وكما ذكرت صحيفة الخليج الإماراتية،:" إلى ان التعاون بين سوريا وإيران يخدم البلدين ولا اعتقد انه سيحقق منافسة أو يؤثر في كلا الصناعات، لذلك من المصلحة المشتركة اقامة علاقات اقتصادية وتشجيع الاستيراد والتصدير بشكل خاص، وتنمية الاستثمارات، وبدلاً من ان تتوجه الاستثمارات الايرانية إلى دول أخرى أجنبية يصب التعاون في مجال الاستثمارات في مصلحة البلدين". ولمواجهة سوريا للمنافسة الاقليمية دعا د. كنعان إلى اعادة صياغة هيكلية الاقتصاد السوري من خلال التعويم، فتح الأسواق، الاستثمارات، ليندمج الاقتصاد السوري مع العالمي، وإلا فبماذا سنتميز إذا بقي اقتصادنا مغلقاً بهذه الطريقة، اضافة إلى ضرورة اقامة علاقات باستثمارات عربية وأجنبية والاستفادة من خبراتها وخلق كوادر ادارية استثمارية قادرة على التأقلم مع الظروف الدولية في المستقبل.
جدير بالذكر أنه بمطلع هذا العام وقع مجلس الوزراء السوري على خمس مذكرات تفاهم بين سورية وإيران تتناول مجالات الصناعه والاشغال العامة والتعمير والنفط والثروة المعدنية والاتصالات وتقنية المعلومات والتعاون السياحي.
ووقع رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري والنائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا عارف على بروتوكول اعمال اللجنة العليا السورية الإيرانية. وقال العطري في كلمة بمناسبة التوقيع "ان وجهات النظر متفقة في اتخاذ المواقف المناسبة ازاء الأحداث والمستجدات التي تشهدها المنطقة وخاصة فيما يتعلق بادانة اساليب التهديدات والاتهامات التي تطلقها هذه الجهة أو تلك ضد سورية وإيران". واكد أن سورية وإيران "سوف تمضيان في مواصلة تعميق تعاونهما الثنائي والعمل المشترك في جميع المجالات والميادين". من جهته؛ أعرب المسؤول الإيراني عن امله في "تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين لتصل إلى مستوى العلاقات السياسية". (البوابة)