قدم العضو العربي في البرلمان الإسرائيلي ( الكنيست ) محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير، اقتراحا لجدول اعمال الكنيست حول التقارير التي نشرت حول ازدياد البطالة في إسرائيل وازدياد نسبة الاطفال تحت خط الفقر. وقال بركة :" ان تباهي وزير المالية الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بتحسن الوضع الاقتصادي هو سابق لأوانه ومبالغ فيه وفي الحقيقة بعيد كل البعد عن ارض الواقع". وتابع :" صحيح ان البورصة مزدهرة، واحد الاسباب لهذا الازدهار هو تحويل اموال صناديق التقاعد اليها ولكن 90% من رأس المال الذي يدار هناك تابع لقلة من اصحاب رأس المال وهنالك ايضا انتعاش في سوق التكنولوجيا ولكن من يستفيد من هذا الانتعاش هم اصحاب الشهادات العليا والمناسبة لهذا المجال".
واشار بركة الى تقرير بنك إسرائيل الذي صدر مؤخرا والذي كشف عن الفشل الاساسي في السياسة الاقتصادية لهذه الحكومة حيث كان واضحا ان هناك ازديادا في الفوارق الاجتماعية في إسرائيل والنمو الاقتصادي يخدم من هم بكل الاحوال منتعشون اقتصاديا وبالمقابل فان الاغلبية الساحقة من المواطنين لا تجد الامكانيات الاقتصادية المناسبة من اجل العيش باحترام. وقال بركة :" ان ادعاء نتنياهو بان الغنى يصل في نهاية الامر الى كافة طبقات المجتمع مناقض تماما للواقع الاقتصادي الحالي في إسرائيل لانه بحسب تقرير دائرة الاحصاء المركزية فانه في فترة النمو الاقتصادي وفي فترة الركود فان الارباح تنصب في جيوب مجموعة صغيرة من المواطنين".
وأكد بركة، وكما ذكرت صحيفة الحياة الجديدة الفلسطينة، ان هذه الحكومة لا توفر اماكن العمل ما يؤدي الى ازدياد البطالة بطبيعة الحال وكل ما تقوم به هو الاهتمام برفاهية طبقة معينة ليست بحاجة الى هذا الاهتمام. اما بالنسبة للوسط العربي فقال بركة :" ان تقرير دائرة الاحصاء المركزية يؤكد بان الوسط العربي يعاني من سياسة التمييز الموجه من قبل الحكومة ومؤسساتها في كافة المجالات، فالبطالة في ارتفاع دائم، والفقر والضربات الاقتصادية القاسية التي يتضرر العرب منها بصورة كبيرة عدا عن الظواهر التي تتعلق بهذه الامور مثل ازدياد العنف والارتفاع في نسبة الوفيات بين اطفال العرب التي تصل الى نسب مضاعفة من النسب في الوسط اليهودي وهذا ما يسمى ابرتهايد".
ويستدل من معطيات تقرير رسمي صدر عن دائرة الاحصاء المركزية في اسرائيل ان الفجوة بين اليهود والعرب الفلسطينيين في اسرائيل لم تتقلص، بعد 56 عاما من قيام الدولة العبرية، لا بل تعمقت في مختلف المجالات. وحسب التقرير تعتبر الاقلية العربية في الداخل الفلسطيني اكثر فقرا من اليهود حيث يتقاضي الفرد رواتب اعلي من تلك التي يتقاضاها العرب، ويحظي بخدمات تعليم وثقافة تضاعف تلك التي يحصل عليها العرب. ويعتمد التقرير علي معطيات تم جمعها بين عام 1991 و2001، ويشير التقرير الي اتساع ظاهرة الفقر بين الأولاد العربفي مناطق الـ48 خلال العقد الاخير، حيث يستدل من معطيات العام 1998 علي سبيل الذكر لا الحصر ان 43 بالمئة من الاولاد العرب كانوا يعيشون تحت خط الفقر، مقابل 16 بالمائة فقط من الاولاد اليهود.
وتفاقم الوضع في عام 2000، بين الوسطين اليهودي والعربي، لكنه في الوقت الذي ارتفعت فيه نسبة الاولاد الفقراء في الوسط اليهودي من 16 بالمئة الي الي 17.2 بالمئة فقد ارتفعت في الوسط العربي من 43 بالمائة الي 52 بالمئة، ما يعني ان اكثر من نصف الاولاد العرب في الداخل باتوا يعيشون تحت خط الفقر. يشار إلى ان المدير العام لمؤسسة التأمين الوطني في اسرائيل، كان قد اعلن مؤخرا، ان 40 الف ولد اسرائيلي انضموا عام 2003 الي دائرة الفقر. ورغم اعتراف معد التقرير بالفارق الكبير بين الحد الادني للاجور التي يحصل عليها المواطنون العرب مقارنة مع الاجور في الوسط اليهودي، والفارق في الخدمات، الا انه يدعي ان سبب ازدياد نسبة الفقر بين الاولاد العرب يرجع الي كثرة الانجاب اضافة الي وجود نسبة كبيرة من العائلات التي تعتاش علي مدخول واحد. ( البوابة)