ليبيا تحضر اجتماع «أوبك» بصادرات هزيلة

تاريخ النشر: 11 يونيو 2014 - 10:52 GMT
منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)
منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)

قد يكون حضور ليبيا اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، اليوم الأربعاء، من قبيل الغرائب لمؤرخي المنظمة، فهذه المرة تأتي إحدى الدول الأعضاء وجعبتها شبه خالية من أي نفط يمكن بيعه.

وفي الوقت الذي تعاني فيه ليبيا من أسوأ أزمة تعيشها منذ الحرب الأهلية التي أطاحت معمر القذافي عام 2011، باتت أجواء التشاؤم تحل محل الحديث المبكر عن الاستئناف السريع للإنتاج، لتستمر أوبك في خسارة أكثر من مليون برميل يومياً من إمداداتها.

وقال وزير النفط الليبي، عمر الشكماك، لدى وصوله إلى فيينا، أمس الأول، لحضور الاجتماع: «إن الإنتاج يقل عن 200 ألف برميل يومياً، وهو ما يمثل جزءاً ضئيلاً من 1.6 مليون برميل، كانت تنتجها بلاده يوميا قبل اندلاع الصراع في 2011».

 وذكر تشارلز جوردون، العضو المنتدب لدى ميناس للخدمات الاستشارية، «لن تتمكن الحكومة من التصدير بشكل طبيعي حتى تحكم سيطرتها على الأمور، من المستبعد أن يزيد إنتاج النفط الليبي بصورة كبيرة خلال الأشهر الستة المقبلة».

وساهم غياب النفط الليبي تقريباً عن الأسواق العالمية في استقرار أسعار النفط داخل نطاق ضيق حول 110 دولارات للبرميل، وهو مستوى مريح لأوبك. ويتوقع عدد قليل من المحللين أن تغير المنظمة المستوى المستهدف لإنتاجها لبقية العام. وأغلق مسلحون مرافئ وحقول النفط الرئيسية في ليبيا منذ الصيف الماضي، الأمر الذي قلص الإنتاج بشدة.

وسحبت شركات النفط الأجنبية موظفيها، وجمدت أنشطة التنقيب، بينما تحول مستوردو النفط الليبي في أوروبا إلى موردين آخرين، بحثاً عن إمدادات أكثر استقراراً.

ولقي قرار المحكمة العليا الليبية، أمس الأول، بعدم دستورية انتخاب المؤتمر الوطني العام (البرلمان) لأحمد معيتيق رئيساً للوزراء ترحيباً من مسلحين، يسيطرون على ميناءي الصدر وراس لانوف، أكبر مرفأين لتصدير النفط في ليبيا، وهو ما يعزز الآمال بقرب التوصل إلى اتفاق لإعادة فتح منشآت التصدير الرئيسة.

ويقول مسؤولون في المؤسسة الوطنية للنفط الليبية: «إنه سيكون من الصعب تحديد حجم الأضرار التي ألحقها الإغلاق بالبنية التحتية النفطية بالفعل أو الفترة المطلوبة للعودة إلى الطاقة الإنتاجية قبل الحرب».

ولا يزال بوسع ليبيا ضخ ما يزيد على مليون برميل يومياً، لكن مصطفى صنع الله، الرئيس الجديد للمؤسسة الوطنية للنفط، قال: «إنه سيتم زيادة الصادرات تدريجياً، وبالتعاون مع أوبك».

وفي مؤتمر عقد في لندن الشهر الماضي، ركزت المناقشات على خطط إصدار قانون جديد للنفط، وتعزيز الإنتاج، وتحديث خطوط الأنابيب، متجاهلة حقيقة أن الدولة لا يمكنها حتى ضمان تدفق الخام.

وقال إيريك أودينوت، من مجموعة بوسطن للخدمات الاستشارية: «إنه سوق يصعب كثيراً التنبؤ بتحركاته، ليس بمقدور أي شخص حقاً أن يضع استراتيجية لليبيا، في وقت لا تشهد فيه أي استقرار بالمرة».