"أوبك": خفض الإنتاج قد يقود السوق إلى التوازن

تاريخ النشر: 02 مايو 2017 - 07:47 GMT
 تراجعت أسعار النفط لأقل من 52 دولارا للبرميل أمس
تراجعت أسعار النفط لأقل من 52 دولارا للبرميل أمس

أكد تقرير "شيب آند بونكر" الدولي المعني بالشحن والمخزونات النفطية، أن اتفاق خفض الإنتاج الذي تقوده منظمة أوبك بالتعاون مع المنتجين المستقلين هو اتفاق جيد وسيقود إلى توازن السوق تدريجيا، مشيرا إلى أن المشكلة التي حدثت عقب التوصل إلى الاتفاق هي المبالغة في تقديرات تأثير الاتفاق في استعادة التوازن، وهو ما أدى بدوره إلى قلق وإحباط محدود في السوق، نظرا لأن النتائج جاءت أقل من التوقعات في النصف الأول من العام.

ووصف التقرير الدولي "أوبك" بأن المنظمة بين "المطرقة والسندان"، حيث تحاول تحقيق توافق وإجماع بين كل المنتجين على قبول وتنفيذ مد العمل باتفاق خفض الإنتاج، لكنها تدرس بعناية في المقابل تأثيرات ذلك في توازن السوق، خاصة أن هناك في المقابل حالة "تربص" من الإنتاج الأمريكي الذي يسعى إلى اغتنام أي فرصة لحصد المكاسب والأرباح عن طريق الزيادة الإنتاجية التعويضية الواسعة التي يضخها في السوق. 

وفي السياق، طالب تقرير "أويل برو" الدولي المتخصص في قطاع النفط والغاز، بإجراء تفاهمات جديدة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بشأن صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، مشيرا إلى أن روسيا تواجه في هذه المرحلة تحديات نضوب حقولها القديمة التي تمكنها

من توفير إمدادات رخيصة من الغاز تتفوق مؤقتا على صادرات الغاز المسال الأمريكي من حيث التكلفة، لكن على المدى الطويل قد يعود الإنتاج الأمريكي إلى التفوق.

وحذر التقرير من أنه في المستقبل القريب قد لا يكون الغاز الروسي أرخص موارد الغاز المتاحة للتصدير، إضافة إلى الصعوبات الاقتصادية والعقوبات المفروضة على روسيا التي قد تؤثر بشكل كبير في صادرات النفط والغاز، مشيرا إلى أن هذه الصعوبات ستصل ذروتها بعد عام 2020. 

وأشار التقرير إلى أن انتهاء عصر الغاز الروسي الرخيص ليس مسألة داخلية في روسيا، لكنها ستنتج آثارا في الخارج وستغير كثيرا في ظروف ومعالم سوق الطاقة في العالم في المستقبل القريب.

وفى سياق متصل، استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على تسجيل انخفاضات سعرية وسط حالة من القلق في السوق من جدوى خفض دول "أوبك" والمستقلين مستويات إنتاجهم، دعما للأسعار وللتعجيل باستعادة التوازن والاستقرار في السوق.

وما زالت السوق تواجه ضغوطا حادة نتيجة زيادة الإنتاج الأمريكي واستمرار نمو عدد المنصات والحفارات النفطية الأمريكية، وجاء ذلك متواكبا مع بيانات سلبية عن الاقتصاد الصينى، ما جدد المخاوف بشأن مستويات الطلب على النفط الخام وقاد الأسعار إلى انخفاضات جديدة.

وفى هذا الإطار، قال لـ "الاقتصادية" الدكتور امبرجيو فاسولى؛ مدير مركز دراسات الطاقة في مدينة لوزان السويسرية، "إن الاجتماع الوزاري لمنظمة أوبك في 25 مايو الجاري، سيكون اجتماعا مفصليا لمراجعة أوضاع سوق النفط وتقييم سياسات منظمة أوبك في الفترة الماضية، خاصة فيما يتعلق بفرص تمديد الاتفاق"، مشيرا إلى أن أغلب التوقعات الدولية تشير إلى أن مشكلة فائض المخزونات قد يكون مرجحا التغلب عليها بحلول نهاية العام الجاري إذا تم مد وتوسعة اتفاق خفض الإنتاج. 

وأشار إلى أن البيانات السلبية عن الاقتصاد الصيني زادت من وطأة الضغوط على الأسعار، بسبب الشكوك والمخاوف المتعلقة بمستويات الطلب، إضافة إلى ضغوط زيادة الإنتاج الأمريكي واستمرار ارتفاع المخزونات، منوها بأن توافق المنتجين على مد العمل باتفاق خفض الإنتاج هذا الشهر، سيدعم الأسعار وسيعزز حالتي التفاؤل والثقة بتعافي السوق والتغلب على تخمة المعروض وفائض المخزونات.

من جانبه، قال لـ "الاقتصادية" ماركوس كروج؛ كبير محللى شركة "ايه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، "إن هناك حاجة إلى اتفاقات للتنسيق والتعاون بين المنتجين التقليديين ومنتجي النفط والغاز الصخريين في الولايات المتحدة، خاصة بعد قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترمب الأخيرة، التي فتح فيها الباب على مصراعيه أمام التنقيب واستكشاف النفط والغاز في الحقول البحرية في عديد من المناطق التي كانت محظورة سابقا".

وأشار إلى أن الغاز المسال الأمريكي يسعى إلى إزاحة إمدادات خطوط أنابيب الغاز الروسية إلى دول الاتحاد الأوروبي، ويعتمد على وفرة الإنتاج من الحقول الصخرية ويسابق الزمن لتخفيض تكاليف الإنتاج وزيادة القدرة التنافسية، منوها بالحاجة إلى تغليب التنسيق بين المنتجين حتى لا تسقط السوق مجددا في فخ الصراع على الحصص السوقية وحرق الأسعار.

من ناحيته، أوضح لـ "الاقتصادية" مايكل تورنتون؛ المحلل في "مبادرة الطاقة الأوروبية"، أن اتفاق خفض الإنتاج الذي قادته "أوبك" نجح بالفعل في خلال الأشهر القليلة الماضية في علاج مشكلة المخزونات النفطية البحرية وهو يدل على أن الاتفاق فعال ويسير في الاتجاه الصائب، مشيرا إلى أن المخزونات التقليدية من المشكلات التي تحتاج إلى مزيد من الوقت والجهد لعلاجها، ويجب أن تحافظ السوق على حالة الثقة والتفاؤل والتمسك بالعمل المشترك والتنسيق الكامل سواء على مستوى المنتجين أو مع المستهلكين أيضا.

وأشار إلى وجود توقعات إيجابية واسعة للأسعار أن تصل إلى 60 دولارا للبرميل بنهاية العام بشرط تمديد اتفاق خفض الإنتاج وتوسعته، منوها بتقديرات هيئة أبوظبي للاستثمار التي حذرت من هبوط الأسعار إلى 40 دولارا في حال عدم تمديد الاتفاق واستمرار وفرة الإنتاج الأمريكي.

من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار النفط لأقل من 52 دولارا للبرميل أمس، متأثرة بزيادة إنتاج النفط الخام الأمريكي وأنشطة الحفر في الولايات المتحدة، وهو ما طغى على تخفيضات الإنتاج التي تقودها "أوبك" في مسعى للتخلص من تخمة المعروض العالمي.

وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة يوم الجمعة، "إن شركات إنتاج النفط الأمريكية أضافت تسع منصات حفر جديدة في الأسبوع المنتهي يوم 28 نيسان (أبريل)، ما يرفع العدد الإجمالي إلى أعلى مستوى منذ نيسان (أبريل) عام 2015"، فيما أظهرت بيانات حكومية أن إنتاج الخام في الولايات المتحدة بلغ أعلى مستوى له منذ آب (أغسطس) 2015. 

وبحلول الساعة 0907 بتوقيت جرينتش انخفض خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة تسليم تموز (يوليو) 33 سنتا إلى 51.72 دولار للبرميل. وتراجع الخام الأمريكي في عقود حزيران (يونيو) 27 سنتا إلى 49.06 دولار للبرميل.

وواجهت الأسعار ضغوطا أيضا بعدما أظهر مسح رسمي يوم الأحد الماضي، أن نمو قطاع الصناعات التحويلية الصيني تباطأ بوتيرة أسرع من المتوقع في نيسان (أبريل) وهو ما قد يؤثر سلبا في آفاق الطلب على النفط.

وتجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" والمنتجون المستقلون يوم 25 أيار (مايو) لمناقشة تمديد اتفاق خفض الإنتاج. ويدعم أعضاء "أوبك" ومن بينهم السعودية تمديد اتفاق خفض الإنتاج في ظل استمرار ارتفاع المخزونات وتراجع الأسعار إلى نصف مستواها في منتصف عام 2014.

وشهدت أسعار النفط الخام تداولات ضعيفة خلال الجلسة الآسيوية أمس، وذلك بعد تراجع بيانات القطاع الصناعي في الصين ما يعكس تراجع الطلب على الطاقة ليؤثر بالسلب في أسعار النفط الخام.

وتداولت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي عند المستوى 49.25 دولار للبرميل بعد أن سجل أعلى مستوى عند 49.27 دولار للبرميل، بينما قد افتتح جلسة الإثنين عند المستوى 49.16 دولار للبرميل وكان قد سجل أدنى مستوى عند 49.12 دولار للبرميل. 

وعمل ضعف القطاع الصناعي في الصين على الحد من فرص ارتفاع أسعار النفط الخام، على الرغم من تزايد التوقعات بإمكانية توصل منظمة الأوبك إلى تمديد اتفاق خفض معدلات الإنتاج خلال النصف الثاني من العام.

من جهة أخرى، تبقى أسعار النفط الخام متأثرة بارتفاع المخزونات من النفط، إضافة إلى ارتفاع معدلات الإنتاج من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يحد من تحركات النفط الخام منذ الأسبوع الماضي.

 وشهد الدولار ارتفاعا الإثنين، ما زاد من الضغط السلبي على مستويات النفط الخام في ظل العلاقة العكسية بينهما.
من جانب آخر، قامت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" بحجب أسعار سلتها أمس بسبب الاحتفال بعيد العمال.

اقرأ أيضًا:
 
مع انضمام روسيا إلى "أوبك" في خفض الإنتاج... أسعار النفط تستقر.. لكن إلى متى؟

قيود إنتاج "أوبك" ستتفوق على إنتاج النفط الصخري

تحرك «أوبك» لاحتواء الخلافات يرفع النفط 4 % في يوم

أوبك: 48.84 دولار سعر برميل النفط اليوم



الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن