في وقت ارتفعت أسعار النفط إلى ذروة 5 شهور بفعل عوامل مختلفة منها الخفوضات التي تقوم بها منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) والمنتجين من خارجها، أكدت كلّ من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على مسار التوازن الذي بدأ بالتحقق في الأسواق.
وقال وزير الطاقة والصناعة الإماراتي ورئيس الدورة الحالية لـ "منظمة الدول المصدرة للبترول" (أوبك)، إن المنظمة وحلفاءها يحققون التوازن في سوق النفط، مضيفاً خلال مؤتمر للطاقة في دبي أن "أوبك وأوبك+ سيبذلون دوماً كل ما هو ضروري للوصول إلى التوازن في السوق"، متوقعاً "تسجيل أرقام جيدة لمستوى الالتزام بخفوضات الإنتاج في ديسمبر".
من جهته، اعتبر وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أن أسواق النفط العالمية "تسير في الاتجاه الصحيح" خلال السنة الجارية، وبالتالي "لم تعد هناك حاجة لكي تزيد السعودية خفض إنتاجها النفطي بأكثر من المتفق عليه مع حلفائها".
وأضاف أن "أوبك+" مازالت متمسكة بالعمل على خفض الفائض في أسواق النفط العالمية" والذي يتراوح حالياً بين 70 و80 مليون برميل يومياً.
ومن المقرر أن تعقد دول "أوبك+" اجتماعاً "مهماً" في مايو المقبل لتقويم أوضاع السوق. وقال الفالح إن "من السابق لأوانه" القول إن الاجتماع سيقرر تمديد خفض النفط الذي ينتهي رسمياً نهاية يونيو المقبل. ولفت إلى أن مخزونات النفط مازالت أعلى من المتوسط لكن السوق تتجه صوب إعادة التوازن.
وفي سياق متصل، لمّح كيريل ديميترييف، أحد أبرز المسؤولين الروس تأييداً لاتفاق المعروض مع "أوبك"، اليوم الاثنين، إلى أن روسيا تريد زيادة إنتاج النفط عندما تجتمع مع "أوبك" في يونيو نظراً إلى تحسن أوضاع السوق وتراجع المخزونات.
وكان ديميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الحكومي الروسي، أول مسؤول روسي توقع إبرام اتفاق مع "أوبك" في 2016، وأصبح منذ ذلك الحين مدافعاً رئيسياً عن الاتفاق على رغم ضغوط بعض شركات النفط المحلية للتخلي عنه.
واعتبر ديميترييف أن خفوضات الإنتاج قد لا تكون ضرورية بعد يونيو، لافتاً إلى أن "من الممكن جداً في ضوء تحسن وضع السوق وتراجع المخزونات، أن تقرر (أوبك+) التخلي عن خفوضات المعروض وبالتالي زيادة الإنتاج".
وأضاف أن "هذا القرار لن يعني نهاية الاتفاق بل سيكون تأكيداً على استمرار المشاركين في تنسيق الجهود عندما يكون من المهم ليس الخفض فحسب بل زيادة الإنتاج وفقاً لأوضاع السوق".
وفي السياق، ارتفعت أسعار النفط لأعلى مستوى منذ نوفمبر 2018 اليوم الإثنين مدفوعة بخفوضات الإنتاج الحالية التي تطبقها "أوبك" والعقوبات الأميركية على إيران وفنزويلا، فضلاً عن بيانات الوظائف القوية في الولايات المتحدة.
وبحلول الساعة 07.16 بتوقيت جرينتش، سجّل خام القياس العالمي "برنت" 70.62 دولار للبرميل، مرتفعاً 28 سنتاً أو نحو 0.4 في المئة عن آخر سعر إغلاق.
وازداد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.5 في المئة إلى 63.39 دولار للبرميل. وسجل الخامان أعلى مستوى لهما منذ نوفمبر عند 70.76 و63.48 دولار على الترتيب في التعاملات المبكرة اليوم.
ولدعم الأسعار، اتفقت "أوبك" مع منتجين من خارجها على خفض الإمدادات بواقع 1.2 مليون برميل يومياً هذه السنة.
وقال حسين سيد كبير خبراء استراتيجية السوق في شركة السمسرة "اف اكس تي أم" إن "خفوضات إنتاج أوبك الحالية والعقوبات الأميركية علي إيران، كانا المحركين الرئيسيين للأسعار على مدار السنة".
اقرأ أيضًا:
«أوبك»: 3 دول تتحكم في 40 % من الإنتاج النفطي العالمي
تحالف "أوبك +" يتطلع لانضمام أعضاء جدد إلى اتفاق خفض إنتاج النفط