رصد التقرير الشهري لمنظمة "أوبك" عن شهر حزيران (يونيو) الجاري عديدا من التطورات والتحركات في أسعار النفط الخام، لافتا إلى ارتفاع سلة "أوبك" المرجعية بنحو 8.5 في المائة عن الشهر السابق، حيث سجلت 74.11 دولار للبرميل كما ارتفع خام برنت بنسبة 7.4 في المائة في الفترة نفسها.
وأوضح التقرير أنه لا تزال السوق مدعومة بتصاعد التوترات الجيوسياسية والهبوط السعري للنفط الخام الأمريكي، مشيرا إلى تراجع الأسعار منذ الحديث قبل أسابيع قليلة عن التسهيل المحتمل لتعديلات الإنتاج.
ولفت التقرير إلى اتساع انتشار خام غرب تكساس الوسيط في شهر أيار (مايو) الماضي، بسبب زيادة الإمدادات الأمريكية على الرغم من الارتفاع في أسعار النفط الخام، مؤكدا تراجع خام برنت بشكل ملحوظ وظل خام غرب تكساس الوسيط دون تغيير.
وتوقع التقرير نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي عند 3.8 في المائة لعام 2018 بعد نمو مماثل قدره 3.8 في المائة في عام 2017، مشيرا إلى أن توقعات النمو في الولايات المتحدة لم يتغير عن الشهر السابق عند 2.7 في المائة، بعد نمو بنسبة 2.3 في المائة في عام 2017.
وفيما يخص الطلب العالمي على النفط، قال التقرير إن نمو الطلب العالمي على النفط ظل في عام 2017 دون تغيير عند 1.65 مليون برميل يوميا ليصل إلى 97.20 مليون برميل يوميا دون تغيير عن السعر السابق، مشيرا إلى أنه فى الشهر السابق ظل نمو الطلب المتوقع على النفط دون تغيير.
وتقدر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مستوى نمو الطلب العالمي على النفط بـ 1.65 مليون برميل يوميا في الوقت الحالي.
ومن المتوقع أن ينمو استهلاك منظمة التعاون والتنمية بمقدار 0.40 مليون برميل في اليوم في عام 2018.
كما توقع التقرير نمو الطلب في دول غير الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بنسبة 1.27 مليون برميل يوميا.
وفيما يتعلق بإمدادات النفط العالمية أشار التقرير إلى نمو الإمدادات من خارج "أوبك" في عام 2017 وبالنسبة لعام 2018، وتم تعديل إجمالي العرض من خارج "أوبك" بنحو 0.13 مليون برميل يوميا.
وبشأن أسواق المنتجات وعمليات التكرير قال التقرير، إن أسواق المنتجات في الولايات المتحدة أظهرت أداء إيجابيا في أيار (مايو) مع مكاسب في جميع أنحاء أنشطة التكرير.
وأضاف أنه في الولايات المتحدة تحسن الطلب المحلي على البنزين، إلى جانب نواتج التقطير المتوسطة النسبية وزيت الوقود، مشيرا إلى أن السوق دفع هوامش مصافي التكرير إلى ما هو أبعد من أرقام العام الماضي المرتفعة.
وفي أوروبا احتفظت أسواق المنتجات النفطية بالمكاسب التي تحققت في الشهر السابق وشهدت أسعار المنتجات ارتفاعا خلال شهر أيار (مايو) الماضي، وفي الوقت نفسه ضعفت أسواق المنتجات النفطية في آسيا بشكل هامشي بسبب الضغوط من الطلب وارتفاع مستويات المخزونات.
وذكر التقرير أنه في شهر أيار (مايو) الماضي، أظهرت سوق الناقلات بعض التطورات الإيجابية مع ارتفاع أسعار الشحن الفورية في الغالب عبر عدد من الطرق مقارنة بالشهر السابق وكانت المكاسب نسبية، حيث لا تزال عوائد السوق منخفضة تحت ضغط ارتفاع أسعار الوقود.
وبالنسبة لحركات المخزونات أظهرت البيانات أن إجمالي مخزونات النفط التجارية لمنظمة التعاون والتنمية انخفض بنسبة 6.7 مليون برميل يوميا وهو أقل من المتوسط في خمس سنوات بمقدار 26 مليون برميل.
وقال التقرير إن الطلب على نفط "أوبك" قدر بـ 33.1 مليون برميل يوميا في نهاية العام الماضي، وهو أعلى بمقدار 0.7 مليون برميل في اليوم مقارنة بالعام الأسبق، متوقعا أن يبلغ الطلب على نفط "أوبك" 32.7 مليون برميل يوميا فى العام الجاري أي بانخفاض قدره 0.3 مليون برميل يوميا مقارنة بمستوى العام الماضي.
وقالت منظمة أوبك إن ضبابية شديدة تكتنف آفاق سوق النفط في النصف الثاني من العام الحالي على الرغم من أن أرقام المنظمة تظهر تصريف تخمة المعروض العالمي، بما يشير إلى أن المصدرين لن يتعجلوا تخفيف قيود الإنتاج في اجتماع الأسبوع المقبل، وفقا لـ"رويترز".
وتعكف أوبك وروسيا وغيرها من المنتجين خارج المنظمة على خفض إنتاج النفط منذ كانون الثاني (يناير) 2017 للتخلص من فائض المعروض. والهدف الرئيس للاتفاق هو تقليص مخزونات النفط في الدول المتقدمة إلى متوسط خمس سنوات.
وأوضحت أوبك في تقريرها أمس، أن مخزونات تلك الدول انخفضت في نيسان (أبريل) الماضي إلى ما يقل 26 مليون برميل عن متوسط الخمس سنوات. وكانت المخزونات قد بلغت 340 مليون برميل فوق المتوسط في كانون الثاني (يناير) 2017.
ومع وصول أسعار النفط إلى 80 دولارا هذا العام مسجلة أعلى مستوياتها من 2014، تناقش السعودية وروسيا زيادة الإنتاج في أوبك وخارجها. ويجتمع المنتجون في 22-23 حزيران (يونيو) في فيينا لوضع سياسة الإمدادات.
غير أن أوبك كانت حذرة في التقرير بشأن الآفاق لبقية 2018، مشيرة إلى زيادة بوتيرة أسرع من المتوقعة في إنتاج النفط من خارجها وضعف فرص الطلب العالمي.
وقالت المنظمة "في الآونة الأخيرة، فقدت العقود الآجلة للنفط الخام بعض الزخم وسط حالة من الضبابية، مع استعداد المتعاملين لاحتمال عودة مزيد من المعروض إلى السوق.
"وبينما يُظهر الطلب على النفط في الولايات المتحدة والصين والهند احتمالات للصعود، لا تزال المخاطر النزولية التي تحد من تلك الاحتمالات مستمرة".
وقال التقرير إن أعضاء أوبك ما زالوا يخفضون الإنتاج بأكثر من المطلوب بموجب اتفاق الخفض، على الرغم من ارتفاع الإنتاج في أيار (مايو)، وقيام السعودية أكبر مصدر للخام في العالم بزيادة إنتاجها.
وقالت المنظمة إن إنتاجها زاد 35 ألف برميل يوميا إلى 31.87 مليون برميل يوميا. وأبلغت السعودية أوبك بأن إنتاجها ارتفع مجددا ليتجاوز عشرة ملايين برميل يوميا.
اقرأ أيضًا:
أسعار النفط تتأرجح بانتظار اجتماع حاسم لـ "أوبك"
السعودية تبلغ أوبك برفع إنتاجها النفطي في مايو لكن مع بقاء الحصة المستهدفة
العالم ينتظر ميلاد «سوبر أوبك» على يد السعودية وروسيا