أصول الصناديق الاستثمارية الإسلامية العالمية تستقر على 52 مليار دولار أمريكي في عام 2009

تاريخ النشر: 24 مايو 2010 - 09:27 GMT

أظهر التقرير السنوي الرابع للـ "الصناديق والاستثمارات الإسلامية 2010" الذي قدمته إرنست ويونغ اليوم خلال المؤتمر العالمي لصناديق الاستثمار الإسلامية والأسواق المالية، أن مجمل أصول صناديق الاستثمار الإسلامية العالمية بلغت 52.3 مليار دولاراً أمريكياً خلال عام 2009، مستقرة عند نفس المستوى الذي سجلته في عام 2008 (51.4 مليار دولار). أما على الصعيد العالمي، فقد أظهرت الأصول المدارة للصناديق المشتركة العالمية التقليدية، مؤشرات إيجابية على تعافيها بعد المستويات المنخفضة التي وصلت إليها خلال العامين الماضيين، إذ بلغت 22 تريليون دولار في 2009 و19 تريليون دولار في 2008.
ووفقاً لسمير عبدي، رئيس مجموعة الخدمات المالية الإسلامية في إرنست ويونغ الشرق الأوسط: "يعد هذا الاتجاه الذي أظهره التقرير تأكيد على الأفضلية الواضحة للصناديق الاستثمارية الإسلامية العالمية، الأمر الذي يحفّز لتبني استراتيجيات ونماذج تشغيلية متقدمة بما يحقق مستويات جديدة من التوقعات".
وكشف التقرير أيضا أن عام 2009 شهد إطلاق 29 صندوق إسلامي جديد، ما يعوض بشكل ما عن الصناديق الإسلامية التي تمت تصفيتها خلال نفس الفترة، والتي بلغت 27 صندوقاً. وكان إطلاق الصناديق الاستثمارية قد وصل إلى أعلى مستوياته في عام 2007، حيث تم إطلاق 173 صندوقاً. ومنذ ذلك الوقت، شهد إطلاق الصناديق الاستثمارية الإسلامية تراجعاً كبيراً وملحوظاً.
كما أشار عبدي إلى أن مجمل قطاع إدارة الأصول الإسلامية، التي تتضمن الصناديق والحسابات الاستثمارية الإسلامية، يبلغ 292 مليار دولار، إي ما يصل إلى 31.1% من أصول القطاع التي تتمثل أغلبيتها في ودائع المستثمرين لدى المصارف.
حجم الثروة الإسلامية في تزايد مستمر
ويشكل النمو القوي المتواصل للأصول الإسلامية القابلة للاستثمار دعماً مهماً لهذا القطاع. وعلى صعيد متصل، قال أشعر ناظم، رئيس مجموعة الخدمات المالية الإسلامية لإرنست ويونغ في البحرين: "سجلت الثروة القابلة للاستثمار والمتوافقة مع الشريعة الإسلامية نمواً بنسبة 20٪، لتصل إلى 480 مليار دولار في عام 2009، بعد أن بلغت 400 مليار دولار في عام 2008. ولا تزال دول مجلس التعاون الخليجي أكبر مساهم. وهذا يمثل فرصاً كبيرة غير مستغلة للمؤسسات والشركات المحليين والدوليين الذين يمكنهم إدراك احتياجات مستثمريهم المتزايدة وتلبيتها".
تغير أفضليات المستثمرين
شهد عام 2009 تحولاً في استثمارات الصناديق عن فئات الأصول التقليدية، كالأسهم العادية وصناديق الاستثمار العقاري، حيث تم إطلاق فئات أصول جديدة تتضمن صناديق الاستثمار المتداولة المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية وصناديق التحوط. في المقابل، لم يتم إطلاق أية صناديق للتمويل العقاري خلال 2009، مقارنةً مع إطلاق 10 صناديق في عام 2008 و18 صندوقاً خلال عام 2007. كما أدى انعدام ثقة المستثمرين إلى وجود حصة أعلى من الودائع لدى المصارف بدلاً من استثمارها في الصناديق.
نصف صناديق الاستثمار الإسلامية قد لا تحقق ربحية
تقل حصة أكثر من 70% من مدراء صناديق الاستثمار الإسلامية عن 75 مليون دولار أمريكي من الأصول المدارة، في حين تقل حصة 55% من هؤلاء المدراء عن 50 مليون دولار من هذه الأصول. من ناحية أخرى، تراجع معدل الرسوم التي يفرضها مديرو صناديق الاستثمار الإسلامية بنحو 25٪ منذ عام 2006، ومن المتوقع أن يستمر الأداء على هذا المستوى في المستقبل القريب.
وأضاف ناظم: "لا تزال الربحية ترزح تحت ضغط هائل، وخصوصاً بالمنسبة لمديري الصناديق الصغيرة. وأرى أن اللجوء إلى إعادة الهيكلة والاندماج هو الوسيلة الأنسب لتخطي التحديات المستقبلية، وتحقيق مصلحة هذا القطاع على المدى الطويل".
أما المؤسسات والشركات القوية التي تتمتع بأصول مدارة أكبر حجماً وأكثر مرونة للتكيف مع الاحتياجات المالية المتزايدة للمستثمرين فهي قادرة بشكل أفضل على الاستحواذ على حصة أكبر في السوق.
العودة إلى الاستراتيجية
يلاحظ أن معظم مديري صناديق الاستثمار الإسلامية يركزون من جديد على فهم متطلبات مستثمريهم في فترة ما بعد الأزمة. إلى ذلك، قال ناظم: "إن إعادة بناء ثقة المستثمرين هو أمر بالغ الأهمية، وقد أصبح الآن على رأس قائمة أولويات مديري صناديق الاستثمار". وقد بدأت بعض قطاعات المستثمرين تبدي إشارات مبكرة للتعافي الاقتصادي، تنعكس أيضاً في التوجه نحو فئات الأصول التي تنطوي على مخاطر استثمارية أكبر. وقد تراجعت عمليات التخصيص لمنتجات الأسواق النقدية في عام 2009، وهناك تفضيل واضح للعلامات التجارية الأكبر والأكثر رسوخاً في السوق.
وفي الوقت الذي يحاول فيه مديرو الصناديق اكتشاف ما يفضّله المستثمرون من جديد، إلا أن عليهم التركيز على الارتقاء بجودة عروضهم، والابتعاد عن نهج يستند إلى المعاملات فقط، والانتقال إلى حلول أكثر شمولية. ونرى أن كان هناك استثمارات ضخمة في تعزيز البنية التحتية لإدارة المخاطر، واعتماد نماذج عمل أكثر مرونة، ونهجاً متخصصا" للوصول إلى عملاء جدد، بالإضافة إلى إجراء تغييرات جذرية في هياكل التكاليف والرسوم، بما في ذلك المزيد من الشفافية والمكافآت والحوافز. إذ تساعد الأمور السابقة الذكر أيضاً في بناء علامات تجارية أكثر قوّة.
ونوه ناظم إلى إن الأصول الاستثمارية الإسلامية القابلة للاستثمار تشهد نمواً قوياً، وهناك فرصة كبيرة أمام مديري الصناديق الاستثمارية القادرين على التكيف بسرعة مع استراتيجياتهم لتلبية احتياجات العملاء الذين هم أكثر خبرة مما شهدناه في بداية هذا العقد".
وقد تم إعداد تقرير إرنست ويونغ استناداً إلى أكثر من 400 ملاحظة من قبل المؤسسات والشركات الرئيسة في كافة الأسواق المالية الرئيسة. ومن خلال فهم هذه الاستراتيجيات بشكل أفضل، يمكن لمديري الصناديق الاستثمارية وضع استراتيجيات جديدة لفترة ما بعد الأزمات.

 

© 2010 تقرير مينا(www.menareport.com)