بقلم د. عمّار فايز سنكري وسالي عبد الوهاب
الأسبوع الماضي
عوضت المؤشرات الرئيسية جزءاً من خسائرها بعد عدة أسابيع من التدني، وارتفعت بقوة دون أن تأبه لارتفاع أسعارالنفط في نيويورك إلى ما فوق 49$ للبرميل الواحد ، وإغلاقها عند مستوى 47.68$ يوم الجمعة. فتجاوز مؤشر داو جونز مستوى 10000 الذي كان قد تدنى دونه في أوائل الشهر الجاري، وسجل كل من مؤشري ناسداك وستاندارد آند بورز ارتفاعاً بارزاً بلغت نسبته 4.6% و3.2% على التوالي. إلا أن حجم التداول كان دون المستوى المعتاد، مما يدل ربما على ضعف ثقة المستثمر بارتفاع الأسواق.
على صعيد آخر، أبدى المستثمرون اهتماماً كبيراً بأسهم شركة غوغل (GOOGLE) التي بدأ التداول بها يوم الخميس، والتي ارتفع سعرها يومئذ بنسبة 18%. ويعتبر هذا الأداء علامة إيجابية ومشجعة للشركات التي تنوي طرح أسهمها للاكتتاب العام في المستقبل القريب (IPO)، ولشركات الانترنت بشكل عام.
هذا الأسبوع
سيبقى موضوع النفط مهيمناً على أسواق الأسهم في الأيام القادمة، وسط غياب العوامل التي من شأنها تحديد اتجاه المؤشرات. وقد تواصل الأسواق ارتفاعها في أوائل الأسبوع، لا سيما إذا صدقت توقعات المستثمرين بتوقف ارتفاع أسعار النفط، وهو ما كان يشجعهم على الشراء يوم الجمعة الماضي.
على صعيد آخر، سيترقّب المستثمرون خطاب آلان غرينسبان في وايومينغ يوم الجمعة، ليروا ما إذا سيضيف أي جديد إلى التصريحات التي أدلى بها الاحتياطي الفدرالي عقب اجتماعه في 10 أغسطس الماضي.
تطلعات
لا شك أن أسعار النفط استحوذت على حيّز كبير من اهتمام المستثمرين في الأسابيع الأخيرة، ولكن ذلك لا يعني أنها المسؤول الأول عن تردي أداء المؤشرات. فالاقتصاد يعاني من مشاكل جوهرية كانعدام التوازن، والمبالغة في تقييم الأسهم، والتفاؤل الزائد بارتفاعها، عدا عن صعوبات كبيرة على صعيد العمالة والانتاج. ومع أن أسعار النفط مهمة جداً من الناحية الاقتصادية، إلا أن انخفاضها لن يحل هذه المشاكل، ولن يؤدي إلى تعافٍ مستدام في الأسواق، بل إلى ارتفاع مؤقت لا أكثر. فسرعان ما يبرد حماس المستثمر، وسرعان ما يبرز أمام عينيه كم المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد. (البوابة)