النفط مستقر رغم تصاعد أزمة "القرم"

تاريخ النشر: 13 مارس 2014 - 10:57 GMT
البوابة
البوابة

توقع وليد خدوري، الخبير النفطي خلال حديث له مع "العربية.نت" استقرار أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية عند 100 و110 دولارات للبرميل خلال الفترة القادمة بالرغم من تصاعد التوترات الجيوسياسية بشأن الأزمة في أوكرانيا.

وأضاف أن الوضع المتأزم بين واشنطن وموسكو لا يمس النفط بشكل مباشر، إلا أنه من الممكن أن يودي لقطع إمدادات الغاز، خصوصاً أن أهم أنابيب تصدير الغاز الروسي لأوروبا تمر عبر أوكرانيا.

وأكد أن العوامل الجيوسياسية من الممكن أن تحدث إرباكاً في السوق إذا ما تصاعدت الأحداث، إلا أن الأمر لم يحدث للآن وأن أسعار النفط تعتبر مستقرة نوعاً ما.

وأضاف أن تغيير توجهات المضاربين في السوق ساهم في استقراره، حيث إن أغلبية المضاربين بدأوا بأخذ قرار الدول المنتجة الكبرى كالسعودية والإمارات بالحفاظ على استقرار الأسواق بجدية أكبر وتعهداتها باستعمال طاقتها الإنتاجية الفائضة في حال وجدت الحاجة، الأمر الذي انعكس بشكل إيجابي في عمليات البيع والشراء السريعة.

وأشار إلى أنه تراجعت ردود الفعل المتسرعة والانفعالية التي كانت السبب الرئيس وراء الارتفاع أو الانخفاض السريع في الأسعار خلال فترات التهديدات بإغلاق الممرات البحرية، خصوصاً مضيق هرمز، أو الحروب، مثل الحرب العراقية - الإيرانية خلال فترة الثمانينيات.

وأضاف أن زيادة كمية الإمدادات من إنتاج النفط من مناطق غير تقليدية، أي من أعماق البحار والمحيطات (خليج المكسيك والجانبين الشرقي والغربي للمحيط الأطلسي)، وإنتاج النفط غير التقليدي في أميركا الشمالية ساهم بشكل مباشر في تغطية الاستهلاك المحلي الأميركي وإعطاء نوع من التوازن في السوق.

من جهة أخرى، أكد عصام الجلبي، الخبير النفطي أن المتغيرات الجيوسياسية تلعب دوراً كبيراً في تذبذب أسعار النفط خلال الفترة الحالية، بالرغم من توقعاته باستقرار نسبي في الأسعار بحدود 100 دولار للبرميل في المنظور القريب.

وأضاف خلال حديث له مع "العربية.نت" أن تذبذب أسعار النفط صفة مستديمة ولا يمكنها أن تستقر بصورة دائمة ضمن نطاق محدد، إلا أن المطلعين في القطاع يمكنهم تحديد حجم التذبذب وفقاً لمعطيات تتعلق بالنواحي الفنية، العرض والطلب، بالإضافة لتأثير عوامل الطقس والصيانة على الإمدادات وقياس معدلات نمو الطلب على الطاقة من الصين والهند.

وأشار إلى أن أسعار النفط تتأثر بشكل خالص بالسوق الأميركي وزيادة إنتاج النفط الصخري والأجواء المتقلبة، بالرغم من محدودية إنتاج خام برنت في بحر الشمال.

وأضاف أن أسواق النفط تترقب المستجدات في الملف الليبي، وهل يمكن أن يؤثر تصاعد التوترات الداخلية المتعلقة بتهريب النفط في إقليم برقة عبر الباخرة الكورية وما تبعة من أحداث أدت لإقالة رئيس الوزراء الليبي علي زيدان وسحب الثقة عنه، في التأثير على الإنتاج الليبي.

وأشار إلى أن السوق يعاني أيضاً بشكل رئيسي من تزايد حجم المضاربات، حيث وصل تأثير الأفراد في السوق بشكل مباشر لفوق 25% .
وأضاف أن السوق مشبع بوفرة في المعروض، فالعرض بسوق النفط يفوق الطلب، الأمر الذي يجعل المتغيرات في الأسعار سهلة التنبؤ في المنظور القريب.