أرباح الشركات البحرينية في العام 2008

تاريخ النشر: 15 أبريل 2009 - 12:37 GMT

شهدت الشركات البحرينية المدرجة أداءا سيئا خلال العام المالى 2008 ، وهو ما يعزى في الأساس إلى أداء شركات الاستثمار والتأمين. فقد تأثر هذين القطاعين نتيجة لظروف السوق الصعبة التى شهدها العالم خلال النصف الثانى من العام المالى 2008. حيث شهدت العام المالى 2008 انخفاضا فى الأرباح بنسبة 91.75 فى المائة بالمقارنة بمستوى العام السابق والذي سجل إجمالى صافى ربح للشركات المدرجة بنحو 72.76 مليون دينار بحرينى (باستبعاد خسائر المؤسسة العربية المصرفية و بنك انفستكورب، فقد انخفض إجمالي صافى الربح للشركات البحرينية المدرجة بنسبة 25.55 في المائة حيث بلغ 597.21 مليون دينار بحرينى خلال العام المالى 2008 بالمقارنة بمستواه البالغ 802.19 مليون دينار بحرينى والمسجل فى العام المالى 2007).

ومن جهة أداء القطاعات، شهدت ثلاثة قطاعات ارتفاعا فى الأرباح فى الوقت الذي سجلت فيه القطاعات الثلاثة الأخرى خسائر في صافى أرباحهم. فقد سجل قطاع الفنادق والسياحة أعلى معدل نمو بنسبة 23.56 فى المائة بالغا 20.77 مليون دينار بحريني ، بينما شهد قطاع الاستثمار أسوأ أداء، حيث سجل خسائر بنحو 286.70 مليون دينار بحرينى فى العام المالى 2008 بالمقارنة بمستوى الأرباح المسجل فى العام المالى 2007 والبالغ 471.06 مليون دينار بحرينى (مسجلا بذلك انخفاضا فى الأرباح بنسبة 39.20 فى المائة بالغا 237.7 مليون دينار بحرينى فى العام المالى 2008 بالمقارنة بمستواه البالغ 391.06 مليون دينار بحرينى فى العام المالى 2007 وذلك بعد استبعاد نتائج الشركة العربية المصرفية وبنك انفستكورب).

وقد سجل القطاع المصرفى – الذى يضم 26 بنكا – انخفاضا فى صافى الربح بنسبة 14.85 فى المائة للعام المالى 2008. ومن المنظور المطلق ، ساهم بنك البحرين الوطنى بأغلب الانخفاض فى القطاع المصرفى ، مسجلا صافى ربح بنحو 34.74 مليون دينار بحرينى خلال العام المالى 2008 ، بنسبة انخفاض 16.41 فى المائة على أساس سنوى. وجاء فى المرتبة الثانية البنك الأهلى المتحد مسجلا انخفاضا بنسبة 13.47 فى المائة فى صافى ربحه خلال العام المالى 2008. وقد تأثر هذا بالمستويات المرتفعة للمخصصات المحددة والحذرة والتى تم تكوينها فى ضوء بيئة التشغيل المعاكسة السائدة. وكان بنك السلام صاحب أفضل أداء والرابح الوحيد فى القطاع المصرفى فى العام المالى 2008 ، حيث سجل صافى ربح بنحو 25.54 مليون دينار بحرينى ، مرتفعا بنسبة 10.34 فى المائة عن مستواه البالغ 23.15 مليون دينار بحرينى فى العام المالي 2007 ، رغم ما تمر به الأسواق المالية الإقليمية والعالمية من صعوبات وتقلبات.

وقد سجل قطاع الاستثمار انخفاضا حادا فى اجمالى أرباحه خلال العام المالى 2008. حيث سجل القطاع إجمالى خسائر بلغت 286.70 مليون دينار بحرينى فى العام المالى 2008 بالمقارنة بإجمالى الربح البالغ 471.06 مليون دينار بحرينى والمسجل فى العام المالى 2007. ويعزى هذا الانخفاض أساسا إلى الانخفاض فى صافى الربح لكلا من بنك انفستكورب وبنك المؤسسة العربية المصرفية الاسلامية. حيث حقق بنك انفستكورب صافى خسائر بلغ 192.70 مليون دينار بحرينى مما يشير إلى تأثر الشركة بالظروف الاستثنائية الصعبة التي طالت الأسواق المالية خلال النصف الثاني من العام المالى 2008. ويتمثل حجم الاضطراب الذى شهده السوق مؤخرا فى ارتباط كافة عوائد الأصول والتي شهدت مستويات غير متوقعة من انخفاض القيمة على مدار فترة قصيرة من الوقت. كذلك ساهمت المؤسسة العربية المصرفية كثيرا فى خسائر قطاع الاستثمار. فقد انخفضت أرباح صناديق الأسهم وهوامش الفوائد الناتجة عن أنشطة الإقراض بسبب المستويات المنخفضة لأسعار الفائدة والتراجع فى حجم القروض. كما خرجت المؤسسة – خلال النصف الأول من العام المالى 2008 – من جميع صناديقها الاستثمارية.

وقد كانت مخصصات الخسائر مطلوبة خلال النصف الثانى من العام المالى 2008. وكانت النتائج الإجمالية للمجموعة قد سجلت صافى خسائر بلغ 331.77 مليون دينار بحرينى بالمقارنة بالربح المحقق فى العام المالى 2007 والبالغ 47.00 مليون دينار بحرينى. ومن ناحية أخرى ، سجلت "انوفيست" ارتفاعا حادا فى ربحيتها فى عام 2008. حيث سجلت الشركة صافى ربح بلغ 34.37 مليون دينار بحرينى ، بمعدل نمو ملحوظ بلغ نسبة 102.24 في المائة مقارنة بأرباح العام الماضي والتي بلغت 16.99 مليون دينار بحرينى. ويعزى هذا لتنوع محفظة الاستثمار العقارى للشركة ، والتى تضمنت قطاعات مثل الصناعة وصولا إلى الاستثمار، ومن ذلك مرسى البحرين للاستثمار ، وجزيرة تالا ، إلى غير ذلك من العقارات .

هذا وقد حسن قطاع الخدمات مستوى ربحيته ، مسجلا أرباحا إجمالية بنحو 141.04 مليون دينار بحرينى فى العام المالى 2008 بالمقارنة مع 135.70 مليون دينار بحرينى الأرباح المسجلة فى العام السابق (بنسبة ارتفاع 3.94 فى المائة على أساس سنوى). وقد كانت الزيادة فى ربحية شركة البحرين لإصلاح وهندسة السفن هى المحرك الرئيسى لربحية القطاع حيث ارتفعت ربحية الشركة بنسبة 157.69 فى المائة فى العام المالي 2008 حيث بلغت 3.70 مليون دينار بحرينى (وهو أعلى مستوى للربحية منذ أن تأسست الشركة منذ 45 عاما). وجاءت شركة ناس فى المرتبة الثانية ، مسجلة نموا في ربحيتها بلغت نسبة 57.93 في المائة فى نهاية العام المالى 2008 لتصل إلى 13.03 مليون دينار بحرينى.

إلى ذلك، اتسم العام المالى 2008 بأنه أحد أكثر الأعوام اضطرابا بالنسبة لقطاع التأمين. فقد سجل القطاع خسائر بنحو 4.54 مليون دينار بحرينى فى العام المالى 2008 نتيجة للتعرض الكبير لأدوات الملكية. حيث أعلنت المجموعة العربية للتأمين (أريج) عن تحقيقها صافى خسائر بلغ 10.77 مليون دينار بحرينى فى العام المالى 2008 بالمقارنة بصافى الربح البالغ 8.89 مليون دينار بحريني والمسجل  فى العام المالى 2007. وعلى الرغم من عدم تعرض "أريج" بشكل مباشر إلى أي أصول مضطربة أو للشركات المالية الخاسرة، إلا أنها لم تتمكن من تجنب الانخفاض في قيمة الأسهم الخاصة بها. كذلك انخفضت أرباح الشركة الأهلية للتأمين بنسبة 89.67 في المائة بحيث بلغت 341 ألف دينار بحرينى. كذلك سجلت شركة البحرين الوطنية القابضة انخفاضا بنسبة 60.83 في المائة حيث بلغت أرباحها 2.07 مليون دينار بحرينى. وقد قررت المجموعة وضع احتياطات إضافية مقابل الانخفاض في قيمة الأوراق المالية، الأمر الذي أدى إلى انخفاض النتائج المالية لعام 2008. وكانت شركة تكافل الدولية هى الشركة الوحيدة المتميزة فى القطاع والتى حققت مكاسب. فقد ارتفعت ربحيتها للعام المالى 2008 بنسبة 28.95 في المائة لتصل إلى 98 ألف دينار بحرينى.

وعلى صعيد آخر ، ارتفعت أرباح قطاع الفنادق والسياحة بنسبة 23.56 فى المائة للعام المالى 2008 حيث بلغت 20.77 مليون دينار بحرينى مقارنة بالأرباح المسجلة في العام السابق عند 16.81 مليون دينار بحريني. وفي هذا القطاع ، شهدت شركة فنادق الخليج أعلى زيادة فى الأرباح بنسبة 61.85 في المائة حيث بلغت 10.20 مليون دينار بحرينى فى العام المالى 2008 بالمقارنة مع 6.30 مليون دينار بحريني المسجلة في العام السابق. ومن ناحية أخرى ، سجلت شركة بنادر أسوأ أداء بنسبة انخفاض بلغت 59.03 في المائة لتصل أرباحها إلى 127 ألف دينار بحرينى مقارنة بمستوى الربح البالغ 310 ألف دينار بحريني والمسجل في العام السابق.

وسجل إجمالى الربح للقطاع الصناعى ارتفاعا بنسبة 3.47 في المائة حيث بلغ 1.86 مليون دينار بحرينى فى العام المالى 2008 ، وهو ما تأثر فى الأساس بالأداء الإيجابى لشركة دلمون للدواجن والتى حققت مكاسب بنسبة 14.65 في المائة لتصل إلى 861 ألف دينار بحريني مقارنة بالأرباح المسجلة في العام السابق والبالغة 751 ألف دينار بحريني.

هذا وقد انخفضت القيمة السوقية لكافة القطاعات فيما عدا قطاع الفنادق والسياحة خلال العام المالى 2008. وسجل قطاع الاستثمار أعلى انخفاض له بنسبة 32.24 فى المائة ، يليه قطاع البنوك بنسبة انخفاض بلغت 23.61 في المائة. وانخفضت القيمة السوقية لقطاعات الخدمات والصناعة والتأمين بنسبة 19.40 و 11.45 و 1.66 فى المائة على التوالى. وهناك قطاع واحد فقط الذى شهد نموا فى القيمة السوقية وهو قطاع الفنادق والسياحة حيث نما بنسبة 23.14 في المائة خلال العام 2008.

© 2009 تقرير مينا(www.menareport.com)