"أبوظبي للكتاب" ينطلق بمشاركة 900 دار نشر من 54 دولة

تاريخ النشر: 28 مارس 2012 - 06:59 GMT
"أبوظبي للكتاب" ينطلق بمشاركة 900 دار نشر من 54 دولة
"أبوظبي للكتاب" ينطلق بمشاركة 900 دار نشر من 54 دولة

مجددة المشهد الثقافي، تنطلق اليوم فعاليات الدورة الـ22 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب بمشاركة أكثر من 900 دار نشر من 54 دولة من مختلف أنحاء العالم، تعرض لما يزيد على نصف مليون كتاب بـ33 لغة مختلفة، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض. ويشتمل برنامج المعرض الذي يستمر حتى الثاني من أبريل المقبل على مجموعة من الفعاليات المنوعة التي تجدد المشهد الثقافي.

 

مبادرات

يستقبل معرض أبوظبي الدولي للكتاب زواره يومياً حتى الثاني من إبريل المقبل، من الساعة التاسعة صباحا إلى العاشرة مساءً، باستثناء يوم الجمعة إذ يستقبل المعرض الزوار من الساعة الرابعة عصراً إلى العاشرة مساء. ويضم المعرض عدداً من المبادرات والبرامج ومنها:

**مبادرة «تواقيع» التي تتيح للناشرين والمؤلفين فرصة إبراز أعمالهم، وللقراء فرصة التقاء مؤلفيهم المفضلين لتوقيع كتبهم.

**مبادرة «حقوق الأدب العربي» التي تتيح للناشرين العرب فرصة استعراض أفضل الكتب الجديدة في واجهة الحقوق العربية الجديدة بالمعرض.

**مبادرة «ضاد» بهدف دعم الأدباء والمفكرين العرب، من خلال منحهم ركناً يسلط الضوء على أعمالهم، وتعريف جمهور القراء بهم وبها. وهذا من شأنه أن يمنح الجمهور والإعلام فرصة وفاعلية التواصل مع المبدعين قراءةً وترويجاً لهم، كما أنه يعد إسهاماً في دعم دور النشر أيضاً. يشارك نخبة من الكتاب العرب والعالميين في الندوات وحلقات النقاش ومراسم توقيع الكتب وحلقات النقاش الأدبية إلى جانب إطلاق الموسوعة العربية للشعر خلال البرنامج الثقافي.

**يجمع البرنامج المهني ما بين الندوات المهنية والتجارية، ويوفر فرصاً متميزة للتواصل، بهدف تعزيز وتشجيع صناعة النشر في المنطقة.

**يضم ركن الإبداع نشاطات تعليمية متنوعة تشمل القراءة والرسم والكتابة. ويحتوي ركن الإبداع على أقسام متخصصة عدة منها العلوم والرياضيات والحاسوب ووسائل التعبير الفني والقراءة والتوعية المرورية والإرشاد العلمي للأطفال.

 

وأكد الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، أنّ «الدورة الـ22 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب تأتي تتويجاً لسنوات من الجهد والعمل الدؤوب، تحوّل خلالها المعرض من كونه معرضاً محلّياً وعربياً، إلى أن يصبح واحداً من أبرز معارض الكتب في العالم، وهو ما نلمسه ليس فقط من حجم المشاركات الدولية من قبل الناشرين وصنّاع الكتاب فحسب، بل أيضاً من الزوار، من أبوظبي وخارجها، المتنوّعين تنوّع المشاركين أنفسهم، لتغدو أروقة المعرض وأجنحته ومنصّاته الكثيرة تعبيراً عمّا تشهده العاصمة أبوظبي من حراك ثقافي غنيّ بوصفها مركزاً للاستقطاب الثقافي والحضاري في المنطقة والعالم».

 

وأوضح أنّ ما يعرف بالسياحة الثقافية، بات يحتلّ مساحة واسعة من الاهتمام في عالمنا المعاصر، مُشيراً إلى «إننا إذ نصبّ اهتمامنا على أن تكون أبوظبي واحدة من الوجهات السياحية العالمية الرئيسة، فإننا نأخذ في الاعتبار ما لدى أبوظبي لتقدّمه للعالم، انطلاقا من تنوّع الخدمات السياحية وارتقاء معاييرها، وليشمل ذلك أيضاً الجانب الثقافي، من تراث غنيّ وتقاليد عريقة ومعالم أثرية متفرّدة وملامح حضارية مُشرقة، ولعلّ الناظر إلى المشهد الثقافي الإماراتي الآخذة ملامحه في الاتضاح يوماً بعد يوم، وما يشهده من متاحف ومعاهد ومنصّات فنون وعمارة، وبرامج ثقافية تستحضر بعض أفضل الممارسات العالمية المعاصرة، سيرى بوضوح الخطوات الكبيرة التي قطعناها حتى الآن، وفي الوقت نفسه سيرى دلائل واضحة للمستقبل المضيء أمامنا، خصوصاً عبر مشروعات المنطقة الثقافية في السعديات».

 

فعاليات منوعة

أضاف الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان أنّ «معرض أبوظبي الدولي للكتاب، اللقاء السنويّ الذي نحتفي فيه جميعاً بالنشر وأهله قراءً ومؤلفين، هو جزء لا يتجزّأ من هذا المشهد الثقافي المميّز، ولعل أكثر ما يميز برامج الدورة الحالية هو مدى التنوّع في برامجها وفعالياتها، التي وضعت لتلبّي الجانب المهني المتعلق بصناعة النشر، عبر الندوات وورش العمل ولقاءات التعارف بين الناشرين العرب والأجانب»، معتبراً أنّ الجانب الآخر المميز في دورة هذا العام هو البرامج والفعاليات الثقافية والتربوية التي صمّمت لتلبّي كل شرائح المجتمع، مع اهتمام خاص بالأطفال والشباب، ومن بين الإضافات المهمة البرامج المتعلقة بالمعاقين الذين سيجدون في المعرض فضاء واسعاً للتفاعل والتعبير والتعلّم واكتساب الخبرات والاندماج بالمجتمع». وأشار إلى أن المملكة المتحدة ستكون ضيف الشرف في المعرض لهذا العام، إذ «سنتعرّف إلى الإرث الثقافي الغنيّ لهذا البلد العريق، من خلال نخبة من أبرز كتّابه ومؤلفيه ومصمّميه وفنانيه وناشريه، ممن سيقدّمون لنا نظرة معمّقة على النتاج الثقافي والفني البريطاني في ماضيه وحاضره على حدّ سواء، كما يسرّنا إطلاق عدد من المبادرات الهادفة لتشجيع القراءة والنشر، ومنها مبادرة (تواقيع) التي ندعم من خلالها بعض الكتب الصادرة حديثاً، ومبادرة (ضاد) التي نروّج بها للكاتب بوصفه العنصر الرئيس في عملية النشر والإبداع، كما ستشهد الفعاليات الاحتفاء بالفائزين بجائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب، إذ سيحظى الزوار بفرصة التقاء هؤلاء المُبدعين والتحاور معهم، إضافة إلى المرشحين ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية».

 

نمو مطرد

 

تتميز هذه الدورة من معرض أبوظبي الدولي للكتاب ببرنامج موسع من الفعاليات والأنشطة الثقافية بمشاركة رموز الفكر والثقافة، وأبرز دور النشر محلياً وإقليمياً وعالمياً، وتشغل قاعات الحدث مساحة إجمالية قدرها نحو 21 ألفاً و741 متراً مربعاً، تنقسم الجهات المشاركة إلى 601 ناشر عربي و303 ناشرين عالميين. من جهته، قال مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، مبارك حمد المهيري، ان «النمو المطرد في حجم المعرض وتنوع المشاركات الدولية يجسد بوضوح المكانة المرموقة لأبوظبي على الساحتيّن العالمية والإقليمية، بوصفها منارة للإشعاع الثقافي، ومنصة للحوار الحضاري»، مشيراً إلى أن الفعاليات الثقافية والفنية ذات الطابع العالمي، ومنها معرض أبوظبي الدولي للكتاب تشكل نافذة للاطلاع على أحدث الأعمال الإبداعية وخلاصة الفكر الإنساني، وتقديمها لكل شرائح المجتمع، وهو ما يعد محوراً رئيساً ضمن مشروع ثقافي طويل الأمد يتوجه الافتتاح المرتقب لمتاحف ومنشآت «المنطقة الثقافية» بجزيرة السعديات. وأضاف المهيري «نتطلع بثقة إلى مستقبل دعامته العلم والثقافة، وفي الوقت ذاته، نتمسك بفخر بتراثنا العريق، ونثق بأن التطور الذي يشهده المعرض مع زيادة عدد الجهات المشاركة في فعاليات دورته الـ22 بنسبة 10٪ سيتواصل في الأعوام المقبلة، ليعزز جدارته بتصنيفه الرسمي كأكبر حدث من نوعه في المنطقة العربية والشرق الأوسط». من جانبه، رحّب مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب جمعة عبدالله القبيسي بالمشاركين في فعاليات الدورة الـ22 من المعرض الذي يأتي شعاره «وجهتك إلى عالم النشر»، تجسيداً للدور الذي بات يلعبه في الحياة الثقافية العربية بوصفه أحد المراكز الأساسية في المنطقة والعالم، التي لا تحتفي بالكتاب فحسب، بل تسعى إلى تحويل هذا الاحتفاء إلى فعل على الأرض ينهض بالكتاب ويفتح له آفاقاً جديدة سواء في الممارسات النشرية أو في ما يتعلق بالأسواق والعلاقات بين صنّاع النشر وأهله.

 

وضمن توجهات المعرض البيئية، تمّ استخدام الأوراق المعاد تدويرها في كل المطبوعات المتعلقة بالمعرض بهدف الحفاظ على البيئة واستحقاق لقب «المعرض الأخضر» الصديق للبيئة، كما توزع خلاله الهدايا التي تم تصنيعها من المواد المعاد تدويرها والأقمشة والمواد القابلة للتحلل.

 

ويطلق المعرض مبادرات جديدة ومتنوعة بما في ذلك مبادرة «تواقيع» ومعرض حقوق الأدب العربي ومبادرة «ضاد»، إلى جانب البرامج الأخرى المعتادة كالبرنامج الثقافي والبرنامج المهني وركن الإبداع.