الامارات اليوم - كشفت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع عن تعديلات جوهرية تتعلق بشروط الترشح لجائزة البردة، ورفع القيمة المادية لمجموع جوائزها، لتصل إلى مليون و194 ألف درهم.
وفاجأت اللجنة المنظمة الخطاطين بإضافة فئة جديدة للجائزة ضمن الأسلوب التقليدي تمثلت في «الحلية الشريفة» بنص جديد لم يكتب من قبل، لوصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وخصص لهذا الفرع أكبر جوائز المسابقة، إذ تصل قيمة الجائزة الأولى إلى 100 ألف درهم، والثانية 70 ألف درهم.
وأتى الإعلان عن جديد الجائزة خلال مؤتمر صحافي، عقد أمس في مقر الوزارة بدبي، تزامنا مع فتح باب استقبال الأعمال المرشحة صباح أمس، والذي يستمر حتى الـ16 من سبتمبر المقبل، من اجل إتاحة فرصة أكبر للجان التحكيم المختلفة لتقييم الأعمال المقدمة، ورفع تقاريرها في موعد لا يتجاوز يناير المقبل في ظل الإقبال المتواتر المتوقع في مختلف فئاتها التي تتضمن مجالات الشعر العربي بشقيه الفصيح والنبطي، والخط العربي وفقاً للأسلوب التقليدي بشقيه النستعليق والثلث العادي والجلي، إضافة لفرع الأسلوب الحروفي والزخرفة.
ابدأوا الآن
نصح منسق جائزة البردة غنان غنام الفنانين الذين ينوون الترشح للجائزة في فئة الزخرفة خصوصاً أن يبدأوا فوراً في تنفيذ أعمالهم، مضيفاً «في تقديري أن الأعمال حسب المواصفات التي تم الكشف عنها هي مشروعات فنية كبرى بحاجة إلى مساحة زمنية كافية للانجاز والتجويد، لاسيما مع اللجوء هذا العام لتفضيل الأحجام الكبرى».
وأكد أن وزارة الثقافة تتطلع لمزيد من المشاركة المحلية، خصوصاً في مجال الشعر النبطي، مشيراً إلى أنه «ليست هناك آلية ما لدى الجائزة بخلاف السعي إلى مزيد من حث الشعراء والعمل على اجتذابهم للإبداع ضمن مضمون جائزة البردة».
السعي إلى التجديد والابتكار، والابتعاد عن تقديم أعمال مكررة ومتشابهة، هو ما دفع اللجنة إلى هذا التعديل حسب منسق الجائزة غنام غنام، الذي أضاف «بصفتي خطاطا مشاركا في جوائز مختلفة، فإن هناك إشكالية كبرى تتعلق بتشابه الأعمال بعد مضي دورات عدة على المسابقات التي تعنى بالموضوع ذاته».
فيما برر ارتفاع القيمة المادية للجوائز المرتبطة بالحلية الشريفة، مقارنة بالنستعليق، في أن الأعمال التي تقع ضمن الأولى هي بمثابة مشروعات فنية متكاملة بحاجة إلى مساحة زمنية ربما تمتد لثلاثة شهور، وإلى جهد مضاعف، عكس الأعمال المبدعة بخط النستعليق التي تتسم بالسهولة، وإمكانية انجازها في وقت محدود للغاية.
وأكد غنام أن هناك توازياً بين الرغبة في تدعيم دور «البردة» في تحفيز الفنانين على إبداع أعمال مميزة تلقي مزيداً من الضوء على جوانب من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتعاليم الإسلام السمحة، إلى جانب انجاز أعمال مميزة تثري موجودات معرض شبه دائم، تقيمه الوزارة ويقتصر على الأعمال الفنية التي أُنجزت في مختلف دورات الجائزة، لافتا إلى أهمية تغيير قياسات اللوحات المطلوبة في المسابقة، في إطار التنوع المنشود الذي يصب في مصلحة المتذوق والمبدع، مشيرا إلى ميزة مهمة ترتبط بجائزة البردة، وهي رد الأعمال غير الفائزة لمبدعيها في أقل من شهر من الإعلان الرسمي للنتيجة، إعمالاً للشفافية، فضلاً عن عدم ممانعة الوزارة تسويقها خلال تلك الفترة، إذا أعلنت جهة ما رغبتها في اقتنائها.
وذكر غنام أنه تم الاشتراط في مجال الشعر بشقيه الفصيح والنبطي على أن تكون القصيدة المقدمة مكونة من 30 بيتاً ولا تزيد على 50 بيتاً، وألا تكون القصيدة مكررة أو حائزة جوائز في مسابقات أخرى داخل الإمارات أو خارجها.
من جانبه، قال مدير إدارة التراث والفنون في الوزارة المهندس وليد الزعابي أإن «النتائج التي حققتها الجائزة خلال دوراتها التسع الماضية وما تضمنته من استقطاب أهم الأسماء المبدعين في الخط العربي والشعر من الوطن العربي والعالم، خصوصا في مجال الخط العربي، ساهمت بدور كبير في تحفيز روح التنافس بين المشاركين، وتشجيع روح المبادرة والابتكار، وتكريم المتميزين والمبدعين من الشعراء والخطاطين والتشكيليين وإبراز الوجه الحضاري للإمارات».
وأضاف أن الجائزة شهدت تطويرا مستمرا وبما يحقق الهدف من إطلاقها والذي يعمل علي تحفيز الأجيال الناشئة للالتزام بدينها وإدراك واجباتها تجاه عقيدتها ورسالتها الإسلامية، وأن الجائزة تعد فرصة لتكريم عدد من الشخصيات والجهات التي قامت بخدمة الإسلام في العالم بشكل متميز، والأفراد الذين قدموا إنجازات وإبداعات متميزة، وذلك أثناء الاحتفال بتوزيع جوائز البردة في ذكرى المولد النبوي الشريف كل عام.
مشيرا إلى أن المشاركات تصل وزارة الثقافة من مختلف دول العالم، خصوصا في ظل زيادة عدد جوائز المسابقة.
وأشار إلى أنه في فئة الخط العربي الأسلوب التقليدي اشترطت الجائزة في هذه الفئة استخدام قياسات لا تزيد على 15 ألف سنتيمتر، وفي قسم الخط الثلث العادي والجلي اختارت الجائزة نص حديث للإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما عن أوصاف النبي يكون مكونا للحلية الشريفة المشهورة، إضافة إلى إمكانية إبداع وابتكار اشكال أخرى للحلية، علاوة على الشكل التقليدي المعروف، بما لا يسيء إلى المستوى الجمالي العام للحلية.
وفي خط التعليق تتم كتابة أبيات مختارة من قصيدة البردة الشريفة للإمام البوصيري مع إعطاء أربعة حقول يتصمن كل منها أربعة أبيات من القصيدة واختيار حقل واحد منها وكتابته، إضافة إلى طرح تصميم كتابة «الجليبا» الخطوط المائلة و«الدفتري» الخطوط الأفقية لأهميتها التاريخية في فن الخط.