موافقة بالاجماع على اعلان يقترح اخلاء الشرق الاوسط من السلاح النووي

تاريخ النشر: 28 مايو 2010 - 06:03 GMT
الرئيس الاميركي باراك اوباما ووزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط
الرئيس الاميركي باراك اوباما ووزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط

ايدت الدول الموقعة على الاتفاقية العالمية لحظر الانتشار النووي والبالغ عددها 189 دولة الجمعة اعلانا يقترح عقد مؤتمر في 2012 لبحث حظر اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط.

ويمكن لانشاء مثل هذه المنطقة ان يرغم اسرائيل في نهاية الامر على توقيع اتفاقية حظر الانتشار التي ابرمت عام 1970 والتخلي عن اي اسلحة نووية قد تكون لديها. لكن مسؤولين امريكيين يقولون ان ذلك لا يمكن ان يحدث قبل ان يحل السلام في المنطقة.

ويمكن ايضا لهذه الخطوة ان تجبر دولا اخرى في المنطقة على التخلي عن اي برامج اسلحة كيماوية او بيولوجية قد تكون لديها.

ووافقت كل الدول الاعضاء في الاتفاقية بما فيها الولايات المتحدة حليف اسرائيل على الاعلان بالاجماع.

وقال مبعوثون في وقت سابق الجمعة ان الولايات المتحدة ومصر توصلتا لاتفاق بعد ان كانت المحادثات قد اقتربت من الفشل.

وقال دبلوماسي غربي "توصلنا الى اتفاق يرضي الجميع. والسؤال الان هو هل ستفعل ايران الصواب."

وكانت المحادثات قد اقتربت من الفشل الجمعة بعد خلاف بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة ومصر من جهة أخرى بشأن جهود للضغط على اسرائيل للتخلي عن أي أسلحة نووية تمتلكها.

ومنذ نحو شهر تتفاوض في نيويورك 189 دولة موقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي - التي أقرت في عام 1970 - على أمل الاتفاق على خطة لدعم المعاهدة التي يقول محللون انها تضررت بسبب برامج ايران وكوريا الشمالية النووية وتقاعس القوى الكبرى عن التخلي عن السلاح النووي.

وتدعو أحدث مسودة للاعلان الختامي لمؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الى تنظيم اجتماع يضم كل دول الشرق الاوسط في 2012 بشأن كيفية جعل المنطقة خالية من الاسلحة النووية وغيرها من اسلحة الدمار الشامل وفق ما طالب به قرار صدر في 1995.

ومن شأن اقامة منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل أن يجبر اسرائيل في نهاية المطاف على التخلي عن أسلحتها النووية. ويفترض أن اسرائيل - غير الموقعة على الاتفاقية الى جانب الهند وباكستان - تمتلك ترسانة نووية كبيرة لكنها لا تؤكد أو تنفي ذلك. ولا تشارك اسرائيل في اجتماعات حظر الانتشار النووي.

وفي تغير جذري عن موقف الادارة الامريكية السابقة وافق مفاوضون يمثلون ادارة الرئيس باراك أوباما على الانضمام الى القوى النووية الرسمية الاخرى في معاهدة حظر الانتشار النووي - بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين - في دعم اقامة مثل هذا المؤتمر في الوقت الذي تشجع فيه اسرائيل على المشاركة.

ويقول مندوبون ان الاعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الامن الدولي ومجموعة من الدول العربية تقودها مصر يقتربان من التوصل الى اتفاق يخرج مؤتمر 2012 الى حيز الوجود. غير أن الطرفين يواجهان عقبة بشأن مسألة ما اذا كان ينبغي تسمية اسرائيل في الاعلان على أنها تمثل مشكلة.

وقال دبلوماسيون ان المصريين يصرون على أن الاعلان يجب أن ينص بوضوح على أن اسرائيل ينبغي أن تنضم الى معاهدة حظر الانتشار النووي كدولة لا تملك أسلحة نووية لكن الامريكيين يرفضون.

ووصف دبلوماسي غربي مطلع على المحادثات الوضع بأنه "لا يبعث على تفاؤل شديد فيما يبدو".

وقال ان هناك "خيارا صارما بالنسبة للعرب .. تحديد اسرائيل بالاسم وتجريسها أو عقد مؤتمر في 2012 للمضي قدما في قرار عام 1995 ... نحو جعل الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل.

"رهاني هو أن متطلباتهم (العرب) السياسية في المدى القصير ستتغلب على مصلحتهم الاستراتيجية في المدى البعيد."

وأكد مندوبون اخرون احتمال فشل مؤتمر مراجعة حظر الانتشار النووي في الاتفاق على اعلان ختامي بسبب الخلافات بشأن مسألة الشرق الاوسط ليتكرر ما حدث في مؤتمر المراجعة السابق في 2005.

لكن دبلوماسيين قالوا انهم يأملون أن تتوصل الولايات المتحدة ومصر - الطرفان الرئيسيان في مفاوضات الشرق الاوسط - الى حل وسط في اللحظات الاخيرة ينقذ المؤتمر.

وقال دبلوماسي "قمنا بعمل شاق على مدى الشهر المنصرم... أعددنا مسودة قوية من شأنها تعزيز الاعمدة الرئيسية الثلاثة لحظر الانتشار النووي وهي نزع السلاح ومنع الانتشار والاستخدام السلمي للطاقة النووية. ينبغي ألا تضيع سدى."

وقال دبلوماسيون غربيون ان اسرائيل وافقت على مضض على حضور مؤتمر 2012 ولكن بشرط ألا يتم "تحديدها بالاسم وتجريسها" في الاعلان الختامي.

واتهم علي أصغر سلطانية مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة ورئيس وفدها الى المؤتمر الولايات المتحدة والقوى النووية الاخرى بخلق المأزق في المحادثات الرامية لتعزيز معاهدة حظر الانتشار النووي.

وقال ان الولايات المتحدة والقوى الاخرى رفضت مطالب رئيسية لايران ودول عدم الانحياز الاخرى.

وقال ان هذه المطالب تركزت على وضع حد زمني لتخلص القوى النووية من اسلحتها ودعوة للتفاوض بشأن معاهدة تحظر استخدام الاسلحة النووية وتعهد القوى النووية الخمس بعدم استخدام اسلحة نووية ضد الدول غير النووية.

وأضاف أيضا ان معظم الدول الاعضاء في معاهدة حظر الانتشار النووي تريد "الانضمام السريع لاسرائيل لمعاهدة حظر الانتشار النووي ووضع الانشطة النووية (الاسرائيلية) ومؤسساتها تحت حراسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية."

وقال سلطانية للصحفيين ان "الدول النووية خاصة الولايات المتحدة لم تتعاون للتوصل الى حل لهذه القضايا الاربع الرئيسية" مضيفا ان المحادثات الخاصة بمعاهدة حظر الانتشار النووي وصلت الى طريق مسدود.

وأضاف سلطانية انه اذا رفضت القوى النووية التوصل الى حلول وسط " فعليها ان تتحمل العواقب."

وقال ان ايران التي تتمتع فعليا بحق النقض (الفيتو) لان القرارت تتخذ بتوافق الاراء في معاهدة حظر الانتشار النووي مستعدة لتعطيل التوصل الى اعلان ختامي للمؤتمر اذا اعتبرته ضعيفا جدا

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن