يعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا الاثنين في الساعة 13,00 (17,00 ت غ) لبحث التطورات في الشرق الاوسط بعد الهجوم الاسرائيلي الدامي على اسطول الحرية الذي كان متجها الى قطاع غزة، وفق ما افاد دبلوماسي غربي.
واوضح هذا الدبلوماسي ان الجلسة سيتخللها نقاش علني.
وقتل 19 من ركاب السفن واصيب عدد اخر بجروح حين قام كوماندوس اسرائيلي الاثنين بمهاجمة الاسطول الانساني الدولي الذي كان متجها الى غزة كما افادت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي.
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اعرب عن "صدمته" للهجوم الذي شنه الجيش الاسرائيلي، ودان من كمبالا "اعمال العنف هذه".
ودعت تركيا الى عقد الاجتماع.
ومع وجود العديد من الاتراك بين القتلى تدفق الاف الاشخاص على ميدان تقسيم في وسط اسطنبول للتعبير عن الغضب ازاء استخدام اسرائيل القوة وللصلاة على ارواح الموتى.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينك في كلمة اذاعها التلفزيون "ان هذا الهجوم لعلامة جديدة على مدى الاستهتار الذي بلغته السياسات العنيفة للحكومة الاسرائيلية."
وقالت منظمة تركية لحقوق الانسان ان عشرة اشخاص على الاقل قتلوا عندما اندلع اطلاق نار بعد ان اقتحمت قوات كوماندوس اسرائيلية واحدة من ست سفن في قافلة نظمتها ضمن منظمات اخرى منظمة تركية لحقوق الانسان.
وقال ارينك انه كان يوجد نحو 400 تركي بين نحو 600 شخص على متن السفينة مافي مرمرة وهي السفينة التركية التي اندلع اطلاق النار بها.
وهذا العمل الاسرائيلي قد يثبت انه اعلان لنهاية تحالف بين الدولة اليهودية وتركيا المسلمة العلمانية.
وانهيار العلاقات بين الجانبين سيفرض مشاكل على الولايات المتحدة لان التحالف بين الاثنين اللذين يتمتعان بثقل عسكري ساعد الاستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط.
وشهدت العلاقات توترا متزايدا خلال العام الماضي بسبب انتقادات رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي المتكررة للسياسة الاسرائيلية نحو الفلسطينيين.
وتأييدا لاردوغان الذي قطع زيارة رسمية لامريكا اللاتينية للتعامل مع الازمة قال ارنيك "نندد بالهجوم الاسرائيلي على أعلى مستوى."
وقال ان تركيا - وهي ليست من الاعضاء الدائمين في مجلس الامن - دعت الى عقد اجتماع طاريء للمجلس. وقال أيضا انه تم استدعاء سفير أنقرة لدى اسرائيل والغيت ثلاث تدريبات عسكرية مشتركة وطالب بالافراج عن السفن المحتجزة وان يسمح لتركيا بأن تنقل جوا الرعايا الجرحى الى وطنهم.
وكان يوجد نحو 700 شخص على متن السفن التي تحمل عشرة الاف طن من الامدادات الطبية ومواد البناء ومساعدات اخرى لغزة. وكانت تركيا قد حثت اسرائيل على السماح لهم بالمرور الامن.
وفي بيان سابق وصفت وزارة الخارجية التركية التصرف الاسرائيلي بأنه غير مقبول وحذرت من "عواقب" محتملة "لا يمكن اصلاحها في علاقاتنا."
وذكرت وسائل اعلام تركية ان رئيس هيئة الاركان التركية الكر باسبوج قطع زيارته لمصر ليعود الى البلاد.
ويسعى حزب العدالة والتنمية ذو التوجهات الاسلامية الذي يتزعمه أردوغان الى تولي الحكم فترة ثالثة على التوالي في انتخابات من المقرر ان تجري العام القادم واتخاذ موقف قوي ضد اسرائيل يمكن ان يروق جيدا للناخبين.
وأصبح أردوغان بطلا في انحاء العالم الاسلامي عندما وبخ الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس علانية عندما اشتركا في ندوة بالمنتدى العالمي الاقتصادي الذي عقد في دافوس العام الماضي.
وزاد تدهور العلاقات هذا العام عندما أهان وزير اسرائيلي سفير تركيا لدى اسرائيل امام شاشات التلفزيون.
وأشارت تقارير الى ان وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو الذي كان في طريقه الى واشنطن من امريكا اللاتينية تحدث هاتفيا الى وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك.
وأيد لبنان الذي يشغل مقعد الدول غير دائمة العضوية في مجلس الامن دعوة تركيا لعقد اجتماع طاريء. وقال وزير الخارجية اللبناني علي الشامي انه بالاشتراك مع تركيا سيسعيان الى "تنديد شديد" باسرائيل سواء من خلال بيان أو قرار.
وقال "يجب ان يكون هناك ضغطا فعالا".