انهت كوريا الشمالية المناورات العسكرية ، واخفق مجلس الامن الدولي في التوصل الى قرار من شأنه خفض التوتر بين الكوريتين وجددت الصين دعوتها لتفادي الصراع بين الجارتين، الشمالية والجنوبية.
انتهاء المناورات
قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ان الجيش أنهى يوم الاثنين مناورات بالذخيرة الحية جرت على جزيرة يونبيونج المتنازع عليها.
وافادت وكالة الانباء الكورية الجنوبية "يونهاب" ان المناورات التي بدأت عند الساعة 14:30 بالتوقيت المحلي (05:30 تغ) انتهت بعد ساعة.
مجلس الامن يخفق في التوصل الى حل
قالت سوزان رايس مندوبة الولايات المتحدة في الامم المتحدة يوم الاحد إن الخلافات في مجلس الامن الدولي بشأن الازمة في شبه الجزيرة الكورية حادة جدا لدرجة ان من المحتمل الا يمكن حلها.
وقالت رايس للصحفيين بعد اجتماع غير حاسم استمر ثماني ساعات ونصف بشأن النزاع المتصاعد بين الكوريتين "من غير المحتمل تجاوز الخلافات المتبقية."
ولكن دبلوماسيين اخرين في المجلس قالوا ان من المحتمل أن يعود المجلس لمناقشة القضية يوم الاثنين.
واشارت رايس إلى أن "الغالبية العظمى" من اعضاء المجلس البالغ عددهم 15 "يصرون على ادانة واضحة لهجوم 23 نوفمبر" الذي شنته كوريا الشمالية على كوريا الجنوبية بقصف للمدفعية راح ضحيته اربعة اشخاص.
وقالت "لم يكن هناك اجماع على هذه النقطة."
وقال دبلوماسيون غربيون ان الصين وروسيا تدفعان من أجل بيان غامض لا يلوم كوريا الشمالية على الازمة ولكنه يدعو الجانبين الى ممارسة ضبط النفس. وقالت رايس ان "الغالبية العظمى" من اعضاء المجلس لا تريد بيانا غامضا.
وقالت رايس في نص بيان مكتوب تلته على المجلس اثناء جلسة مغلقة يوم الاحد "من المهم أن نأخذ في الاعتبار أن هذا الوضع المتوتر ينبع من مصدر واحد .. مصدر واحد بمفرده.. السلوك الاستفزازي المستمر لكوريا الشمالية."
وقال أيضا فيليب بارهام مندوب بريطانيا لدى الامم المتحدة ان بيونغيانغ مسؤولة عن الازمة وان سلوك كوريا الجنوبية لا يلام.
وأعرب فيتالي تشوركين مندوب روسيا لدى الامم المتحدة الذي دعا الى الاجتماع الطارئ بشأن تصاعد الازمة في شبه الجزيرة الكورية عن خيبة أمله لعدم قدرة المجلس على التوصل الى اتفاق على بيان المجلس يوم الاحد رغم أنه أشار الى عدم فقدان كل الامل.
وقال تشوركين "ما زلت آمل أن تسفر هذه الاتصالات (بين الوفود ومع العواصم) عن نتائج ناجحة."
ووزعت روسيا على اعضاء مجلس الامن مشروع بيان دعا إلى "أقصى درجات ضبط النفس" وحث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على ارسال مبعوث الى سول وبيونجيانج للمساعدة في وقف خروج الازمة عن السيطرة.
ورفضت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان وكوريا الجنوبية مشروع البيان وأعربت عن دعمها لمشروع بيان بريطاني القى باللوم على كوريا الشمالية في الازمة وأدانها في حادث القصف الذي وقع الشهر الماضي.
ولم توافق روسيا والصين على مشروع هذا البيان.
وأوضح تشوركين أن موسكو لم تتخل عن فكرة مبعوث خاص للامم المتحدة لشبه الجزيرة الكورية قائلا "انه امر اعتقد اننا سنواصل مناقشته اذا سمحت الظروف على ارض الواقع."
وبينما كانت رايس تتحدث عن خلاف يبدو لا يمكن حله في مجلس الامن قال دبلوماسيون اخرون في المجلس انهم سيواصلون الضغط من أجل التوصل الى بيان.
وشدد تشوركين على قلق موسكو من اندلاع أعمال عدائية في منطقة على مقربة من روسيا.
وقال تشوركين "دعوني اكرر مجددا قلق الاتحاد الروسي الشديد من أنه في غضون ساعات قد يكون هناك تفاقم خطير للتوتر .. صراع خطير لهذه القضية."
ودعا تشوركين كوريا الجنوبية الى الامتناع عن اجراء مناورات عسكرية تعتزم القيام بها من جزيرة بالقرب من الحدود مع كوريا الشمالية صباح يوم الاثنين.
وهددت كوريا الشمالية بالانتقام اذا اجريت المناورات.
وقال تشوركين "من الافضل الامتناع عن القيام بهذه المناورة في الوقت الحالي."
وعارضت رايس ذلك قائلة للمجلس "لا تشكل هذه المناورات الدفاعية أي خطر على كوريا الشمالية ولا تهدد حياة اي كوري شمالي."
الصين تجدد الدعوة لنزع فتيل التوتر
وجددت الصين يوم الاثنين دعوتها لاجراء محادثات لنزع فتيل التوترات في شبه الجزيرة الكورية بعد ان اجرت كوريا الجنوبية مناورات بالذخيرة الحية.
وقال نائب وزير الخارجية الصيني خلال مؤتمر صحفي مع مسؤولين استراليين في العاصمة بكين حين سئل عن رد فعل بكين على المناورات الكورية الجنوبية "ليس من حق أحد التحريض على الصراع او الحرب او الاستفزاز وليس من حق أحد ايضا اراقة دماء اناس في جانبي شبه الجزيرة الكورية."
وأضاف "الصين أكدت دوما وبثبات ضرورة الحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة (الكورية). مهما كانت الخلافات والنزاعات فحلها يكون فقط بالحوار والمفاوضات لا بالصراع والحرب."