بدأ وزراء الخارجية العرب الثلاثاء في شرم الشيخ اجتماعا تحضيريا للقمة الاقتصادية العربية الثانية التي تلتئم الاربعاء في هذا المنتجع المصري وسط اجواء من القلق بعد انتفاضة الشعب التونسي التي مايزال مشهدها ماثلا في جميع الاذهان.
وعبر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي محمد السالم الصباح عن هذا القلق بوضوح في كلمة افتتاحية القاها قبيل الاجتماع المغلق للوزراء العرب اذ اكد ان "العالم العربي يشهد اليوم حراكا سياسيا، فهناك دول تتفكك ودول تشهد انتفاضات مما يدعو الى التساؤل هل يستطيع النظام العربي ان يواكب هذه التحركات وان يواكب المعاناة بما يضمن للمواطن العربي ان يعيش بكرامة انسانية؟".
واضاف الشيخ الصباح ان "هذه هي فلسفة انطلاق القمم العربية الاقتصادية التي تسعى لوضع الخطط لمكافحة الجوع والفقر والبطالة والجهل".
واكد المسؤول الكويتي، الذي استضافت بلاده القمة الاقتصادية العربية الاولى في العام 2009 انه "انطلاقا من ذلك تقدم امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح لقمة 2009 بمبادرة لتمويل مشاريع القطاع الخاص الصغيرة والمتوسطة من خلال انشاء صندوق بقيمة ملياري دولار".
واوضح ان مساهمات الدول العربية في هذا الصندوق، الذي سيتم اعلان تأسيسه في قمة شرم الشيخ، "بلغت حتى الان مليار و298 مليون دولار".
من جهته، اكد وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط خلال الجلسة الافتتاحية كذلك ان "قمتنا ستشهد الاعلان عن دخول مبادرة سمو امير الكويت حيز النفاذ"، معتبرا ان هذه المبادرة تعتبر "مدخلا اسياسيا لمكافحة البطالة" كونها ستوفر "الية تمويل ضخمة لقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة".
ويأتي هذا التركيز على قضية البطالة باعتبارها احد الاسباب الرئيسية لتفجر الانتفاضة الشعبية في تونس التي انتهت بسقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي وفراره من البلاد يوم الجمعة الماضي.
وتعاني دول عربية عدة من المشكلة نفسها ومن بينها مصر، اكبر الدول العربية من حيث عدد السكان (80 مليونا) والتي تبلغ نسبة البطالة فيها حسب الاحصاءات الرسمية، 9,4%.
وكان وزير الخارجية التونسي كمال مرجان الذي اعيد تعيينه في منصبه في الحكومة الجديدة، وصل مساء الاثنين الى شرم الشيخ حيث شارك على الفور في اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب اطلعهم خلاله على اخر التطورات في بلاده.
وقالت مصادر دبلوماسية تشارك في القمة ان الملف اللبناني نوقش كذلك في الاجتماعات التشاورية لوزراء الخارجية العرب,
وقال وزير الخارجية المصري للصحافيين ان بلاده تقدمت الى القمة بمشروع بيان يدعو الدول الغربية الى "عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية" ويؤكد ان حماية المسيحيين العرب هي مسؤولية حكومات الدول العربية.
يذكر ان مصر اعلنت الاسبوع الماضي استدعاء سفيرتها في الفاتيكان للتشاور احتجاجا على تصريحات صادرة عنه بشأن مسيحيي الشرق.
وكان البابا بنديكتوس السادس عشر دعا الاسبوع الماضي "الاتحاد الاوروبي الى القيام بخطوة مشتركة من اجل حماية مسيحيي الشرق الاوسط".
كما قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اخيرا انه لن يقبل "ما بات يشبه اكثر فأكثر خطة للتطهير الديني" في الشرق الشرق الاوسط،" في اشارة الى المسيحيين في هذه المنطقة ومن بينهم الاقباط.
وجاءت تصريحات البابا وساركوزي بعد اعتداءين استهدفا مسيحيين في الشرق الاوسط اخيرا وهما اعتداء كنيسة سيدة النجاة في بغداد الذي اوقع 46 قتيلا في 31 تشرين الاول/اكتوبر الماضي والثاني هو تفجير الاسكندرية الذى ادى الى مقتل 20 مسيحيا مصريا.
وحتى الان، تأكدت مشاركة 11 من القادة العرب في القمة الاقتصادية الثانية، بحسب مصادر الجامعة العربية.
ويغيب عن القمة خصوصا العاهل السعودي الذي مايزال يعالج في الولايات المتحدة والرئيسان اللبناني والسوري اضافة الى الرئيس الفلسطيني وسلطان عمان.