تدفق الالاف من المصرين الى ساحة ميدان التحرير في القاهرة وساحات عامة في مدن الاسكندرية والاسماعلية والسويس استعداد لمسيرة "المليون" ضد الرئيس المصري حسني مبارك المرتقبة خلال النهار.
وردد المتظاهرون هتافات تدعو إلى رحيل مبارك.
وردد البعض هتافات تقول :" الشعب يريد اعدام الرئيس" في تطور يعبر عن تنامي غضب المصريين من تمسك مبارك بالرئاسة.
وأمضى العديد من الأشخاص ليلتهم في ميدان التحرير الذي يشهد منذ الثلاثاء تظاهرات تهز النظام.
وتحلق مروحيات بشكل منتظم فوق وسط القاهرة فيما يسيطر الجيش على العديد من مداخل وسط المدينة.
وكانت الحركات الاحتجاجية دعت الاثنين إلى تظاهرات مليونية الثلاثاء بمناسبة مرور اسبوع على انطلاق انتفاضتها المطالبة باسقاط الرئيس حسني مبارك.
وينتظر أن تنظم تظاهرة ضخمة كذلك في مدينة الاسكندرية، ثاني أكبر المدن في مصر الواقعة على البحر المتوسط.
وأقر الجيش المصري مساء الاثنين بـ"مشروعية مطالب الشعب المصري" وعهد بعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين.
وأعلن نائب الرئيس عمر سليمان مساء الاثنين أن مبارك كلفه بإجراء حوار فوري مع المعارضة ولكن المتظاهرين لا يعبأون بكل التعهدات بالاصلاح التي تصدر عن المسؤولين المصريين ويصرون على مطلبهم باسقاط الرئيس.
ويسعى المحتجون لحشد التأييد لما يأملون أن تكون مظاهرة يشارك فيها مليون شخص يوم الثلاثاء للمطالبة بالديمقراطية بعد أن لاحت لهم بوادر النصر.
وبدأ عمر سليمان نائب الرئيس الذي عينه الرئيس حسني مبارك مؤخرا محادثات يوم الاثنين مع شخصيات من المعارضة وأعلن الجيش أن مطالب المحتجين "مشروعة" ووعد بعدم إطلاق النار.
لكن المحتجين في ميدان التحرير بوسط القاهرة الذين ظلوا مستيقظين طوال الليل في تحد لحظر للتجول تعهدوا بمواصلة حملتهم الى أن يتنحى مبارك (82 عاما).
وقال المحامي أحمد حلمي (45 عاما) ان الأمر الوحيد الذي سيقبله المحتجون هو أن يستقل مبارك طائرة ويرحل.
ويسعى المحتجون لحشد مليون شخص لتصعيد الاحتجاج. وبعد أن تعهد الجيش بعدم إطلاق النار تحولت الموازين فيما يبدو لغير صالح حكم مبارك المستمر منذ 30 عاما.
وقال فواز جرجس من كلية الاقتصاد في لندن "أصبح مبارك عبئا على المؤسسة العسكرية ولذلك يواجه صعوبة تتزايد يوميا في البقاء في منصبه."
ودعته الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى الى إجراء انتخابات حرة. وحتى اذا واصل عدم الاستجابة الى الدعوات المطالبة باستقالته فمن غير المُرجح أن يفوز في الانتخابات.
وربما يكون هدف المؤسسة العسكرية التي أدارت مصر منذ أطاح ضباطها بالملك فاروق عام 1952 هو إجراء إصلاحات كافية للحفاظ على نفوذ العسكريين.
وسيتركز اهتمام واشنطن وحلفاء مبارك في أوروبا وفي اسرائيل على مدى قدرة الجماعات الاسلامية وخاصة جماعة الاخوان المسلمين المحظورة حتى الآن على اكتساب نفوذ في أي نظام سياسي مصري.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي اعتاد ان يسود الهدوء حدوده الجنوبية منذ اتفاقية السلام المبرمة مع القاهرة عام 1979 ان مصر ربما تتحول الى دولة دينية مثل التي قامت في ايران في نفس العام.
واتخذت جماعة الاخوان المسلمين موقفا متحفظا من الاشتراك في الاحتجاجات التي يقودها شبان ومهنيون من سكان المدن. وكانت الجماعة قد قالت انها تسعى الى ديمقراطية تعددية.
لكنها قالت يوم الاثنين أنها تدعو الناس الى مواصلة الاحتجاجات حتى رحيل المؤسسة بأسرها "بما فيها الرئيس وحزبه ووزرائه وبرلمانه."
وقال سليمان نائب الرئيس الذي عين حديثا في كلمة بثها التلفزيون الرسمي يوم الاثنين ان مبارك طلب منه ان يجري محادثات مع كل القوى السياسية لبدء حوار بخصوص الاصلاح.
لكن بعض المحللين يرون أن ظهور سليمان في التلفزيون يشير الى محاولة الجيش ترتيب مخرج لمبارك بكرامة.
وقال جرجس "سليمان يمثل الجيش في هذه المرحلة لا مبارك وبالتالي فان البيان الخاص باجراء محادثات محاولة من الجيش لاستكشاف ما اذا كانت المعارضة مستعدة للحوار. "
وربما تكون انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في سبتمبر أيلول المقبل فرصة ليقول مبارك انه لن يعيد ترشيح نفسه مجددا. لكن مثل هذه الخطوة ربما تنطوي على سوء تقدير لرغبة الشارع في رحيله.
وقال المحلل فيصل عيتاني "لن ينجح ذلك. هذه خطط للتسويف. لا أعتقد أن مبارك يدرك خطورة الوضع جيدا. اذا استمرت هذه الازمة وقتا أطول فربما يحدث انهيار اخر للنظام."
وقال حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان كل الخطوات التي اتخذها مبارك تهدف لكسب الوقت وتهدئة المناخ العام في الشارع وإبعاد المحتجين والتهوين من شأن الثورة مضيفا أنه يتعين على الرئيس أن ينهي حكمه ويرحل لانه لا يوجد أي خيار آخر.
وقالت الولايات المتحدة يوم الاثنين ان مبارك ينبغي أن يلغي قانون الطواريء الذي استمر يحكم في ظله منذ عام 1981 . كما أوفدت واشنطن مبعوثا خاصا هو فرانك ويزنر السفير الاسبق لدى مصر لمقابلة الزعماء المصريين.
وقال روبرت غيبز المتحدث باسم الرئيس الاميركي باراك أوباما "يجب أن تتغير الطريقة التي تنظر وتعمل بها مصر."
وقتل ما لا يقل عن 140 شخصا منذ بدأت الاحتجاجات قبل أسبوع مستلهمة الى حد ما إطاحة التونسيين برئيسهم السابق في أعقاب احتجاجات مماثلة على المشاكل الاقتصادية وقمع المعارضة السياسية.
وفي الاسكندرية ثانية كبرى المدن المصرية تجمع الاف المحتجين بالقرب من محطة القطارات الرئيسية وحمل كثيرون منهم طعاما وأغطية قائلين انهم سيشاركون في "مسيرة المليون" يوم الاثنين.
دعوات لرحيل مبارك حقنا لدماء المصريين
دعت خمسون منظمة حقوقية مصرية الثلاثاء الرئيس المصري حسني مبارك إلى الانسحاب حقنا للدماء، فيما يستعد المتظاهرون إلى مسيرة مليونية يعتقدون انها ستمثل "يوم الحسم في مصر".
وأكدت المنظمات الموقعة التي تشمل أبرز منظمات الدفاع عن حقوق الانسان في مصر مثل مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان والجمعية المصرية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمركز العربي لاستقتلال القضاء، انه "على الرئيس مبارك أن يحترم إرادة الشعب المصري وينسحب حقنا لدماء المصريين".
وطالبت "بإصدار دستور جديد للبلاد من خلال جمعية وطنية مشكلة من ممثلي الأحزاب والقوى السياسية والمجتمع المدني".
كما دعت إلى إجراء انتخابات نيابية ورئاسية حرة نزيهة خلال ستة أشهر بإشراف قضائي كامل.
تسريع عمليات اجلاء الرعايا الاجانب مع مصر مع تفاقم الازمة
سرعت الدول من كافة انحاء العالم عمليات اجلاء السياح والرعايا الاجانب من مصر وسط تصاعد حركة الاحتجاج في البلاد الهادفة لاسقاط الرئيس المصري حسني مبارك.
وفي واشنطن اعلنت مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية جانيس جاكوبز ان 2600 اميركي على الاقل في مصر طلبوا من مسؤولين اميركيين مساعدتهم على الرحيل.
وقد غادر اكثر من 1200 اميركي البلاد الاثنين على متن تسع طائرات اتجهت الى لارنكا في قبرص واسطنبول واثينا بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية الاميركية.
وقالت جاكوبز: "نريد التاكد من ان كل من هو بحاجة للمساعدة يحصل عليها وبالتالي اتوقع ارتفاع هذه الارقام في الايام القليلة المقبلة".
واضافت "نشجع الاميركيين الذين يريدون الاستفادة من تنظيم هذه الرحلات الاضافية للذهاب الى المطار، لكن عليهم ان يتوقعوا الانتظار لفترات طويلة".
وسادت مشاهد فوضى في مطار القاهرة فيما تحاول السلطات جاهدة التعامل مع تدفق الاف الاشخاص الراغبين في الرحيل.
ومن المقرر تنظيم ست رحلات اضافية للرعايا الاميركيين الثلاثاء فيما تم ارسال حوالى اربعين موظفا اضافيا في الخدمات القنصلية الى القاهرة ونقاط الوصول في محاولة لتسريع عمليات الاجلاء كما قال مسؤولون.
وفي اوتاوا اكد ناطق باسم وزارة الخارجية ان طائرة من اثنتين استاجرتهما كندا غادرت القاهرة متوجهة الى فرانكفورت في المانيا لافتا الى انها تتسع ل335 راكبا.