أمسية نقاشية لكتاب "حب ضائع" للكاتبة صالحة غابش

تاريخ النشر: 17 سبتمبر 2014 - 06:22 GMT
البوابة
البوابة

نظمت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، مساء أمس الأول، في النادي الثقافي العربي أمسية نقاشية لكتاب "حب ضائع" للكاتبة صالحة غابش المستشارة الثقافية مديرة المكتب الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، الصادر عن الدائرة، تحدث فيها الناقد عبدالفتاح صبري، بحضور المؤلفة والدكتور عمر عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة النادي، وأدارها الزميل محمد ولد محمد سالم، الذي عرّف بعبدالفتاح صبري بكونه ناقداً ومؤلفاً قدم دراسات مستفيضة عن الحركة الأدبية في الإمارات، وعرّف غابش بأنها شاعرة وكاتبة قصة إماراتية نشرت دواوين عدة ورواية بعنوان "رائحة الزنجبيل" .

استهل عبدالفتاح صبري حديثه بالقول إن صالحة غابش في "حب ضائع" "تتخذ من الحب مسباراً للتأمل والبحث لفهم الحياة ومفردات العالم من حولنا"، فهي كما يرى صبري تتخذ من موضوع الحب مدخلاً واعياً وناعماً للوقوف على بعض المتوارث في ثقافتنا، وعن طريق هذا المنظار تكشف الكاتبة عن غياب الحب في حياتنا الراهنة وتحلل القيم النبيلة فيها، وتقلص مساحة المشاعر الإنسانية لحساب حياة مادية تقوم على مبدأ المنفعة والمصلحة الذاتية .

وقال عبدالفتاح صبري: "إن الكتاب هو في الأصل مجموعة من المقالات التي يجمعها رابط واحد ينطلق من تلمس مدى حضور الحب في حياتنا، ومفهوم الحب عندها واسع يتجاوز العلاقة التقليدية بين الرجل والمرأة إلى كل علاقة إنسانية نبيلة تربط بين شخصين أو أكثر، ولذلك نراها تبحث في نوعية هذه العلاقة بين أفراد الأسرة بكل مستوياتها، والتي تحتاج إلى أن يكون الحب الحقيقي حاضراً فيها، وليس الحب المخادع المنافق الذي لا يتجاوز اللسان، كذلك تبحث علاقة الصداقة بوصفها علاقة حب قائمة على تقدير قيمة الإنسان، وقيمة التعاون والتفاهم، وتذهب في تتبع الموضوع إلى معاني الحب في التصوف، والإخلاص في العمل، والاستعداد للفهم والحوار" .

ويستنتج صبري أيضا أن غابش بتوسيعها لدائرة الحب إنما تجعله عنواناً للقيم الإنسانية النبيلة التي كانت تحكم حياتنا العربية في ما مضى والتي تبدو اليوم منسحبة ومبعدة بفعل عوامل كثيرة مما فتح الباب أمام انتشار الكراهية والخلاف والصراع، حتى في العلاقات التي لا يجوز فيها ذلك كعلاقة الآباء والأبناء، وعلاقة الإخوة، وعلاقة الأزواج، حيث غاب التراحم والوداد والكرامة الإنسانية .

ويشير صبري إلى أن الكاتبة كثيراً ما تستشهد بنصوص وحكايات من التراث العربي والإسلامي للدلالة على ما كان عليه الحال في الماضي من حضور واعتداد بتلك القيم، وفي المقابل تقدم نماذج للواقع الراهن لإظهار مدى الانهيار الذي وصلت إليه تلك القيم، وكونه حصل بسبب غياب الحب .

صالحة غابش في حديثها عن دوافع كتابتها ل"حب ضائع" قالت إنها كانت لفترة طويلة منشغلة بتغير بعض القيم الجوهرية في حياتنا الراهنة، وبغياب مفهوم الحب في كثير من علاقاتنا، ما ينتج عنه الكثير من المشكلات والخلافات، فالقلوب كبيرة لكنها فارغة تماماً من الحب، وانصب اهتمامها بشكل مباشر على الأجيال الجديدة التي لم تعش في تلك الفترات التي كانت تسود فيها تلك القيم النبيلة، فرأت أنه من الضروري الكتابة لهم، لمساعدتهم على فهم الحياة، وفهم معنى أن يسود الحب في حياة الإنسان، فتوجيههم هو مسؤولية الكاتب، لذلك دأبت على كتابة مجموعة المقالات حول هذا المفهوم وجمعها في كتاب.