نظمت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة مساء أمس الأول في النادي الثقافى العربي أمسية أدبية بعنوان "قراءة في كتاب أبعد من القيامة لأمان السيد" قدمها الناقد إسلام بوشكير بحضور الكاتبة، وأدار الأمسية الشاعر محمد إدريس، وذلك بحضور الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي .
استهل بوشكير حديثه عن "أبعد من القيامة" باستعراض التجارب السابقة لأمان السيد والمتمثلة في ثلاثة كتب هي "قدري أن أولد أنثى" و"ذكورة المنافي" و"سيراميك"، وتوقف عند العنوان "أبعد من القيامة"، مشيراً إلى أنه يفتح الباب على دلالات متعددة، ويحفز على قراءة الكتاب لمعرفة ما يخفيه هذا العنوان خلفه، وتوقف بوشكير عند مضامين النصوص، مقسما إياها إلى خمسة موضوعات، فهناك نصوص تتمحور حول المرأة وقضايا الأنثى، وهي أكثر نصوص المجموعة، وتشكل استمرارا للموضوع المركزي الذي عالجته أمان السيد في كتاباتها السابقة، ونصوص حول الوطن حيث انشغلت الكاتبة بواقع سوريا المرير وأنهار الدم التي تسيل على أرضها، ونصوص تناولت الهم الاجتماعي، ونصوص تطرح قضايا إنسانية كونية، وأخيرا نصوص تأملية لها صلة بالحياة والموت والخير الشر، وتستفيد الكاتبة في تلك النصوص من الأسطورة والفانتازيا، أما عن الأسلوب الفني فقال بوشكير إن أمان السيد جالت بين الواقعي والتجريبي والفنتازيا واللامعقول والتداعي الحر، ما يوحي بقدرات فنية جيدة، وبتمرس في فنون الأساليب المختلفة .
ولاحظ بوشكير أن نصوص الكتاب تثير مشكلة التجنيس، فهي وصفت في العنوان بأنها نصوص قصصية، لكنها عند القراءة نجدها تقع في المنطقة الوسطى بين القصة والشعر، مشيراً إلى أن ذلك يصنع مشكلة أمام الناقد الذي يضع معايير لكل جنس يحاكمه على أساسها، ويحتاج إلى أن يميز بين أسلوب القص وأسلوب الشعر حتى تتضح له رؤية الكاتب الذي يعالج نصه.