ملتقى الشارقة للسرد ينطلق يوم 10 سبتمبر المقبل

تاريخ النشر: 03 سبتمبر 2014 - 09:14 GMT
البوابة
البوابة

تنظم دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة ملتقى الشارقة الحادي عشر للسرد بعنوان "هل الرواية سيدة الأجناس الأدبية؟" وذلك يومي 10 و11 سبتمبر/ أيلول الجاري، في قصر الثقافة .

وقال عبدالله بن محمد العويس رئيس الدائرة: "إن الفعاليات الثقافية الكبرى متواصلة فبالأمس اختتمت فعاليات صيف الفنون حيث نظمت أثناءه 279 فعالية فنية في مناطق الإمارة كافة، وبالتعاون مع مؤسسات رسمية وأهلية عديدة، وخلال أيام تنطلق فعاليات ملتقى الشارقة للسرد لتأصيل المعرفة العالمة بأنساق السرد وفنونه وآدابه وتقنياته، باعتبار أن الرواية والقصة تمثلان فناً من الفنون الادبية المتمازجة والتي تجمع بين المهارة والموهبة" .

تابع العويس: "يشارك في هذه الدوره كوكبة من النقاد والروائيين والإعلاميين من مختلف البلدان العربية، حيث تنعقد الجلسات التداولية التي تناقش محاور عدة، إضافة إلى شهادات مبدعين على مدى يومين بجلسات صباحية ومسائية والدائرة حريصة على ترجمة وتنفيذ توصيات الملتقى"، وقد أصدرنا روايات ومجموعات قصصية شكلت رافداً نوعياً في الساحة الإبداعية العربية . تجدر الإشارة إلى أن الملتقيات العشرة السابقة شارك فيها نقاد ومبدعون من البلاد العربية، وقد تم طباعة أبحاث وأوراق عمل تلك الملتقيات في كتب خاصة وفقاً لعنوان كل ملتقى .

ويعد سؤال الملتقى في دورته الجديدة واحداً من الأسئلة التي فرضتها الثقافة العربية خلال العقد الأخير، وباتت محل جدل واسع، لا يزال حتى اليوم يثار من جديد كلما فتح الحديث عن الرواية في مقابل الشعر، فالملتقى يأتي بهدف استبيان القضايا العالقة في السرد العربي وتأصيل جذورها على يد نخبة من النقاد والروائيين الفاعلين في المنطقة .

وتعتبر خطوة الملتقى التي كرستها الشارقة ضمن فعالياتها الثقافية المدروسة، إضاءة لافتة في المشهد الثقافي العربي على السرد بوصفه جنساً أدبياً واسعاً تحتاج التغيرات فيه إلى تأصيل ودراسة، فكما تنظم الشارقة ملتقيات ومهرجانات دولية للصورة، واللوحة، والقصيدة، جاء ملتقى السرد كل عام لطرح ومناقشة أبرز القضايا التي تتعلق بالقصة والرواية .

لا يمكن المرور على تجربة الملتقى مروراً سريعاً، إذ أحدثت أثراً ملموساً في السنوات الأخيرة، فالملتقى يتوجه إلى التجارب السردية البارزة والمبشرة في العالم العربي، ويجمعها في الشارقة ضمن برنامج تتخلله جولات تعريفية وجلسات نقاشية، وندوات وغيرها، وبذلك لهدم الحواجز وقرب المسافات بين أجيال الكتّاب العرب .

ليس ذلك وحسب، بل يجمع الملتقى بين الروائي والقاص والناقد، وهذا ما كان غائباً خلال عقود سابقة، ظل المبدع فيها يمضي في تجاربه بعيداً عن النقاد، ويعتبر أن هناك علاقة جافة بينه وبين الناقد، وبذلك يكون الملتقى وفّر فرصة قيّمة في تقريب رؤى الكتاب للنقاد، وفي الاستفادة من أطروحات النقاد ودراساتهم لمتغيرات حالة السرد المتجددة .

إضافة إلى هذا كله فتح الملتقى نوافذ للروائيين والنقاد على مجمل حركة السرد في العالم العربي، حيث عرف العديد من المشاركين في فعالياته إلى الكثير من التجارب السردية اللافتة التي لم تلقَ نصيبها من الضوء والشهرة، فالكثير من التجارب السردية التي تبشر بقاصين وروائيين مهمين عربياً، تظل مغمورة حتى تكشف عنها الجوائز التي باتت تنتشر هذه الأيام، أو عبر رواية ينهال عليها النقد وتثير البعض على كاتبها، كما حصل مع العديد من الأسماء الروائية المعروفة .

الأكثر جدوى من ذلك كله هو أن دائرة الثقافة الإعلام تتبنى العديد من الأعمال السردية للكتاب المشاركين، وتجمع الأوراق النقدية وتنشرها في مؤلفات، تغني المشهد النقدي العربي الذي يعاني هذه الأيام من فتور واضح، فالدائرة أصدرت العديد من الكتب عقب الدورة الماضية للملتقى وتضمنت أوراق موضوع الدورة والذي خصص لدراسة موضوع القصة القصيرة جداً، وهو من القضايا التي أثارت النقاش والجدل، وشارك فيه (32) كاتباً وناقداً من المختصين في مجال السرد والقص والرواية من مصر، وسوريا، وفلسطين، والمغرب، وليبيا، والجزائر، والعراق، والإمارات .

وتضمن الملتقى جلسات حوارية جاءت تحت العناوين التالية: "المبدعون والقصة والتاريخ والفن"، "المفهوم والتقنيات"، "سؤال النوع في القصة القصيرة جداً"، "القصة القصيرة جداً بين الضرورة والجماليات"، "شعرية القصة القصيرة جداً أم شعرية الواقع هنا؟"، وبانوراما القصة القصيرة جداً في الإمارات .

وعالج الملتقى في دورته التاسعة "الرواية الخليجية الجديدة"، وتضمن محاور رئيسية حول هذا الموضوع، حيث جاء المحور الأول بعنوان: "الرواية الخليجية" "بانوراما تاريخية وفنية"، و المحور الثاني "تحولات الرواية الخليجية" ملامح فنية عامة، "تبدلات البنية السردية في الرواية الجديدة"، و"الشخصية الروائية في فضاء الرواية الجديدة" . أما المحور الثالث فتتناول "الرواية النسائية . . آفاق جديدة"، وضم مسارات عدة، منها: "مدخل إلى الرواية النسائية الجديدة"، "الرواية النسائية الخليجية" "جدل الماضي والراهن"، وصورة الرجل في الرواية النسائية الخليجية الجديدة"، وجاء المحور الرابع حول "صورة المدينة في الرواية الجديدة" واشمل على: "تمثيلات المدينة المتحولة"، "إشكالية الهوية المتجددة"، و"الخروج من المكان إلى الذات"، وخصص المحور الخامس لرواية السيرة الذاتية .

لذلك لا يمثل الملتقى تجربة مهمة للسرد العربي، والخليجي بصورة خاصة وحسب، وإنما يمثل في المقام الأول فرصة للروائيين والقاصين الإماراتيين الذين عادة ما يمثلون أغلب المشاركين في أنشطته .