مكتبة البوابة: "عشت مرتين" تأليف حمدي قنديل "سوف أتحدث عن تجربتي دون أن أنزلق إلى إعطاء الدروس، لن أروي من الوقائع إلا ما رأيته بعيني أو سمعته بأذني، ولن أعمد إلى تبيض صفحتي أو تلويث خصومي، لي بالطبع أصدقاء طوتهم دوامة الزمن، كما أن هناك من اختاروا أن يعادوني لأنني أخالفهم الرأي، لكنني أرجو أن أكون منصفًا لأصدقائي عادلًا مع غرمائي، إذ ليس في نيتي الانتقام، وليست لدى رغبة عارمة في تسجيل هدف في مرمي أحد.. يعرف رفاقي أنني قابض على قناعاتي حتى لو اشتعلت جمرًا، لكنهم يعرفون جيدًا أنني لا أميل للعراك، كما أنني - دون ادعاء - لا أود أو أعمد للإساءة إلى أحد، إلا إذا كان في قول الحقيقة ما يسئ "بهذه الكلمات يقدم لنا الإعلامي القدير حمدي قنديل سيرته الذاتية بصراحة نادرة وأسلوب حميمي شائق، فيحكي لنا عن الشخصيات المثيرة للجدل التي قابلها وعمل معها من ساسة وحكام ومثقفين ومفكرين، والتجارب التي شكلت وعيه ومواقفه، منذ تأسيسه لأول قسم أخبار بالتلفزيون المصري في الستينيات، ومشاركته في تأسيس القمر الصناعي العربي وقنوات فضائية عربية مختلفة، مرورًا بتقديمه برامج هامة مثل "قلم رصاص" و "رئيس التحرير" وحتى دوره في الجمعية الوطنية للتغيير، لنتعرف عن كثب على حياة أحد أهم رواد الصحافة التلفزيونية.
مكتبة البوابة: "عشت مرتين" تأليف حمدي قنديل
حمدي قنديل
ولد حمدي قنديل في محافظة المنوفية في عام ١٩٣٦، وهو الابن الأكبر لوالديه، وله خمسة أشقاء، قضى الوقت الأكبر من طفولته في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، عندما كان حمدي قنديل في الثانوية العامة تقدم إلى الصحافة بورقة بحثية كتب فيها مقالاً يهاجم الملك فاروق لأنه اشترى يخت المحروسة بمليون جنية، ومنذ وقتها وهو أصبح مولعاً بالصحافة.
التحق بكلية الطب ولكنه لم يكمل المرحلة الأولى من دراسته في كلية الطب بسبب مرض والده، فتم فصله من كلية الطب، فالتحق بقسم الجيولوجيا في جامعة الإسكندرية، بعدها قرر أن يعيد الثانوية العامة مرة أخرى ليلتحق بكلية الطب، وبالفعل التحق بطب القصر العيني بجامعة القاهرة.
أسس مع أصدقائه في الجامعة “المجلة الرسمية للكلية”، والتي تولت دار نشر أخبار اليوم طباعتها، ولكن الطبعة الأولى من المجلة تمت مصادرتها بسبب مقال كتبه حمدي قنديل منتقداً فيه أساتذة الجامعة.
في عام ١٩٥٦ عرض كل من مصطفى أمين وعلى أمين أن يشتغل بوظيفة الكتابة لصالح مجلة “آخر ساعة”، وكان راتبه وقتها ١٥ جنيهاً، في البداية كان يقوم بالرد على رسائل القراء، ثم تمكن من الحصول على بكالوريوس الصحافة في عام ١٩٦٠، وفي عام ١٩٦١ طلب العمل كمحرر في الجريدة وحصل على راتب ٢٥ جنيهاً، وبعد أربعة سنوات حصل على دبلوم الصحافة من برلين، حضر حمدي قنديل مؤتمر الاتحاد الدولي للطلاب في تشيكوسلوفاكيا، وقابل وقتها ياسر عرفات.
مكتبة البوابة: "عشت مرتين" تأليف حمدي قنديل
حمدي قنديل ونجلاء فتحي
التقى حمدي قنديل بزوجته الفنانة نجلاء فتحي لأول مرة في عام ١٩٩٢، عندما ذهب لإجراء حوار صحفي معها في منزل شقيقتها بالدقي، وفوجئ بأن جميع من في المنزل يقولون لها زهرة فسأل عن اسمها الحقيقي فعرف أن اسمها “فاطمة الزهراء”، وأعجب ببساطتها ومرحها وتلقائيتها، وتكرر بينهما اللقاء عدة مرات، ثم ذهب حمدي قنديل معها في رحلة إلى الإسكندرية وهناك كانا يحرصان على اللقاء اليومي واكتشف كل منهما أن بينهما صفات مشتركة، كما توطدت علاقة حمدي قنديل بياسمين ابنة الفنانة نجلاء فتحي.
وفي ذات يوم اتصلت نجلاء فتحي بحمدي قنديل لتخبره بأن موضوعاً مهم يشغلها، وعندما سألها ما هذا الموضوع؟ قالت له : “سأتزوجك اليوم، هل معك بطاقة شخصية”، ليرد حمدي قنديل مندهشاً: “عظيم عظيم”، وذهب حمدي قنديل إلى منزلها ولم يكن لديه بطاقة شخصية بعد، ولكن كان معه جواز سفر، وعندما سألها حمدي قنديل عن موقفها إذا ما ماطل في إتمام الزواج؟ قالت له نجلاء أنها لم تكن لتحزن كثيراً لأنها كانت ستعرف أنه زوج ليس مناسب لها، فهي قد اختارته لرجاحة عقله.
ويقول في كتابه “عشت مرتين” أنه لم يوفيها حقها في كتابه، ولم يذكر دورها في نجاحه، أما عنه فقد كانت تقول نجلاء فتحي أنها كانت تشعر بأنها تلميذة في وجوده، وتتعلم منه الكثير.
اقرأ أيضاً: